«الخلخال» و«الجنرال» في المسابقة الرسمية لـ «الدوحة المسرحي»

 

 

 

أجازت لجنة المشاهدة الخاصة بمهرجان الدوحة المسرحي 2014، عرض مسرحية «الخلخال» لفرقة قطر المسرحية لينضم بذلك رسميا لقائمة العروض المشاركة بالمهرجان، والتي بلغ عددها ثمانية عروض.
وتعد مسرحية «الخلخال» بحسب مخرج العمل فيصل رشيد، بمثابة رسالة للتحرر من العبودية التي يفرضها الإنسان على نفسه مهما كان دافعها ومهما كانت التأثيرات والمؤثرات التي تدفع الإنسان إلى عبودية من هذا النوع لا سيما أنها عبودية يفرضها الإنسان على نفسه باختياره وإرادته، بسبب خضوعه ووقوعه فريسة لبعض العادات السيئة كالإدمان وحب التملك وغيرها من النزوات الإنسانية غير المبررة.
كما يؤكد رشيد أن «الخلخال» التي كتبها الراحل سالم الحتاوي سيتم تناولها بشكل ورؤية ومضمون جديد ومختلف يتفق مع الرؤية الشبابية والمسرح الحديث الذي ينتمي إليه رشيد وفريق العمل. حيث يؤكد أن النص من النصوص التي تغوص في أعماق الإنسان للبحث عن الدوافع والمؤثرات التي تجعله ينهزم ويستسلم لرغباته ويفرض على نفسه سياجا من عزلة فكرية يعيش في داخلها مستبعدا كل الحلول الممكنة للخروج من تلك الحالة، وأضاف قائلا: نسعى في «الخلخال» لعرض وجهة نظرنا الخاصة، لاسيما أن النص تراثي بحت سيتم طرحه بأسلوب ينتمي للحداثة البحتة من حيث طريقة العرض التي ستختلف تماما عن العروض التي تطرقت لهذا النص من قبل.
وأشار رشيد إلى أن النص يقدم رسالته من خلال قصة حب بين شاعر وراقصة، حيث يعشق الشاعر الراقصة عشقا يفوق الخيال، ويأتي هذا العشق من خلال «الخلخال» الذي يعد رمزا للقيد والعبودية، حيث يعد الخلخال هاجسا يتجه إليه بعاطفته، حيث يعتبر الخلخال رمزا سعى الكاتب من خلاله لإسقاط معاناة البطل عليه، كما يشهد النص الكثير من التي طرأت عليه في مداخله ومخارجه ليتمكن من مساعدة الشاعر على الوصول إلى الصحوة التي يستدعي من خلالها الماضي. أما عن السينوغرافيا والديكور، فقال اعتمدنا على المسرح الحديث ودخلنا في إطار العبث، وسعينا للخروج على النمط التقليدي، وذلك لنقدم روح المسرح الشبابي ولذلك اعتمدنا على بساطة الديكور الذي سيكون عبارة عن تشققات في حياة الشاعر والراقصة، وآمل أن تصل الفكرة للجمهور سواء جمهور النخبة أو جموع المشاهدين، وعن قلة عدد الفنانين على الخشبة قال رشيد لدى قناعة بأنه كلما كان عدد الفنانين أقل على الخشبة كانت الفرصة أكبر لإيصال الحالة التي نرغب في إيصالها، و «الخلخال» حالة خاصة بين شخصين سيتم التركيز عليهم طوال العرض.
وعن الدورة المقبلة للمهرجان والتعديلات التي صدرت بشأنها قال رشيد أنضم إلى ضرورة وجود لجنة لمشاهدة الأعمال وألا تكون هناك عروض على هامش المهرجان، فقد كنت أول من عانى منها، ودعا لضرورة زيادة الدعم المادي للأعمال المشاركة بسبب ارتفاع الأسعار وتمنى أن تشهد الميزانية زيادة في الأعوام المقبلة، أما فيما يتعلق بقرار حصر الجوائز على القطريين ومن في حكمهم فقال إنه نوع من الظلم لكل فنان غير قطري مشارك بالمهرجان، فالجوائز عادة ما تكون للإبداع وكل مشارك في المهرجان هو على أرض قطر، ويجب أن يكون المعيار الأول في منح الجوائز للإبداع بهدف الارتقاء بالمسرح، لأن الفنان الذي يعلم مقدما أنه محروم من الجائزة لن يكون عطاؤه في السياق الطبيعي، وأتوقع أن يحصل غير القطريين على عدد من الجوائز وأن يتم مراجعة هذا القرار.
وتمنى رشيد أن يشهد المهرجان في دوراته المقبلة المزيد من العروض وأن تتم زيادة الميزانية المرصودة للعروض وألا يتم قصر الجوائز على القطريين ومن في حكمهم، وذلك تحسبا لزيادة حجم المهرجان ولإمكانية انتقاله إلى الصفة الخليجية والعربية والعالمية، وشكر رشيد فرقة قطر التي قال عنها إنها جازفت بالمشاركة بفريق عمل شبابي بكامله لينافس أسماء لها تاريخها في قطر، وأن ينافس باسم الفرقة التي تمتلك رصيدا كبيرا من العمل المسرحي وحصدت العديد من الجوائز الكبرى، وتمنى أن يقدم عرضا يليق باسم ومكانة فرقة قطر المسرحية وتاريخ الفنانين حمد وناصر عبدالرضا.
يذكر أن العمل يضم عددا من الكوادر الشبابية، حيث يضم فيصل رشيد ممثلا ومخرجا والفنانة غادة الزدجالي من سلطنة عمان، ويساعد في الإخراج حسن يوسف من الإمارات، وفي الديكور عبدالله العسم، وأحمد عقلان في الرقص التعبيري والفنان صلاح درويش وعلي الحمادي في الإنتاج، والإنتاج العام للفنان حمد عبدالرضا رئيس فرقة قطر المسرحية.
وكانت لجنة المشاهدة قد أجازات أيضا عرض مسرحية الجنرال ليكتمل بذلك عدد العروض المشاركة بالمهرجان والتي بلغ عددها ثمانية عروض، حيث سبق للجنة إجازة سبعة أعمال هي «أم السالفة، قصة حب بحرية، رحلة حنظلة، اللظى، اللوحة، العرس الدموي، الخلخال».
وعن عرض الجنرال قال ناصر المؤمن بطل العمل ومخرجه، إن العمل للكاتب الكبير الراحل سالم الحتاوي، وقد قمت بعمل إعداد كامل له، والعمل في حد ذاته يعد إشارة لكل طاغية من الطغاة الذين يمارسون الاستبداد والتسلط على من حولهم بسبب السلطة المخولة لهم، حيث يكتشف الجنرال من خلال الحلم الذي يستعرضه العمل أنه ليس الأقوى بعد أن يثور الجميع ضده بما فيهم زوجته بسبب تصرفاته الاستبدادية تجاههم، ومن خلال استعراض أحداث العمل يقوم الجنرال بتربية طفلة عمرها سبع سنوات بعد وفاة والدتها، ليتزوجها ويدخلها في سجنه الكبير من خلال تسلطه عليها، وتعاني الزوجة من هذا القيد وتزداد معاناتها بسبب العجز الجنسي الذي أصابه، ولم يخبرها بذلك قبل زواجه منها متعللا بأنه لم يكن يعلم بذلك، ويفيق الجنرال من الحلم الذي أزعجه كثيرا لكنه لا يتعظ، ولم يعدل من سلوكه، وتأتي النهاية لتؤكد أن الجنرال يذهب ليأتي بعده جنرال آخر وتطرح النهاية تساؤلات عن الموعظة التي يمكن أن تكتسب من سياق الأحداث.
وعن الرسالة الأساسية والخطوط العريضة التي يحملها العمل يضيف المؤمن أن الرسالة تكمن في الموعظة والدروس التي يمكن أن توجه لكل متجبر، أما فيما يتعلق بالسنوغرافيا والمؤثرات فقال المؤمن، اعتمدنا أساسا التركيز على الإضاءة، والديكور متحول وهو عبارة عن أربعة مقاعد تتعدد استخداماتها لأشكال مختلفة بحسب طبيعة المشهد، حيث تشكل معالم البيت في حين، وفي حين آخر سجنا، بالإضافة إلى الاعتماد على المؤثرات الصوتية التي تصاحب أداء الممثلين وتحركاتهم في بعض المشاهد لجذب انتباه المشاهدين للحدث.
وعن رأيه في مجموعة التعديلات والقرارات التي شهدتها الدورة الحالية للمهرجان والتي تتعلق بالدعم ومشاركة جميع العروض بالمسابقة الرسمية وتوزيع الجوائز، قال المؤمن كلها قرارات تصويبية تصب في صالح المهرجان والفنان القطري الذي يفترض أن المهرجان وجد بالأساس لخدمته، وأبدى سعادته بزيادة الدعم وإلغاء العروض التي كانت تشارك على هامش المهرجان، أما قصر الجوائز على القطريين وأبناء القطريات ومواليد قطر وحملة الوثائق القطرية، فقد لقي ترحيبا من المؤمن الذي وصفه بأنه قرار يصب في صالح الساحة المسرحية القطرية وأن ذلك سيدفع الفرق والشركات للبحث عن الفنان القطري، مما سيكون له دوره في تشكيل صف ثان وثالث من الفنانين القطريين ومن جيل الشباب على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن الدول المجاورة تفعل نفس الشيء من حيث قصر الجوائز على المواطنين ومن في حكمهم، هذا بالإضافة لوجود جائزة لأفضل مساهمة عربية.
أما فريق العمل فيضم ناصر المؤمن في دور الجنرال ومخرجا للعمل، ومحمد عادل في دور مأمون وندى أحمد في دور سارة، وسالم العلوي في دور الحارس، وصقر الرميحي في دور القاضي، بالإضافة لمجموعة من الاستعراضيين، وأحمد العقلان مخرجا مساعدا، وفي الإضاءة عمرو العتروس، والموسيقى لعبدالله العثم، وصلاح درويش وعلي الحمادي في الإنتاج.

 

http://www.alarab.qa/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *