واقع المسرح العُماني وآفاقه في ندوة بمسقط

ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، ناقش مسرحيون ومهتمون بالفن الرابع واقع وآفاق العمل المسرحي في عُمان في ندوة جمعت نخبة من رجال المسرح. وأكدت المداخلات ضرورة توسيع الدعم المالي للمسرح والاهتمام بالبنية الأساسية للمسرح في السلطنة.
وتناول المتدخلون من عُمان والإمارات مختلف جوانب الإبداع المسرحي في الندوة التي حملت عنوان “نظرة مستقبلية على المسرح العُماني” ونظمتها الجمعية العُمانية للمسرح مساء الأحد بالعاصمة مسقط.
وفي مداخلة له بعنوان “أي مسرح نريد؟” أشار المخرج المسرحي ومستشار وزير التراث والثقافة العُماني عبد الكريم جواد إلى أن المسرح حراك مدني شعبي أكثر من كونه مسؤولية رسمية، مؤكدا أهمية إتقان الفنان المسرحي لأدائه وأن يسعى للوصول للجمهور لأن أي مسرح  بلا جمهور ناقص.

غياب المؤسسة
ولخص جواد إشكالية المسرح العُماني بأنها تكمن في عدم وجود مؤسسة معنية متخصصة بالمسرح، مشيرا إلى أن  إشراف وزارة التراث والثقافة على المسرح يتم عبر قسم أو دائرة بالوزارة، بينما ينبغي أن تكون هناك مؤسسة متكاملة مكونة من متخصصين لرعاية المسرح.

وعبر عن تفاؤله بتحقيق طموحات المسرحيين دون الاستسلام للمعوقات، آملا أن يسهم المجمع الثقافي العُماني الذي يجري بناؤه حاليا في حل مشكلات المسرح وأهمها عدم وجود مرافق مسرحية متخصصة للأعمال المسرحية، في حين يتضمن المركز الجديد مسرحين كبيرين.

وفي مداخلة أخرى، قال المخرج المسرحي محمد بن سهيل اليافعي إن المسرح  المبتغى هو الذي يجذب الجمهور ويناقش قضايا الناس، مؤكدا أن الاقتراب من الجمهور ليس أمرا صعبا. وأشار إلى أن المهرجانات السنوية غير مجدية لتطوير المسرح لأنها أصبحت غاية وليست وسيلة للتطوير.

وفي السياق ذاته، أكد مدير دائرة الأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة بالإمارات د. حبيب غلوم العطار أن الشباب الخليجي بحاجة لإقناعه أن التقنية التي يستخدمها المسرح ليست أقل من تقنيات الأبعاد الثلاثية وتقنيات الحواسيب اللوحية والهواتف النقالة حتى يتجه للمسرح ويناقش قضاياه من خلاله.

حراك مستقبلي
وفي حديثه للجزيرة نت، وصف رئيس “فرقة الثريا” المسرحية إسماعيل بن حبيب الشكيلي الحركة المسرحية العُمانية بالناشئة رغم انطلاقتها منذ سبعينيات القرن الماضي، مؤكدا أن الجمهور العُماني متعطش للأعمال المسرحية القريبة منه والتي تلامس أحلامه وقضاياه، مطالبا بدعم مادي وتقني للمسرح في ظل وجود 38 فرقة مسرحية في السلطنة.

وحول ما تم اتخاذه حتى الآن لحل قضايا المسرح، يرى الشكيلي أن كافة الحلول المطروحة في تقديره لم تتعد مرحلة الحوار، مؤكدا حاجة المسرحيين للتدريب وصقل مهاراتهم، وضرورة وجود بنية أساسية متكاملة للمسرح في عُمان. كما طالب الجمهور بالصبر وتشجيع الحركة المسرحية بالإقبال عليها.

وعبر المسرحي والمسؤول بوزارة التراث والثقافة هلال بن سيف السيابي عن تطلعه لحراك مسرحي يشمل كافة محافظات السلطنة، ومناخ مسرحي تكون فيه الأعمال المسرحية غير مرتبطة بالمهرجانات والمناسبات.

ويبدي السيابي تفاؤله بنشاط مسرحي حقيقي بالمرحلة القادمة، معوّلا على جهود مجلس الإدارة الجديد للجمعية العُمانية للمسرح، ويأمل أن تشهد السنوات القادمة زيادة في أعداد المسارح المتخصصة في ظل العمل الجاري لإنشاء مراكز ثقافية في مختلف محافظات السلطنة.

وبدوره، يحلم الشاعر والكاتب محمد الرحبي بانطلاقة حقيقية للمسرح العُماني من خلال تقديم أعمال مسرحية جيدة قادرة على أن تتجاوز الحدود إلى خارج السلطنة على مستوى دول الخليج العربي، داعيا الجمهور لدعم المسرح وتشجيعه.

 

طارق أشقر-مسقط

http://www.aljazeera.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *