حلم شبابى أربكته خصوصية النص

 

 

بطلت أعد سنين بتضيع.. والحلم بيكبر أكبر مني.. وفى يوم ما حصبح مارد جني.. انا خايف يومها ارتد صريع.. بهذه الكلمات عبر أبطال مسرحية «أوبريت الدرافيل» عن كل ما يدور فى أذهان الشباب ومخاوفهم من المستقبل.

بعد اكتشافهم أن خلافاتهم قد تطيح بأحلامهم التى أرادوا بها تغيير العالم.. وبين الواقع والحلم اجتهد فريق »مسرح الممثل« ومخرجه شادى الدالى لتقديم حالة فنية بديعة لنص من تأليف الفنان خالد الصاوي.

العرض الذى تم تقديمه ضمن فعاليات موسم الفنون المستقلة الثانى والمقام حاليا بمسرح الهناجر، يدور فى اكثر من عشرة مشاهد لعدد من الأطفال شبوا على الحلم بالتغيير، أمام فساد استفحل وظهروا بجانبه كأنهم عفاريت وأشباح لا وجود لهم، ولكن فى الوقت الذى تحقق فيه الحلم بدت خلافاتهم عائقا أمام استمراره.. وقد صاغ المخرج رؤيته على المزج بين المشاهد التمثيلية والفصل بينها بأغنيات رائعة أنشدها محمود ماهر، ولحنها يحى نديم وبمصاحبة موسيقى حية صاحبت الدراما لفرقة «جازاجا باند»، وهو ما منح العرض مزيدا من الحيوية التى عكرت صفوها الأفكار المختبئة خلفها، فالنص الذى كتبه خالد الصاوى يدور فى إطار فانتازى لاستعراض تاريخ الثورات فى مصر، ولكنه يبدو متشابكا ومتداخلا لدرجة كبيرة انعكست على روح العرض، الذى بدا وكأنه عرض غنائى تبارى فيه الممثلون لإبراز مواهبهم التمثيلية والغنائية فى أزياء طفولية وديكور تجريدى حالم لمحمود سامي، ولكنك تظل طوال العرض تنتظر فكرة بعينها تربط كل تلك المشاهد ببعضها وما الرسالة التى يردى العرض توصيلها، وأغلب الظن أن النص اذا وقع فى يد مؤلفه خالد الصاوى اليوم فلن يتردد فى اعادة النظر فى مشاهده من جديد، وهو ما دفع الجمهور للشعور بأن شادى الدالى لن يحالفه الحظ فى اختيار هذا النص رغم ما يملكه من مواهب تمثيلية مبهرة مثل مهند شبانة، أحمد يحيي، وئام عصام، سمر جلال، هند الشيمي، أسماء ايو اليزيد، رنا حمدي، عمر رأفت، فهد ابراهيم، وراندا عصام.. ولن ننسى أن هؤلاء الممثلين أنفسهم هم من أبهرونا وفى مقدمتهم شادى الدالي، بعرض »حلم بلاستيك«باعتباره أول عرض مستقل يتبناه مسرح الدولة ويعرض على خشباته 45 ليلة متواصلة بنجاح مبهر أهّله لتمثيل مصر فى مهرجان الشارقة المسرحى الأخير، ومن قبلها كان احتفاء مسارح برلين به لدى عرضه هناك.. ولعل التجربة فى النهاية تظل شاهدا على صعود تجارب المسرح المستقل التى بدأت تحتويها الدولة بتخصيص مهرجان الفنون المستقلة فى عامه الثاني.. تلك الفنون التى ستفرز بالتأكيد طاقات بارزة فى كافة مجالات الفنون وليس المسرح وحده.

 

كتب:باسـم صـادق

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *