فنانون: “الأيام” داعم رئيسي للمسرح العربي

 

شهدت أيام الشارقة المسرحية في دورتها الجديدة كثافة في الضيوف من الفنانين العرب، الذين يسهمون بنشاط لافت في مختلف فعاليات المهرجان، ما يعطي هذه الدورة زخما ويجعلها واحدة من أنجح دورات “الأيام”، ومن بين هؤلاء الضيوف من ترددوا على المهرجان مرات وشهدوا على محطات مختلفة منه، ومن بينهم من يشاركون للمرة الأولى، وقد بهرهم مستوى العروض المقدمة ودقة التنظيم، وكثرة الأنشطة المصاحبة، فعبروا عن رؤيتهم للمهرجان وتطوره . 
المسرحي الجزائري عبد الناصر خلاّف قال: “أتردد على المهرجان باستمرار وأهم تطور لاحظته في السنوات الأخيرة تمثل في اتساع البرنامج المصاحب للعروض، فزيادة على الملتقى الفكري الذي يتناول أهم قضايا المسرح العربي المعاصر بدأ المهرجان منذ سنتين باستضافة أوائل المسرح من خريجي الجامعات والمعاهد المسرحية العربية، تكريما لتفوقهم، وليجعلهم يدخلون إلى عالم المسرح من بابه الواسع، باب تعرّف قامات المسرح العربي والاستماع إلى تجاربها، عبر الورش والحلقات النقاشية المخصصة لهؤلاء الأوائل، والتي ينعشها مسرحيون كبار” .
الكاتب المسرحي التونسي محفوظ غزال، رأى أن ثمة أفقا واعدا خاصة على مستوى الإخراج وجعله متماشيا مع واقع الإنسان العربي اليوم، يعالج قضاياه ومشكلاته بأدوات معاصرة، فهناك تناول للواقع المعيش يخرج بالمسرح من الغربة التي عاشها طويلا، فقد ظل المسرح العربي لفترة طويلة غريبا في طرحه وفي نصوصه التي تقدم على الخشبات، واليوم نشاهد سعيا واضحا لدى المسرح الإماراتي إلى تحقيق تآلف وتناغم بين المكتوب والمرئي، بين المرامي الفكرية والرؤيوية للكاتب، وبين الرؤية البصرية للمخرج، لتحقيق متعة الفرجة، والخروج من الانفعال إلى الفعل، وهذا تطور ملحوظ يعد بإنجازات كبيرة .
الأكاديمي المسرحي السعودي الدكتور سامي الجمعان عضو لجنة تحكيم الدورة الحالية من المهرجان أشاد بالدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمسرح الإماراتي والمسرح العربي عامة، والذي كان وراء نشأة وتطور أيام الشارقة المسرحية المستمرة منذ ثلاثين عاما، كما أشاد بالجهد الكبير الذي تبذله دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في تطوير وتنظيم الأيام التي أصبحت تظاهرة للعرب جميعاً، وأكد أن من المظاهر التي تعكس تطور هذا المهرجان والتي تلمسها بحكم وجوده بين أعضاء لجنة التحكيم الاستقلالية التامة لهذه اللجنة، وكون عملها مبنيا على الموضوعية والشفافية والحكم القائم على الدقة .
المخرج التونسي جعفر القاسمي قال: “لقد فاجأني هذا التطور الكبير في مستوى العروض، لم أكن أتصور أن المسرح الإماراتي وصل إلى هذه الدرجة من العطاء، وفاجأني مستوى التنظيم، والإمكانيات المادية الكبيرة الموضوعة تحت تصرف المسرحي، كما فاجأني المستوى العالي من الوعي لدى الجمهور الذي يحضر العروض، فنحن مثلا قدمنا عرض “ريتشارد الثالث” ونصفه باللهجة التونسية ولم نلاحظ أنه كان غريبا على الجمهور، وهذا يعني أنه جمهور يملك ثقافة فرجوية، وهي ثقافة لا تأتي بمحض الصدفة، بل لا بد لها من تراكمات عديدة وطويلة حتى تنتج وعيا، وأظن أن هذه التراكمات هي نتاج لهذا المهرجان الجميل الذي احتضن الجمهور واحتضنه الجمهور على مدى عقود .
الفنان المسرحي البحريني عبدالله ملك قال: “إن علاقته بمهرجان أيام الشارقة المسرحية تعود إلى الدورة الثانية منه عام ،1985 حيث حضره بمناسبة استضافة المهرجان لمسرحيته “البوفيه”، ومنذ تلك السنة ظل يتردد على المهرجان، ويتابع التطور الكبير الملحوظ من عام إلى آخر”، وأضاف أن مسرحية “البوفيه” كانت هي الأبرز خلال ذلك المهرجان، وكذلك العروض الخليجية التي كانت تستضاف في الأيام، كانت كلها متميزة بالمقارنة بالعروض الإماراتية في تلك الفترة، وكانوا يستعينون بمخرجين خليجيين وعرب مثل صقر الرشود وقاسم محمد وجواد الأسدي والمنصف السويسي وخليفة العريفي، واليوم انقلبت الآية، فأصبحت العروض الإماراتية هي الأبرز خليجياً، وتستضاف هذه العروض في المهرجانات الخليجية من أجل رفع مستوى تلك المهرجانات، وصارت الفرق المسرحية الخليجية تستعين بفنانين إماراتيين في التمثيل والإخراج والكتابة، فالمستوى الفني تطور كثيرا، وبرز مخرجون كبار مثل حسن رجب وإبراهيم سالم، وحتى من الجيل الشاب لدينا محمد العامري ومروان عبدالله .
ولفت ملك إلى ان ما يحفز الفنانين الإماراتيين على الإجادة أن راعي المهرجان صاحب السمو حاكم الشارقة رجل مسرحي ذواقة، وله رأي، وهذا يضع الفنانين أمام امتحان صعب من أجل الإجادة .
الأكاديمي المسرحي العماني الدكتور محمد بن سيف الحبسي رئيس مجلس إدارة معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي في عُمان قال إن المهرجان تظاهرة ثقافية خليجية وعربية كبيرة، تجمع الرواد من كل العالم العربي، وتليق باسم الشارقة عاصمة الثقافة العربية، وتحتفل اليوم بكونها أيضا عاصمة الثقافة الإسلامية، فهناك اهتمام واضح ودعم من حكومة الشارقة للمسرح يعكس وعي صاحب السمو حاكم الشارقة بأهمية الدور الذي يلعبه المسرح في حياة الشعوب، وهذا الدعم يجد ترجمته في كثير من المهرجانات التي تنظم هنا، فإلى جانب الأيام هناك مهرجان الطفل ومهرجان المسرح المدرسي اللذين يشكلان رافدا مستمرا للحركة المسرحية بما يهيئانه من طاقات مسرحية” .

 

 

الشارقة – محمد ولد محمدسالم:

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *