فردوس عبدالحميد لـ «الراي»: «زيارة السيدة العجوز» أعادتني إلى المسرح

 

تعود الفنانة المصرية فردوس عبدالحميد إلى المسرح بعد غياب من خلال مسرحية «زيارة السيدة العجوز»، معتبرة أنها وجدت النص الجيد الذي أعادها إلى الخشبة مجدداً.

وقالت في حوارها مع «الراي» إن «حال المسرح المصري تشبه المياه الراكدة ويعاني الرتابة والروتين، والأعمال التي تقدم هي لمجرد التواجد فقط، وهذا ناتج عن الوضع المتردي الذي كنا نعيشه، وإذا كان المناخ العام جيدا سينعكس ذلك على الفنون».

وكشفت عبدالحميد عن أن مشروعها الدرامي الجديد «الشمندورة»، الذي تجهز له مع زوجها المخرج محمد فاضل، سيتناول حياة أهل النوبة. وأكدت أن الفن يجب أن يركز في الفترة المقبلة على المناطق المهمشة التي تتم محاولة الانقضاض عليها. وتحدثت عن رأيها في دخول الفنانين مجال تقديم البرامج والشخصية التاريخية التي تتمنى تقديمها:

• تعودين إلى المسرح بمسرحية «زيارة السيدة العجوز»، حدثينا عن عودتك للمسرح بعد غياب 10 سنوات؟

– في الحقيقة، كنت مشتاقة جداً لخشبة المسرح التي لها سحر آخر، فهي عشقي الأول والأخير، وبدايتي كانت مسرحية ولا يوجد فن آخر يعادله. فمنذ أن قدمت مسرحية «عجايب» مع الراحل أحمد فؤاد نجم، لم أجد عملاً مناسباً، إلى جانب أن المسرح كان في أزمة طوال السنوات العشر الأخيرة. وعندما قرأت مسرحية «زيارة السيدة العجوز» أعجبت بها جداً، ومنذ فترة طويلة وهي في ذهني، وكنت أبحث عن الوقت المناسب لتقديمها.

• وما الذي جذبك فيها؟

– هذه المسرحية مأخوذة من الأدب العالمي، سبق أن قدمها أنطوني كوين وإليزابيث تايلور على المسرح، وتدور أحداثها حول فتاة تتعرض للاضطهاد والظلم في قريتها ويتم طردها من القرية، فتقرر أن تعمل في الرذيلة ثم تتعرف على شخص ثري تتزوجه وتأخذ أمواله، وعندما تعود لبلدها، بعدما أصبحت مسنة تنتقم من أهل القرية الذين ظلموها وقهروها.

• وهل ستحمل «زيارة السيدة العجوز» إسقاطاً على أوضاع حقيقية موجودة في الواقع؟

– الإسقاط هنا سيكون على القوى العظمى التي تحاول شراء الضمائر والمبادئ والانتماء بالمال، وهذا سيتضح في أحد فصول المسرحية، عندما ترصد البطلة مليار جنيه لأي فرد من أهل القرية يستطيع أن يقتل حبيبها الأول انتقاماً منه لأنه تخلى عنها، وهذا حدث مع أشخاص بعينها في آخر 3 سنوات.

• وهل تم الاستقرار على الفنانين الذين سيشاركون في المسرحية؟

– جارٍ ترشيحهم، خصوصاً شخصية حبيب البطلة، فلم يتم الاستقرار إلا على مخرج العمل محمد جبر، وهو مخرج شاب رشحه لي رئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد وأعطاني انطباعاً جيداً عنه، إذ سبق أن شارك في مسرحية في مهرجان المسرح التجريبي الأخير وحصل على الجائزه الأولى.

• برأيك ما سر أزمة المسرح في السنوات الأخيرة؟

– المسرح متوقف منذ 10 سنوات تقريباً، وحاله تشبه المياه الراكدة ويعاني الرتابة والروتين، والأعمال التي تقدم هي لمجرد التواجد فقط، وهذا ناتج عن الوضع المتردي الذي كنا نعيشه، وإذا كان المناخ العام جيداً سينعكس ذلك على الفنون.

• ألا ترين أن هجرة الفنانين للمسرح انعكست على إقبال الناس وحبهم له؟

– هذا الكلام صحيح بنسبة كبيرة، وأعتقد أننا سنعاني لإعادة جمهور المسرح كما كان، وهذا يحتاج لسياسة النفس الطويل.

• وماذا عن تحضيرك أنت وزوجك المخرج محمد فاضل لمسلسل «الشمندورة» عن حياة أهل النوبة، متى يخرج هذا العمل إلى النور؟

– لا أعتقد ذلك في الوقت الحالي، فقد قدمنا الرواية لقطاع الإنتاج منذ خمسة شهور ولم نحصل على رد حتى الآن للأسف، ومن وجهة نظري أن أعمال الأمن القومي تكون فوق الجميع، فبعد ثورة 25 يناير واجهت أجزاء من مصر محاولة انقضاض مثل حلايب وشلاتين والنوبة وسيناء، لذلك لا بد أن تركز الأعمال الفنية في الفترة المقبلة على هذه المناطق المهمشة. والتي هي مطمع للدول المحيطة، وهذا ما شجعني أنا والمخرج محمد فاضل لتقديم رواية «الشمندورة» التي تتناول حياة أهل النوبة، هذه القطعة الغالية من أرض مصر، والتي تستحق اهتماماً من الجميع وليس من الفن فقط، وسيكون هذا المسلسل أول عمل فني يتحدث عنهم.

• ولماذا لم تتعاقدوا مع شركة إنتاج خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعانيها قطاعات الإنتاج الحكومية؟

– الأعمال القومية لا تتصدى لها إلا الدولة، إلى جانب أن الإنتاج الخاص له مقاييسه. أما موضوع الأزمة المالية، فأتمنى تخصيص ميزانيات للأعمال الفنية التي تتعلق بموضوعات الأمن القومي.

• كيف ترين دخول الفنانين مجال تقديم البرامج وهل تضيف للفنان أم تقلل من نجوميته؟

– إذا كان البرنامج الذي يقدمه الفنان برنامجاً له قيمة وليس لمجرد الكسب أو التواجد، فما المانع، سواء كانت هذه البرامج فنية غنائية أم سياسية، وأعتقد أن الفنان عندما تكون له وجهة نظر سياسية وثقافية، فما المانع أن يستغلها في تقديم برنامج.

• سبق أن جسدت العديد من الشخصيات التاريخية مثل أم كلثوم وهدى شعراوي وتحية عبدالناصر… فهل هناك شخصية تاريخية ما زلت تحلمين بتجسيدها؟

– نعم، هناك بالفعل شخصية أتمنى تقديمها وهي سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية، فحياتها مليئة بالأحداث الدرامية، خرجت من ريف مصر ودخلت الجامعة وحصلت على منحة لأميركا لدراسة الذرة وانتهت حياتها باغتيالها من قبل الموساد الإسرائيلي.

• منذ فيلم أم كلثوم وأنت بعيدة عن شاشة السينما فما السبب؟

– السينما فن بديع والشريط السينمائي هو الباقي سواء للجمهور أم للممثل، وأنا أتمنى دائماً أن أقدم عملاً سينمائياً يكون بصمة في مسيرتي، وأنا لم أجد عملاً مناسباً أعود به للسينما.

• وما رأيك في نوعية الأفلام الموجودة على الساحة السينمائية؟

– كل مرحلة لها فنها، ونحن نعيش فترة صعبة، والذي يذهب للسينما جمهور معيّن يقتصر على الشباب المراهق الذي تعجبه النوعية من الأفلام الموجودة على الساحة. وبالرغم من رفضي لنوعية الأفلام التي تقدم، لكنني أرى لها ميزة وهي أن الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلد، جعلت هناك حداً أدنى لاستمرار السينما، إلى جانب أن هناك طابوراً من الفنيين قبل الفنانين لديهم بيوت مفتوحة ويحتاجون للمال وهذه الأفلام فتحت هذه البيوت.

• وماذا عن تجربة السبكي في السينما المصرية؟

– أنا معجبة بصموده في الإنتاج وليس في الفن الذي يقدمه، إذ استمر في ظروف البلد الصعبة وجعل هناك فنانين كثيرين متواجدين وقدم تجارب فنية قيمة. أما باقي الأفلام الأخرى، فلا أستطيع أن أحكم عليها لأني لا أذهب للسينما ولا أشاهدها حتى في التلفزيون.

 

 

سهير عبدالحميد

http://www.alraimedia.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *