مسرحية “ريتشارد الثالث” للفرقة التونسية “انتراكت برودكشن”.. شخصيات شكسبيرية وتونسية تحاسب الدكتاتور العربي

 

أعلن العرض الشرفي لمسرحية ريتشارد الثالث التي قدمتها فرقة انتراكت برودكشن التونسية، عن انطلاق فعاليات الطبعة الرابعة والعشرين للتظاهرة الثقافية “أيام الشارقة المسرحية”

، مساء أول أمس بقصر الثقافة، ليمتد الاحتفال المسرحي إلى غاية 25 من هذا الشهر.

 

الشارقة: المسرحية التونسية التي ألفها “محفوظ غزال” تجمع بين اللهجة التونسية واللغة العربية الفصحى. حاول خلالها المخرج الشاب جعفر القاسمي أن يعتمد على لقطات من التراجيديا الشكسبيرية “ريتشارد الثالث” ليسلط عبرها الضوء على واقع المجتمع التونسي خاصة والمجتمع العربي عامة.

نص المسرحية جمع بين طياته ثلاث قصص، ليروي معاناة “خالد” بين أمه وزوجته، علاقة “ربيع” وزوجته “نبيلة” التي تتميز بالمد والجزر، ومقاطع من مسرحية “ريتشارد الثالث” لأيقونة المسرح “ويليام شكسبير”. وقد حاول المخرج الربط بين هذه القصص المختلفة بجمعها في أحداث تدور بين أفراد عائلة واحدة تواجه خطر التشتت، عائلة قد يريد الإشارة من خلالها إلى المجتمع العربي…

رغم أن المسرحية التونسية الفائزة بالمرتبة الأولى في مهرجان المسرح العربي اعتمدت على أسلوب المسرح الفارغ، إلا أن المخرج دفع المشاهد إلى تأثيث زوايا المشاهد بخياله، حيث اعتمد على اللعب على الأضواء في الظلام الحالك، كما فضل السينوغرافيا الصوتية، معتمدا على مقاطع موسيقية مسجلة وإيقاعات ريتمية أداها الممثلون التسعة على الخشبة. وهذا الاختيار جعل من الممثلين العنصر الأساسي الذي يبنى عليه العرض، مما فتح لهم المجال على الركح الواسع، ليطلقوا العنان لطاقاتهم الشابة، وقد كشف كل من “صعبي عمر”، “ربيع ابراهيم”، “خالد الفرجاني”، “عاصم التهامي”، “فاطمة الفالحي”، “نبيلة قويدر”، “سماح توكابري”، “بلال سلاطنية”، و«منال فرشيشي” عن قدرات خامة تمثل مشروعا مستقبليا ناجحا.

هذا ويبدو أن كثرة المواضيع التي تناولها العرض الشرفي الذي افتتح فعاليات “أيام الشارقة المسرحية”، خلفت لدى العديد من الحاضرين الانطباع بأن بعض المشاهد مجرد حشو لا فائدة منه، حيث توالت الخواتم في المسرحية لتعود عجلة العرض في الدوران من جديد، مما أثار استياء البعض وجعلهم يشعرون ببعض الملل من المشاهد الدخيلة.

كما أن بعض المشاهد التراجيدية التي كانت تسعى لترك بصمة درامية لدى الجمهور كانت عبارة عن صراخ متكرر، دون أن يترك الأثر اللازم. وقد يعود هذا التخلخل في أداء الممثلين إلى شعورهم بالتعب أو خروجهم عن شخصياتهم المسرحية بين الحين والآخر، مما جعل بعض المقاطع تبدو باردة وتقريرية بنص مباشر. وبغض النظر عن هذه النقائص إلا أن الجمهور استمتع بالعرض الذي دام حوالي ساعتين من الزمن، كما أبدى العديد من النجوم المسرحيين والسينمائيين إعجابهم بطريقة الطرح، وكذا طاقة الطاقم المسرحي الشاب القادم من تونس.

سارة. ع

 

 

المخرج المسرحي التونسي جعفر القاسمي للجزائر نيوز:  “مسرحيتنا إعلان عن ولادة جيل متمرد لن يرضخ لسلطة الأب القمعية”

 

لماذا مزجت في المسرحية بين شخصيات “شكسبيرية” وتونسية؟

أردنا أن نعرف الجمهور التونسي بريتشارد الثالث وتساءلنا كيف ستنفعنا هذه التجربة، نحن التونسيون، نحن أيضا لدينا قصص وحكايات شعبية وأحداث تاريخية عشناها، وصداها أقوى من ريتشارد الثالث اليوم. واخترنا قصة العائلة التونسية والعربية اليوم وخطر التمزق الذي تواجهه، حيث بنيت وتأسست وكبرت على القمع والخضوع لسلطة الأب التي تجعله مرعبا حتى في غيابه.

تدور أحداث المسرحية في عائلة تونسية، ولكنها تعكس واقعا عربيا، هل هي دعوة للتغيير؟

أردنا أن نجعل المسرحية موغلة في المحلية التونسية ومتجهة نحو الهوية العربية، وأفخر بالقول إن هذه المسرحية هي إعلان عن ولادة جيل جديد، جيل سيدافع عن النور، جيل متمرد لن يرضخ لسلطة الأب القمعية.

لماذا أهملت عامل السينوغرافيا وتركت المجال للمثلين؟

بالنسبة لي الممثل هو كل شيء في العرض المسرحي، لا شيء يعوض قيمته على الخشبة، وأردت أن تكون الشخصيات المركز الوحيد للانتباه.

قبل أن تكون مخرجا مسرحيا كنت ممثلا على الركح، أي الشخصيتين طغت على علاقتك مع الممثلين؟

العمل المسرحي كان في شكل جدل أو نقاش بيننا. أنا ممثل مسرحي في الأساس ولا أدعي الإخراج، الممثل بداخلي يتواطأ مع الممثلين ضد شخصية المخرج، وقد اشتغلت مع الممثلين باعتبارهم شركاء في العملية الإبداعية ولم أعتبرهم  كأداة.

حاورته: سارة. ع

 

http://www.djazairnews.info/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *