هارون الكيلاني (عضو لجنة التحكيم): هناك عروض كسولة جدا كانت عقوبة لنا وللجمهور

 

شاهدت لجنة التحكيم عددا من المسرحيات الجزائرية، التونسية، المصرية والعراقية، ما هو أول انطباع لك حول خطاب هذه الأعمال الذي كان متقارب من حيث المواضيع وصيغة الطرح؟

أولا عليك أن تعلمي أننا في منطقة وادي سوف، حيث الفضاء غير مهيأ لاستقطاب عروض يمكن أن تعتبر عروضا كاملة وجاهزة للتنافس، المكان غير مهيأ، يعني أننا منذ خط الإنطلاق سنصاب بارتباك، العروض التي مرت هي في ورطة، وكوني في لجنة التحكيم أتابعها بعين المتفرج والمخرج وعين المترقب أيضا، الذي يحرك ضميري في كثير من الأحيان، لأنني حينما أشاهد عرض ما أقول إن المخرج لم يجد الوسائل الكافية، خاصة من جانب الإضاءة، والمربع المائل للقاعة، الذي لا يعطي للجمهور مشاهدة وسطية للعلبة الإيطالية.

لذلك أقول إن العروض كلها تباينت فيما بينها، وأظهرت المخرج الذكي الذي عرف كيف يتأقلم مع الفضاء، ومخرج   آخر لم يبذل جهدا حتى يوصل أفكاره إلينا، في بعض الأحيان وجدت نفسي بين أعضاء و زملائي في لجنة التحكيم، أخالف رأي أحدهم في الحكم على عرض معين أنه جميل أم لا، هذا راجع ربما لعيني المركبة التي ترى العمل بنظرة مستقبلية، وعلى أساس أنه قدم بقاعة مهيئة جيدا سيكون جميلا.

 

هذا من حيث الشكل، كيف تفسر تجاوب الجمهور مع المسرحية الليبية التي كانت تحمل رسائل سياسية إجتماعية في قالب فكاهي ساخر وخفيف.. هل معنى ذلك أن المشاهد ينفر من المسرحيات المثقلة بالخطابات المباشرة والرمزية التي تشتت الفهم أحيانا؟

الجمهور معاجلة مهمة في المسرح، لكن في مثل هذا الظرف، أسقطت المعادلة بالنسبة للجنة التحكيم، حتى لا نتعامل بالعاطفة، ويمكن أن بعض الأصدقاء (المندسين).. بين قوسين، يجلسون وسط الجمهور، ويحرّضون على التصفيق فيتبعهم الجميع بالقاعة، أما فيما يخص انجذاب الجمهور السوفي والجزائري عامة إلى الأعمال الفكاهية، فلأن الظاهرة وطنية، الشعب درّب على هذا النوع من الأعمال، ولم يتعود على المسرحيات التراجيدية والسريالية أو الإنطباعية أو غيرها، الجمهور الآن يدخل ليضحك ويروح عن نفسه ويغير أجواء يوم عمل متعب، ولكن نحن لا نتجاهل الذين يشتغلون في المسرح من أجل أفكار جميلة وجادة في أشكال مسرحية أخرى اشتغلوا عليها وقدموها لنا في هذه الأيام.

 

هل ثمة نية لإلغاء جائزة أو اثنين من المنافسة طالما الظروف غير مهيأة كما أسلفت؟

ممكن، وأنا اتحدث عن نفسي، إذ قلت بأن جائزة السينوغرافيا لن تكون نظرا لغياب شروط العرض، وإذا ألغينا هذه الأخيرة معناه أننا سنلغي جائزة أحسن عرض متكامل، وستبقى باقي الجوائز التي اقترحتها اللجنة المنظمة، إلا أن لجنة التحكيم مصرة على تقديم جائزة أحسن عرض متكامل، وعلي احترام قرار المجموعة.

 

أريد رأيك كمسرحي ومحب للفن الرابع وليس كعضو لجنة تحكيم، كيف استقبلت الأعمال المختارة للطبعة الثانية؟

عندما أدخل للقاعة، أدخلها بعقل طفل، لأشاهد وأتمتع، وأزور الفرقة قبل دخولها للخشبة لأشجعها، وبعدها أعود إليها أهنئها على جهدها، مهما كان مستواها فيما بعد، فلا يحق لي أن أرفض أي عمل فيه جهد، وكما قال بيتر بروك لو كان هناك طاولة وشخص مار فهناك مسرح، بالنسبة لي هناك بعض العروض التي تحسن الركض في المنافسة، وهناك عروض كسولة جدا هي بالنسبة لنا عقوبة لنا وللجمهور كذلك.

شخصيا أرى في أحد عروض التونسيين عملا أرشحه لجائزة، ولعمل آخر رغم أن مدته الزمنية كانت قصيرة.. علما أن الزمن لم يعد مقاسا في المسرح، وأنا احترم رأي اللجنة في التزامها بقوانين تخص عمر المسرحية.

تشجيع المدن الداخلية في تنظيم تظاهرات من هذا النوع، هلا ترى أن الظروف التقنية والمادية يجب أن تتوفر أولا قبل الإرادة؟

من يأتي إلى بقعة مثل وادي سوف، يأتي لكي يناضل قبل كل شيء، برغبة إعطاء حق المواطن هنا حق المتعة والوجود في مكان عن المدن الكبيرة والمركز. هذا نضال إنساني، ونحن هنا لا نهتم بالظروف.

 

http://www.djazairnews.info/

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *