خريجو مسرح عرب: الاحتراف طريق الانجاز

 

لم تكن فعاليات اليوم الأول لملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي الذي انطلق صباح أمس رسمية، كعادة الفعاليات المهمة، بل كانت جلسة حميمية جمعت خريجي معاهد وكليات المسرح العربي من المتفوقين مع المخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي، وسط أجواء ممتعة غلب عليها الحوار والنقاش، واندفاع الطلاب ورغبتهم في التعلم والتعرف على عالم المسرح المليء بالإثارة.

” المسرح العربي بين الهوية والاحتراف ” هي المحاضرة التي قدمها الجبالي بمشاركة تسعة من المتفوقين، وهم حسام عبود من العراق، إلسي دواليبي من لبنان، بوشعيب سماك من المغرب، خديجة بكوش من تونس، ولاء عزام من سوريا، نوال محمد من السودان، داليا همام من مصر، عبد الله شحادة من الأردن، هجيرة ناصري من الجزائر.

تحدث الجبالي عن تجربته المسرحية وأهم ملامحها وعناصرها الفنية والتكوينية المتنوعة من حيث النشأة والتناغم الإبداعي الحر، وقدم عرضاً موجزاً لآلية الاحتراف في المسرح العربي “المسرح التونسي نموذجاً” من حيث الدلالات والعناصر والبنية الفنية والمجتمعية والثقافية لعدد من الأجيال المسرحية ” الرواد والمؤسسين والمعاصرين “.

وتحدث الجبالي عن أهم مفاصل عملية البناء المسرحي في تونس من خلال تحديث المؤسسة المسرحية والفعل والممارسة والشكل الفني والمضمون، وتطرق لبدايات التأسيس والاتصال الأدبي في العروض المسرحية في الحقبة الاستعمارية، ثم بدايات الاستقلال ونشأة فرقة “مسرح البلدية ” على يد المسرحي علي بن عياد كأول فرقة مسرحية محترفة.

التياترو

وطرح الجبالي عدداً من الأسئلة الإبداعية الخاصة التي ساهمت في نشأة مسرح “فضاء التياترو” التكوين من حيث الاحتراف الايجابي والممارسات الجمالية والفنية، والرؤية التي تعتمد على تطوير الذات المسرحية بمعايير فنية مبتكرة وتفاعلية ضمن فضاء التأويل والتجدد والمعاصرة.

كما ناقشت المحاضرة التحديات التي يواجهها المسرح كالدعم والواقع الاقتصادي.

إشادات

“البيان” تواصلت مع المخرج المبدع، والطلاب والطالبات خريجي معاهد الفنون المسرحية الذين أشادوا بفكرة الملتقى، وتأثيرها الإيجابي في دعم حركة المسرح، وتعزيز الوعي بها وخصوصاً لدى الجيل الجديد.

ذكرت التونسية خديجة بكوش أن الفكرة رائعة وتفتح آفاق الطلاب على التجارب الأخرى في الدول والجامعات المختلفة.

وعبرت اللبنانية إلسي دواليبي عن سعادتها بأن تكون جزءًا من هذا الحدث، مشيرة إلى الفائدة الكبيرة التي اكتسبتها، ولافتة إلى أهمية هذا الملتقى، وطالبت بتعميمها على الجامعات والمعاهد ما يؤدي إلى تغذية ثقافية، ويعزز الخبرات.

وأكد الأردني عبدالله شحادة أن الملتقى إضافة مهمة، لها تأثير إيجابي على الطلاب وعلى المسرح والشغوفين به.

وأشادت الجزائرية هجيرة ناصري بالملتقى ومبادرته المثمرة في فتح قنوات الاتصال الإبداعي والاكاديمي مع الأنشطة والممارسات المسرحية في الشارقة، مشيدة بمحاضرة المسرحي توفيق الجبالي من حيث التعرف على عدد من الملامح والرؤى الإخراجية في تجربته المسرحية المهمة.

وتحدثت السودانية نوال محمد عن المحاضرة كتجربة مميزة ومعمقة قائمة على حوار يربط بين الاحتراف والانجاز المسرحي .

رسالة

أعلنت الهيئة العالمية للمسرح أن رسالة اليوم العالمي للمسرح، سوف تقدم من على خشبة المسرح القومي السوداني في الخرطوم العاصمة السودانية، وسوف يقوم بقراءتها كابتن المسرح الجنوب أفريقي (بريت بيلي)، تزامناً مع مهرجان البقعة المسرحي الذي يقام في الفترة من 27 مارس إلى 4 أبريل 2014، بحضور محلي وإقليمي ودولي، وبمشاركة المدير العام للهيئة العالمية للمسرح (توبياس بيانكوني).

 

«خلخال» تستحضر مسرح الحتاوي و«صاحبك» تجلد ذاتها

العرضان المسرحيان “صاحبك” و”خلخال” شكلا مفتاح أمسيات أيام الشارقة المسرحية لهذا العام، واللذان استضافتهما أول من أمس خشبة معهد الفنون المسرحية، ورغم أن العرضين خارج المسابقة الرسمية، الا أنهما تمكنا من جذب انتباه النقاد والجمهور الذي ملأ كافة مقاعد مسرح المعهد الذي عجت أروقته بصور الكاتب المسرحي الراحل سالم الحتاوي الذي استحضرت روحه من خلال نصه “خلخال” الشاعري، والذي كان على عكس مسرحية “صاحبك” التي جلدت ذاتها كثيراً في الندوة التطبيقية، فيما بادرت إدارة الأيام بتكريم أبناء الحتاوي قبل انطلاق العرض.

الإنسان والتسلط

عرض “صاحبك” بدا مترهلا وعدم جدية أداء ممثليه رغم قوة النص المعتمد على اللغة الفصحى، شكلت مداخل للجدل الذي شهدته دار الندوة التي عقدت فيها الندوة التطبيقية التي أدارها الدكتور فاضل السوداني وشارك فيها مؤلف النص أحمد الماجد، والممثل يوسف الكعبي، فيما تغيب عنها المخرج حسن رجب.

قصة العمل تدور حول العلاقة بين الانسان والتسلط بكل أنواعه والذي يؤدي إلى خلق العنف والتشدد، حيث يعتمد النص على تصوير حالة الرفض والانغلاق الذاتي التي يعيشها طالب في غرفته بالسكن الداخلي للجامعة، والتي بدأت تخلق في مسارات تفكيره، أسئلة مرّة، وصدامات وجودية عنيفة مع الظواهر السلبية الخارجية المحيطة به نتيجة لمجموعة من التراكمات أوجدت حالات سخط، ليكون ثمن الحرية القطيعة مع المحيط الاجتماعي.

د. سوداني أشار في تعليقه، بأن العمل تناول قضية مهمة جداً يجب الوقوف عندها، والتمعن في الطريقة التي عبر فيها القائمون على العمل عن العنف الذي يولده التسلط، وقال كنت أتمنى ألا يخنق المخرج النص في دائرة صغيرة خلقت فضاءً صغيراً وملوناً، وإنما كان يجب عليه الاستفادة من فضاء المسرح للتعبير عن طموحات النص التي يجب أن تصل للجمهور.

ترهل الأداء

ورغم اعتراف الجميع بقوة النص، إلا أن مؤلفة أحمد الماجد، حمل لجنة اختيار العروض في المهرجان مسؤولية ترهل الأداء وضعفه، بقرارها استبعاد المسرحية من المسابقة الرسمية، وقال: “إن ذلك أثر كثيراً على أداء الممثلين”، وهو ما رفضه المشاركون بالندوة. فيما اتفق الماجد في مداخلته مع الآراء التي أجمعت على أن الممثلين كانوا غير مالكين لأدواتهم الأساسية من حركة الجسد ومخارج الحروف، ما أوقعهم في مجموعة كبيرة من الأخطاء اللغوية.

قوة النص

حالة الجدل على قرار لجنة اختيار العروض، طال أيضاً حلقة النقاش التي عقدت حول عرض “خلخال” الذي قدمته فرقة مسرح رأس الخيمة، معتمداً في ذلك على نص الراحل سالم الحتاوي وإخراج أحمد الأنصاري، وتدور حول فتاة راقصة تقع في حب شاعر الذي ينشد لها الشعر بعد اعجابه برنة “خلخالها”، الا أنه يكتشف فيما بعد أن معشوقته تعمل راقصة وترفض عرضه للزواج لهذا السبب، ففي الوقت الذي أشاد مدير الندوة عبد الله راشد بالعمل من حيث قوة نصه والسينوغرافيا وكذلك أداء الممثلين وتصميم الرقصات، أكدت معظم الآراء التي تناولت المسرحية على العلاقة التي كانت تربط أحمد الأنصاري بالراحل سالم الحتاوي، وأشار البعض إلى أن الأنصاري لم يخرج من عباءة النص الشعبي الذي طالما اعتمده الحتاوي، فيما أشار آخرون إلى حالة التغريب التي شابت الديكور والذي جاء بصورة مغايرة تماماً لطبيعة العلاقة والتواصل بين الأنصاري والحتاوي اللذين سبق وأن قدما معاً أكثر من 21 عملاً.

 

نقاش حاد

 

مدير فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني عبد الله يعقوب، فضل في مداخلته الحديث عن عدم مشاركة هذا العرض في المسابقة، متسائلاً عن الأسباب التي أدت إلى خروج العمل من المسابقة، الأمر الذي زاد من حدة الأجواء في الجلسة، ما حدا بمدير الندوة إلى التدخل والتهديد بإلغاء الندوة.

المسرح العربي على خارطة «أبو الفنون» العالمية

أختتمت أمس فعاليات الملتقى الفكري «المسرح العربي والعالم» بورقة جديدة للدكتور سعيد الناجي من المغرب، ناقش فيها التحديات والمكائد التي تواجه المسرح العربي، من خلال النظر إلى موقعه في خرائط المسرح العالمي، وعلاقاته بالعالم وثقافاته.

وذكر الناجي أن المسرح العربي بدأ في دفعة انفتاح قوية على العالم، وفي تفاعل مع المسرح العالمي في أشكاله الأكثر نضوجاً، كما ذكر أن المسرح العربي منذ ظهوره يتفاعل مع المجتمعات العربية، كما يتفاعل مع المسرح العالمي وتياراته، أحياناً بوظيفة أخلاقية، وأحياناً للمتعة والترفيه، وأحياناً كوسيلة للنضال وتحريض العالم العربي على المطالبة بالاستقلال، وفي كل ذلك لم يخلق خطابات نظرية متضخمة حول الهوية أو التراث.

وأكد الناجي أن المسرح برز كشكل فني جديد قبل بروز السينما والقصة والرواية وغيرها من أشكال الكتابة الأدبية الحديثة، ولأنه كان يتخاطر مع لغات المسرح العالمية، كان قاطرة لتحديث البلدان العربية فكرياً وثقافياً، وأقبلت عليه النخب الفكرية والسياسية، وكتب له المؤرخون ودعاة النهضة.

حملات تبخيس

ولفت إلى أن حملات تبخيس المسرح العربي الراهن لم تتوقف، متهمة إياه بأنه وليد غير شرعي، وأنه ابن زنا ثقافي مع الغرب، وأننا بدأنا نشهد عملية «شيطنة» المسرح الغربي، ليصبح المسرح العالمي شكلاً استعمارياً لا علاقة له بثقافتنا، لتبدأ الدعوات إلى الانكفاء والانعزال في المسرح العربي، منطلقة من رجال المسرح أنفسهم.

مسارات

 

أنهى الدكتور سعيد الناجي ورقته بثلاثة مسارات للانفتاح على العالم مسرحياً، أولها الهجرة ثقافياً وفنياً نحو الآخرين، واستقبال هجرتهم إلينا، وثانيها الرحلة والترحال، وممارسة مسرح بلغته العالمية، وثالثها التخفيف من الإحساس بالعروبة والوطنية، واعتبار المسرح لغة وفناً إنسانياً.

محسن سليمان: كُتَّاب المسرح يعدون على الأصابع

كثيرون من يحملون هم المسرح على عاتقهم، همٌ يشعر به تلقائياً كل من يتحدث مع القاص والكاتب المسرحي محسن سليمان، الذي أكد من خلال حواره مع “البيان”، على حاجة المسرح الإماراتي إلى كُتاب نصوص مسرحية ذات عمق فني عالي الجودة.

وذكر محسن أن أزمة الكُتاب بحاجة إلى التعامل معها بشكل جدي، وقال: نحتاج لنصوص قوية، وهذا يستدعي التركيز على بناء كُتاب حقيقيين، وفي بيئة كالإمارات لا تتوانى عن تقديم كل الدعم للمسرح، وتتوالى فيها المهرجانات المسرحية واحداً تلو الآخر كأيام الشارقة المسرحية ومهرجان المونودراما ومهرجان مسرح الطفل ومسرح الشباب وغيرها، يجب أن تكون هذه البيئة ولاَّدة، وللأسف الكتاب لدينا معدودون على الأصابع، والأمر بحاجة إلى التفاعل معه بجدية، فأكثر الكُتاب ممثلين أو مخرجين، أقبلوا على المسرح من باب الهواية، ثم مارسوا الكتابة لندرة من يقوم بهذا الدور.

وطالب محسن بتفاعل المؤسسات الثقافية، مشيراً إلى الحاجة الملحة للأكاديميات المسرحية والورش التي تصقل المواهب، لافتاً إلى ضرورة أن تكون مستمرة ومتواصلة على مدار العام.

المسرح التجاري

وأشار محسن أن المسرح التجاري أصبح مطلباً مهماً في يومنا هذا، وقال: نحن بحاجة لمسرح ترفيهي يشكل إضافة حقيقية، ويساعد على جذب الجمهور للمسرح، ولكن المشكلة تكمن في أن المسرح التجاري يحتاج لدعم مادي كبير، فالمسرح التجاري مسرح كوميدي وهزلي يحتاج للترويج، ومن خلال احتكاكي بالفنانين، علمت أن الدعاية التلفزيونية مرتفعة الثمن بشكل كبير جداً لا يغطي الميزانية المقدمة للعمل.

واعترف محسن أنه غير راضٍ عن حال المسرح الإماراتي اليوم، وقال: المسرح النخبوي يتألق في أيام المهرجانات فحسب، ولكن أي مسرح يحتاج للاستمرارية لكي يبدع، كما أرى أن الممثلين المسرحيين بحاجة لدورات، لأن كثيرين دخلوا المسرح حباً فيه، ولا ألومهم بقدر ما أرغب في أن يصقلوا هذا الشغف بالمسرح بتنمية موهبتهم وتطوير أدائهم.

وتساءل محسن: ما المانع في فرض دورات للممثلين، لتكون جزءاً من دور المسارح، ما يرتقي بالأداء التمثيلي للفنانين؟.

حراك ثقافي

وفي المقابل أشاد محسن بالحراك الثقافي في الدولة والذي ينعكس على المهرجانات المتعددة، ولفت إلى أن هذه المهرجانات ترفد المسرح العربي بإبداعات جميلة، وتظهر من خلالها اقتباسات معينة من نصوص عالمية أو عربية.

سلطان القاسمي يوثق مسيرة «الأيام»

شهدت دورة مهرجان أيام الشارقة المسرحية الحالية تدشين إصدار جديد من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يحمل عنوان “أيام الشارقة المسرحية 1984 ـ 2013″، حيث يؤكد سموه من خلال هذا الإصدار الذي يروي فيه مسيرة أيام الشارقة المسرحية طوال 23 دورة ماضية، ويؤكد “أن للمسرح دوراً مهماً في خدمة قضايا المجتمع، ويجب الاهتمام بالمسرح الجاد الذي يشكل دفعاً قومياً وينبه بالمخاطر التي تحيق بالأمة”.

الإعلان عن الفائزين بجائزة التأليف المسرحي

أعلنت الأمانة العامة لجائزة الشارقة للتأليف المسرحي، أخيراً عن أسماء الفائزين بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي، وذلك وفقاً لقرار لجنة تحكيم المسابقة لدورة عام 2013، وفاز في المركز الأول باسمه محمد يونس عن نصها “لص وامرأة وحيدة” فيما حل بالمركز الثاني مرعي الحليان عن نصه “الدكتور عمر”، أما في المركز الثالث فكان من نصيب محمد جمعة سعيد عن نصه “بروفة”، وفي المركز الرابع جاء صالح كرامة العامري عن نصه “سيادة المخلص” وفي الخامس جاء محمد صالح محمد عن نصه “التاج والقحفية”، فيما كان المركز السادس من نصيب فاطمة سلطان المزروعي عن نصها “الحياة الآن”.

وتبلغ القيمة الاجمالية لجائزة الشارقة نحو 75 ألف درهم، موزعة على المركز الأول بواقع 25 ألف درهم والمركز الثاني بواقع 20 ألف درهم والثالث بواقع 15 ألف درهم، و5 آلاف درهم لكل من المراكز المتبقية. يذكر أن الانطلاقة الأولى لجائزة الشارقة كانت في 1996، وهي مقتصرة على الكتاب والمبدعين المسرحيين من أبناء الامارات، ممن تزيد أعمارهم على 21 عاماً.

فعاليات اليوم

10:30صباحاً – 2:00 ظهراً: ندوة “المسارح العربية الآن” 10% 10 ٪”+ برنامج أوائل المسرح

7:00 مساءً: مسرحية “القبض على طريف الحادي” بقصر الثقافة

10:30مساءً – 12:00: حفل تكريم ضيوف المهرجان

 

 

المصدر:

  • متابعة – غسان خروب – دارين شبير تصوير غلام كركر
  • http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *