«الغافة».. أداء باهت لنص شاعري

 

أثار الفنان حسن رجب استياء كثيرين ممن حضروا الندوة التطبيقية الخاصة بمسرحية الغافة، التي قدمت أول من أمس في قصر الثقافة في الشارقة، ضمن عروض مهرجان أيام الشارقة المسرحية، إذ غاب رجب وهو مخرج العمل عن الندوة النقدية المتعارف عليها في كل المهرجانات.

ولم يحضر أيضاً مؤلف العمل محمد سعيد الضنحاني، بينما حاول مساعد المخرج صابر رجب امتصاص غضب المسرحيين الذين اعتبروا ذلك الغياب تقليلاً من شأنهم، وعدم تعاطٍ بجدية واحترافية مع المهرجان، والعرض المقدم، إذ إن بعض المشاركين احتجوا على غياب أقطاب العمل المسرحي معلنين مقاطعتهم للندوة.

ورأى آخرون أن العرض لا يليق بمخرج في مقام المبدع حسن رجب، إذ كان العمل مشوشاً من ناحية الرؤية الإخراجية التي لم تكن واضحة، ولم تصل لكثير من المتفرجين سواء كانوا مختصين بالمسرح أو مشاهدين عاديين، إذ آثر كثيرون مغادرة القاعة قبل انتهاء العرض.

كلمتان

اكتفى مدير الندوة التطبيقية للمسرحية، فيصل جواد، بقراءة كلمتي المخرج والمؤلّف الغائبين، من كتيّب المسرحية، واحتج كثيرون من الحضور على غياب المؤلف والمخرج غير المبرر، إذ قال الأستاذ المسرحي من البحرين طاهر محسن، إن «الندوات التطبيقية أصبحت بلا هدف بخلاف ما كانت عليه في السابق، إذ كان النقاد يحتفون بالعروض»، وألمح إلى أن ثمة مبالغة في مدح العروض، واقترح أن تكون الندوات في اليوم التالي للعرض كي تهدأ العواطف ويتمّ التفكير بموضوعية.

ويبدو أن رجب استعجل كثيراً في تقديم هذا العمل، خصوصاً أن عمله الثاني «صاحبك» لم يدخل في مسابقة المهرجان، فـ«الغافة» الذي قدمته فرقة الفجيرة، رغم الزخم الصوري واللوحات التشكيلية الإبداعية، لم يكن على قدر المستوى، إذ برز خلل كبير في أداء الممثلين، وبدا واضحاً أنهم لم يحصلوا على تدريبات مكثفة كافية، فبطل العمل أو صاحب الدور الرئيس (نصيب) (الممثل الشاب إبراهيم العضب)، لم يكن بحجم الدور، رغم أنه يعد من الشباب الواعد في المسرح، كونه يمتلك الموهبة والقدرة على تجسيد أي دور، إلا ان الحوارات والسرديات المطولة أصابته في مقتل، الأمر الذي يؤخذ على رجب، الذي قدم عروضاً وأعمالاً نافست للحصول على جوائز عربية وكان آخرها مسرحية نهارات علول، التي شاركت في مهرجان المسرح العربي أخيراً.

أما الفنانان بدور الساعي وعبدالحميد البلوشي فحاولا رفع مستوى العمل، إلا ان محاولاتهما باءتا بالفشل، خصوصاً في ظل الأداء المتباين والباهت الذي ظهر به معظم الممثلين، إذ لا يمكن الاهتمام باللوحات الجمالية والسينوغرافيا على حساب مضمون العمل وإدارة الممثل والحرص على أدائه، لاسيما أن الممثلين بما فيهم المتمرسون واجهوا صعوبة في اللغة العربية الفصحى المستخدمة في العمل، التي شكلت عائقاً أمامهم، فظهرت الأخطاء النحوية والصعوبة في اللفظ، خصوصاً أن النص جمل شعرية معبرة.

فضاء عرض مسرحية «الغافة» تجسد في تلك الشجرة التي أصبحت مظلة لأهل القرية المصابين بداء الجدري، لتدور أحداث الحكاية كاشفة عن تسلط الإنسان على أخيه الإنسان في محنة أخرى تضاف إلى تلك التي شردت الأهل عن ديارهم.

تميزت مسرحية «الغافة» بصرياً بتجسيد الشجرة على خشبة المسرح، ليعطي حالة مشهدية تتكثف فيها نعومة الإضاءة وبهاؤها الشفاف سعياً لحالة جمالية تشكل فضاء العرض المسرحي متوسلاً حالة الحب، الذي لم يظهر وسط صراخ الممثلين وأنينهم وأدائهم غير المقنع، وتمتزج الأحداث الدرامية وتتوالى المشاهد والأحداث بين الرمزية واتجاهات ما بعد الواقعية في لوحة واحدة، وتمثلت لغة الحوار وتصميم الأزياء والمؤثرات البصرية والصوتية لعكس واقع يخضع لحالة من التسلط على ركام الداء العضال الذي أصاب أهالي المنطقة.

 

المصدر:

    سوزان العامري ــ الشارقة

http://www.emaratalyoum.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *