الهيئة العربية للمسرح تطلق مبادرة المسرح المدرسي

شهدت دارة سلطان القاسمي للأبحاث والدراسات الخليجية وضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي والمنظم في الشارقة مطلع السنة الجارية، لقاء جمع بين المسرحيين العرب ورؤساء الوفود العربية المشاركة، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم

الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح. وهو اللقاء الذي سارع من خلاله حاكم الشارقة الى فتح نوافذ جديدة لعمل الهيئة ضمن مقترحات يلتقي فيها البعد العلمي والمعرفي بالجانب الاجتماعي الخاص بالفنان ورد الاعتبار إليه بحيوية خلق نواة للارتقاء بالأجيال الجديدة، في أفق النهوض بالمسرح وبثقافته والى ضمان حراك مسرحي متواصل.

 

ويبقى إعلان القاسمي دعمه الكامل لمشروع تنمية المسرح المدرسي العربي، عبر دعوته المسرحيين مع الهيئة العربية للمسرح إلى التخطيط لهذا الفعل النبيل محدداً مدة عام للتخطيط وبدء العمل، أحد أهم الخلاصات المركزية لهذا اللقاء. وهو ما جعل الهيئة العربية للمسرح تعتبره أولوية يجب أن توجه إليها الجهود من أجل بناء حضاري للأمة، بإيمان راسخ أن المسرح هو رافعة المشروع الحضاري و ضمانته.

ويرتبط هذا الرهان اليوم بعمل الهيئة ضمن استراتيجيتها السنتين الماضيتين {2011 و 2012} على إنجاز أهم مشاريعها، وهو مشروع الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.

ولعل مطالعة سريعة لهذا المجهود وتوصياته وبياناته الختامية، في الندوات التي أشرفت عليها الهيئة العربية للمسرح، من شهر أبريل/نيسان 2011 وحتى يونيو/ حزيران 2012، يلاحظ الاحتفاء والاهتمام بأفكارا كثيرة تتعلق بالمسرح المدرسي ومسرح الناشئة والطفل، باعتبارها معنية بالجيل الجديد قي المسرح من المتذوقين والمسرحيين.

ولكسب هذا الرهان الكبير وتحت عنوان (المسرح المدرسي أساس التنمية المسرحية)، وضعت الهيئة العربية للمسرح برنامجا طموحا لبدء الخطوات العملية للتخطيط في العام 2014. وترتبط أهم عناوينه بـ:

• التواصل مع وزارات التربية العربية كافة.

• التواصل مع التجربة.

• التواصل مع التجارب العربية المنجزة في المسرح المدرسي والتعرف إلى مكامن الإخفاق، والاحتياجات العاجلة، من أجل وضع خطط العمل الناجعة.

• التواصل مع المؤسسات الأجنبية التي قدمت جهوداً عملية وعلمية بهذا الصدد.

• التواصل مع اليونسكو، والأليكسو، للتنسيق والاستفادة من جهود هذه المؤسسات.

ومن أجل ذلك تضع الهيئة رزنامة عملها التالية:

عقد ثلاثة ملتقيات (تمهيدي وعربي ودولي) ثم عقد مؤتمر شامل على النحو التالي:

• عقد ملتقى تمهيدي تحت عنوان (المسرح المدرسي أساس التنمية المسرحية)، في الشارقة يومي الأحد والإثنين 2 و3 مارس 2014 ، يضم الملتقى مسؤولي أقسام النشاط المسرحي في وزارات التربية العرب.

• عقد الملتقى العربي للمسرح المدرسي في الشارقة أيام السبت والأحد والإثنين 31/5/ إلى 2/6/2014 .

• تشكيل لجنة تنفيذية لمشروع تنمية المسرح المدرسي في نهاية يونيو/حزيران 2014 .

• عقد ملتقى دولي للمسرح المدرسي في الشارقة (هيئات وأطراف دولية مع اللجنة التنفيذية ومن يلزم من خبراء عرب) من 1 – 3 سبتمبر/ايلول 2014.

• وضع الخطط العملية للنشاطات في 2015 و 2016 .

• عقد (المؤتمر العربي للمسرح المدرسي) في الشارقة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2014 ، برعاية وحضور صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبمشاركة وزراء التربية العرب، وهيئات اليونسكو و الإليكسو، حيث تعلن خطة العمل للعام 2015 و 2016.

إن مراجعة تفاصيل مشروع استراتيجية تنمية المسرح العربي، وضمنه خطة تنمية المسرح المدرسي، يقدم خطة الهيئة العربية للمسرح ضمن استراتيجيتها لعامي 2014 و 2015. وهي خطة العمل التي نلاحظ أنها احتفت واهتمت واقترحت أفكاراً كثيرة تتعلق بالمسرح المدرسي ومسرح الناشئة والطفل، باعتبارها معنية بالجيل الجديد قي المسرح من المتذوقين والمسرحيين. إذ كشفت الاستراتيجية على تشخيص دقيق لوضعية وراهن هذه الممارسة عربيا كما قدمت الخطة اقتراحات لتجاوز ومعالجة المعيقات للارتقاء بالمسرح العربي المعاصر.

وضمن أهم فصولها الدعوة الى إدخال مادة المسرح في المدارس والتركيز على البحث المسرحي في الكليات والجامعات والمعاهد. وأن تكون الكتابة المسرحية حاضرة إلى جانب الشعر والنص القصصي والخطابة والمقالة الأدبية، والعمل على إفساح مجالات الابتكار والإبداع والممارسة المهنية الحرفية لأجيال مسارح المدرسة والشباب والجامعات والهواة والمرأة والطفل.

والتأكيد على ضرورة إدراج المسرح ضمن المناهج التربوية من أجل إنشاء أجيال تحترم المسرح وتعشقه. ووضع استراتيجية عربية لمسرح الأطفال والشباب، وضرورة إنجاز شراكات ودورات جامعية صيفية أو ربيعية لمسرح الأطفال مع المعاهد المسرحية العربية، مع الإقامة الفنية العربية لمسرح الأطفال والشباب بهدف تبادل الخبرات وتشجيع الترجمة الخاصة بمسرح الأطفال.

والقيام بأرشفة إلكترونية لمسرح الطفل العربي. ودعم مشروع شبكة المسرح الجامعي العربي للتنسيق والتشارك بين مهرجانات المسرحي الجامعي. وإدراج مادة التربية المسرحية في المناهج والكتب المدرسية، ووضع استراتيجية وطنية لها تشترك فيها وزارات التربية والتعليم، بإشراك الخبراء والعاملين في مجال الفن المسرحي في تأليف المناهج المدرسية وصولاً إلى مسرحة المناهج.

عموما يشكل مسرح “الأطفال والناشئة” بجميع فئاته (أطفال ، مدرسي، شباب ، جامعي) البذرة الأولى لبناء جيل معني بالشأن المسرحي، على مستوى الممارسة الإبداعية، والعلاقة المعرفية، بالإضافة إلى اكتسابه العديد من العوامل التي تساهم في بناء الشخصية في جميع مراحلها التكوينية على المستوى الفكري، الأخلاقي، النفسي، والتربوي .

لذا يأتي مشروع “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” ليضع جميع الفاعلين في حقل الطفولة والشباب من مختصين في المسرح، التربية، وعلم النفس، أمام مسؤولية كبيرة، تتجلى في استشراف آفاق جديدة ضمن فترة زمنية محددة لتحقيق منجز عربي يحقق للأطفال والناشئة بعضاً من الأهداف عبر مستويين. الأول تنظيري والثاني عملي، مع ضرورة تشكيل لجنة علمية لدراسة القضايا والإشكالات المتعلقة بمسارح الأطفال بجميع أبعادها النفسية، الاجتماعية، التربوية، التواصلية، والإبداعية، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار، المستجدات العلمية في العقدين الأخيرين، مثل علم النفس المعرفي، نظرية الذكاءات المتعددة ، نظريات التلقي .. إلخ . ويتم تفعيل جميع ما جاء في المستوى النظري من خلال العمل عبر مسارين، مسار خاص بالتعاطي مع المؤسسات والكيانات العلمية والثقافية العربية، المعنية بالمسرح بشكل أو بآخر، ومسار آخر يندرج ضمن منجز الهيئة العربية للمسرح، وذلك من خلال إبرام شراكات مع المعاهد والأكاديميات المعنية بالشأن المسرحي للخروج بصيغ واقعية لمنهج مسرح الطفل، لإدراجه في المعاهد والأكاديميات، أو تفعيله في حال وجوده.

والعمل على إشراك الكيانات السياسية مثل مجلس التعاون الخليجي، اتحاد المغرب العربي، لتفعيل أهداف الاستراتيجية من خلال علاقة تلك الكيانات بالمؤسسات الثقافية والمسرحية، سواء لتفعيل طموحات الاستراتيجية، أو لمعالجة بعض العوائق التي تقيد مسرح الناشئة.

وتظل الهيئة العربية للمسرح الفاعل الرئيسي من خلال الإشراف على الجانب الإنتاجي والتنظيمي وإيجاد صيغ التمويل. عبر الإشراف على سلسلة الإصدارات، وتنظيم ورشات للتكوين وملتقيات وندوات محورية، والسهر على تنفيذ توصيات ومقترحات الاستراتيجية وتفعيلها، انتهاء بوضع استراتيجية عربية لمسرح الأطفال والشباب، وضرورة إنجاز شراكات ودورات جامعية صيفية أو ربيعية لمسرح الأطفال مع المعاهد المسرحية العربية، مع الإقامة الفنية العربية لمسرح الأطفال والشباب بهدف تبادل الخبرات وتشجيع الترجمة الخاصة بمسرح الأطفال. والقيام بأرشفة إلكترونية لمسرح الطفل العربي ضمن مشروع التوثيق الشامل للمسرح العربي.

بقلم: عبدالحق ميفراني

http://www.middle-east-online.com/


شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *