الملتقى الفكري يبحث موقع المسرح العربي في العالم

 

انطلقت صباح أمس في فندق هوليداي انترناشيونال في الشارقة ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية أعمال الملتقى الفكري “المسرح العربي والعالم” وحاضر فيها الدكتور صبري حافظ من مصر بمشاركة المتداخلين الكاتب المسرحي محسن سليمان “الإمارات” والباحث د . عزالدين بونيت “المغرب” و د . حازم عزمي “مصر” وأدار الندوة الإعلامي عصام أبو القاسم من السودان .
طرحت ورقة د . صبري حافظ التي عنوانها (المسرح العربي وبريطانيا) سؤالا جوهريا يتعلق بمدى حضور المسرح العربي في ذاكرة المسرح في العالم وكيف يمكن تعيين هذا الحضور؟ كما طرحت مجموعة من الأسئلة المتفرعة حول ملامح هذا الحضور في الدراسات والأبحاث المنجزة في الجامعات والمعاهد والمنابر الأوروبية والآسيوية والأمريكية . . درست ورقة د . حافظ حضور المسرح العربي في الدراسات الإنجليزية .
وتناول د . حافظ أسئلة تتعلق بمقومات المسرح العربي ليكون حاضرا في المشهد الغربي، كما تساءل عن الدراسات النقدية الغربية وطرح أسئلة حول ما أضافه المسرح إلى ثقافتنا العربية وكيف تفاعل الخطاب الثقافي المسرحي العربي مع مختلف الخطابات في القرن التاسع عشر، كما تناول مسألة انكار وعدم اكتراث الخطاب الثقافي العربي بالمسرح كفن .
وتلخصت ورقة د .حافظ في ثلاثة محاور، الأول استعرض مقومات المسرح العربي ليكون حاضراً وفاعلاً في المشهد الغربي، أما الثاني، فيتعلق بحضور المسرح العربي في الدراسات النقدية المتابعة للمشهد المسرحي العالمي، والثالث يتعلق برؤيته للعالم الغربي الذي كان ليس متابعاً للمسرح، وحسب بل أيضاً كان متابعاً للواقع العربي من خلال أعماله المسرحية .
وقال: “إنه من الظلم والمغالطة أن نطالب المسرح العربي الحديث، الذي بدأ قبل قرن ونصف من الزمان محاكيا للمسرح الغربي، ومترجما نصوصه وأنساقه الدرامية، بأن يقدم للمسرح الغربي الجديد على صعيدي المنطلقات الدرامية ما يمكن أن يبقى في ذاكرة هذا المسرح . خاصة وأن هذا المسرح العربي قد تخلى كلياً عن منطلقاته السابقة في محاكاته للمسرح الغربي، طوال هذا القرن الأول من تاريخه الحديث” .
وأوضح أن الجانب الآخر الذي يؤكد عدم تقديم المسرح العربي جديدا للغرب، هو “أن المسرح الغربي الذي يشعر بتمكنه من تاريخه وأدواته ومنطلقاته، وبوثاقة علاقته مع مشاهديه، هو الذي يقرر ويختار، وفقا لرؤى فنانيه الطليعية ما يحتاج إليه من مسارح الآخرين” .
واختتم ورقته بتأكيد أن الواقع العربي يحضر في المشهد الغربي والإنجليزي تحديداً، بقوله: ” بسبب متابعتي الوثيقة للمسرح الانجليزي في العقود الثلاثة الماضية، أقول إن المسرح العربي يحظى بما لا يحظى به غيره من المسارح من الآسيوية أو الإفريقية مثلاً . ربما لقرب العالم العربي من أوروبا، ولتشابك مصالحها ومصائرها معه” .
ركزت ورقة محسن سليمان على مسألة حضور وغياب المسرح العربي في العالم، بدأها بمقدمة جاء فيها “التقط العرب بذرة المسرح من تربة العالم وغرسوها في بلادهم بالإعداد والتعريب والتقريب والتغريب وتغيير الملامح واللهجات على يد الأوائل الذين وجدوا في هذا الوافد من عصر اليونان ضالتهم وأصبح مارون النقاش الذي قدم “البخيل” لموليير أول مسرحي عربي ثم حذا حذوه نقولا النقاش وسليم خليل النقاش” .
وحول حضور المسرح العربي في ذاكرة المسرح في العالم قال سليمان “إن الابداع المسرحي مرتبط ببيئة مبدعيه وملتصق بالذات والأمة التي تنتجه وخلص إلى أن المسرح كما هو حال الآداب العظيمة ابداع قومي بالأساس .
وتساءل سليمان: أين تكمن عربية المسرح؟ هل في اللغة والأنماط والأساليب الفنية، أم في وظائف المسرح في حد ذاته وصلة ذلك بالمشاهد العربي وتحوله من مجرد مستهلك إلى إنسان مسرحي جنبا إلى جنب مع المسرحيين؟
وعلق الباحث د . عزالدين بونيت على كثير مما قدمه د . الحافظ مفرقا بين المسرحين الغربي واليوناني، وجاء على تعريف المسرح الحديث في القرن التاسع عشر الذي يعتبر استمرارا للمسرح الكلاسيكي ودرس المسرح في الثقافة العربية بوصفه وافداً على هذه الثقافة منذ أكثر من قرن ونصف، في حين نظر المسرح الغربي إلى الثقافة العربية نظرة استشراقية فيها الكثير من المغالطات وهو الذي جاء في صيغ متعددة بعد ترجمة الغرب لألف ليلة وليلة .
بدوره قدم د . حازم عزمي مجموعة من الملاحظات التفصيلية عن المسرح بوصفه فنا غربيا، وتساءل عن مفهوم العالم العربي للمسرح بوصفه فناً ملتصقاً بالغرب، كما تحدث عن مجموعة من الأشكال الجديدة في المسرح العربي بعد ثورات الربيع التي نقلت عن طريق الكاميرا بوصفها جزءا من الثقافة البصرية واستعرض مجموعة عمل المسرح العربي في الاتحاد الدولي لبحوث المسرحية الذي هو واحد من أعضائها الأساسيين واستعرض أيضاً في سياق توصيف الرؤية الغربية للمسرح العربي مجموعة من الأسماء المؤثرة في التجربة المسرحية العالمية مثل مارفن كارلسون وبيتر بروك و ديفيد إدجار ومارغريت ليتفين وسليمان البسام الذي يعتبر من أهم الشخصيات في مجال التثقيف المسرحي في العالم

 

الشارقة – عثمان حسن

http://www.alkhaleej.ae/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *