للمرة الأولى فى العالم..مسرح رباعى الأبعاد

دعيت فى وارسو لمشاهدة عرض مسرحى شهير جاب العالم اسمه “بوليتا”. قالوا عنه إنه عرض ثلاثى الأبعاد، ولم أفهم تماما هذا الكلام. فالمسرح له أبعاد ثلاثة بطبيعته ولا يحتاج لمعجزات تكنولوجيه لتحويله إلى 3D.

المهم، ذهبنا وكان العرض مقاما فى مسرح ملحق بإستاد رياضى، وأعطونا عند الدخول نظارات كالتى نستعملها فى دور السينما.

يحكى العرض قصة نجمة السينما الصامتة “بولا نيجرى” التى ولدت فى بولندا وصنعت فنيا فى ألمانيا وسرقتها هوليوود وأحبها شارلى شابلن وطلب فالنتينو أن يتزوجها وكانت جارة أينشتين وأراد بيكاسو أن يرسمها وكانت غلطة عمرها أن عادت لألمانيا لهتلر، وبعد أن كادت تنتهى تماما أنقذها أمير هوليوود والت ديزنى وأعطاها دور البطولة فى فيلم “Moon Spinners” عام 1967 وكان ذلك أخر أفلامها حيث إعتذرت بعد ذلك عن بطولة أحد أفلام ستيفن سبيلبرج، ورحلت عن عالمنا فى عام 1987.

إستطاع عرض بوليتا المسرحى أن يحكى لنا كل هذه القصة بأبعادها الدرامية المعقدة، فى عرض موسيقى امتد لمدة 90 دقيقة. وذلك بعكس ما ينصح به خبراء الدراما من أنه يجب أن نختار موقفا معينا من حياة العظماء وألا نحاول عرض حياتهم بأكملها….إلخ

إن تدخل التكنولوجيا لخلط مزيج بين المشاهد الحقيقية على خشبة المسرح وعدد لانهائى من الديكورات المتحركة والممثلين الوهميين (فى الفضاء الافتراضى) قد أدى فى النهاية إلى تكوين مشهد مكون من ثلاثة أبعاد بالإضافة إلى البعد الرابع الحقيقى الذى نراه فى اى مسرح، وإلى إبداع مشاهد حلم بها عظماء المخرجين ولم يتخيلوا أبدا أنها يمكن أن تحدث على خشبة المسرح.

وتذكرت مشهد المخرج الفنان كرم مطاوع الذى ظل يحاول لمدة ثلاثة أسابيع أن يجد قطعة قماش هائلة تستخدم كخلفية على المسرح كلوحة شطرنج، وإضطر فى النهاية لإلغاء العرض وأستبدال بآخر به آثار الحياكة كانت دائما تظهر واضحة عند إستعمال المؤثرات الضوئية. تذكرت ذلك وأنا أشاهد ناطحات سحاب عملاقة تغوص فى الأرض انحناء وتحية لمشهد حب، دون أن نرى آثارا لحياكة أوديكورات متهالكة.

وبالطبع فإن انفراد المسرح البولندى بهذا النوع من العروض يعكس تقدما مذهلا فى ذلك المسرح وتفانيا مستمرا للعمل وتكريسا كاملا لجهود الفنانين مع الفنيين، ودقة مذهلة فى التوقيت وتناسق حركات النجوم على المسرح مع خلفيات متحركة بسرعة هائلة وراء ظهورهم، ونصل للقمة عندما تحلق لوليتا الحقيقية على بساط علاء الدين السحرى، لتأخذنا معها فى حلم ساحر.

هل يمكن أن نرى يوما مثل ذلك العرض على خشبة مسرح دار الأوبرا مثلا؟.

 

بولندا من: شريف سنبل

 

http://www.ahram.org.eg/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *