سيميولوجيا الممثل.. العلامة في العرض المسرحي

 

صدر للفنان والباحث أحمد شرجي عن دار عدنان للنشر والتوزيع، ودار أفكار، ودار صفحات كتاب بعنوان (سيميولوجيا الممثل بوصفه علامة وحاملاً للعلامات) من ثلاثة فصول.. تضمن الفصل الأول تعريفاً للسيميولوجيا كمنهج لتحليل النص والعرض، فقد خضع العرض المسرحي بمجمل عناصره لتلك المنهجية ومنها الممثل، والثاني سيميولوجيا المسرح مبيناً أنها منهج  لتحليل النص الدرامي والعرض. ويعرفها مشيل فوكو بأنها مجموعة المعارف والتقنيات التي تحاول تمييز موضع العلامات وتحديد ما يجعل منها علامات، كما عرفها باتريس بافيس بأنها منهج لتحليل النص، والعرض يركز على الشكل الترتيبي للنص.. أما الفصل الثالث فكان بعنوان سيميولوجيا الممثل  الذي تم فيه الاشتغال السيمائي على النظريات الكبرى التي أسهمت بتطور فن الممثل منذ المسرح الإغريقي وانتهاء بالألماني برتولد بريشت ،إذ انفتح المسرح بشكل واسع على المناهج النقدية الحديثة والعلوم الإنسانية، وعلى مشارب مختلفة منذ اكتشاف الضوء في القرن الثامن عشر، وكذلك الثورة الرمزية الهائلة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
لقد أسهم الانفتاح بتخليص العرض المسرحي من كلائشية الواقعية والطبيعية. وأصبح الرمز والترميز أحد الدعائم الرئيسة التي يستند إليها المسرح، على مستوى النص والعرض.. لقد أحدثت البينوية والعلوم الإنسانية تطورا مهما على مستوى الأدب، مما انعكس ذلك على تطور المسرح أيضا، من خلال طروحات مدرسة (براغ) للسيمياء في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ومعها بدأ ينظر إلى العرض المسرحي بوصفه منظومة علامات، يشكل مجموعة أنساق بصرية ولغوية تعمل بالتجاور. وأن الممثل يجسد علامة قائمة بذاتها. تعمل بنظام الإنابة مرة، ومرة أخرى تمثل نفسها. لأن الممثل شخصاً يكون أيقونة اجتماعية، لكنه على المسرح، يكون علامة، بوصفه، نموذجا لشخصية حياتية، والشخصية علامة على الخشبة.. وهذا يقودنا إلى سؤال جوهري هو هل وصف الممثل بالعلامة مع طروحات حلقة براغ أم إنه علامة منذ بدأ المسرح عند الإغريق؟ ومحاولة الإجابة عن السؤال المحوري الرئيس الآتي: وهل الممثل علامة في العرض المسرحي؟ وإن كان كذلك فكيف اشتغل سيميولوجيا؟ هذا ما سيحاول هذا الكتاب تناوله ودراسته في فصوله.. الكشف عن الوظيفة العلاماتية للممثل داخل العرض المسرحي، كذلك وظيفة الممثل المزدوجة، بوصفه علامة وحاملا للعلامات، وما تفرضه هذه الازدواجية من عملية بحثية في الاشتغال.. وسيرسم الكتاب له هدفاً محدداً في الكشف عن اشتغال الممثل بصفته العلامة في العرض المسرحي، وبالتوقف عند حدود النظريات التمثيلية سنتحدث عنها بوصفها عرضا مسرحيا التي أسهمت بتطور الممثل والعملية التمثيلية، وأهمية تلك النظريات عبر منتخبات مقصودة. تتبع تطور الممثل العلامة، في العرض المسرحي، كيفية اشتغاله في النظريات التمثيلية، لأن صيغة العلاقة في الواقع بين الدال والمدلول، يمكن أن تطبق على أي وسيلة اتصال حياتية أو فنية، ما يتيح لنا المعالجة سيميولوجيا لخطاب الممثل وإحالاته، داخل المنظومة العلاماتية.. ويعدّ هذا الكتاب، حفرا نظريا في النظريات التمثيلية، لتتبع وضعية الممثل، وقد اختار الكاتب النظريات التي ساهمت بتطور فن الممثل.

 

http://www.almadapaper.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *