مسرحية (الصاعدون الى الأسفل) تجسد واقع المجتمع الجزائري من خلال العشوائيات

ابرزت مسرحية (الصاعدون الى الأسفل) للمخرج أحمد رزاق وبطابع تراجيدي هزلي الوضع الماساوي للطبقة الفقيرة من المجتمع الجزائري التي تعيش في ظروق حياتية قاسية فيما يعرف ب”العشوائيات”.

وتروي أحداث المسرحية التي عرضت هنا اخيرا ونالت اهتماما واسعا من الجمهور والنقاد قصة مواطنين جزائريين يعيشون في بيوت فوضوية (عشوائيات) أو ما يسمونه ب(بيوت الصفيح) لكنهم في كل يوم يحلمون بغد أفضل ويتشبثون بنقطة ضوء للخروج من تلك البيوت والعيش في مساكن أفضل.
وتدور أحداث القصة في حي (سيدي سالم) بولاية عنابة وهو الحي الذي تنامت فيه بيوت الصفيح والقصدير كالفطريات وتنامت معها ظواهر اجتماعية سلبية تصور حكايات عشرات العائلات التي تعيش على هامش المجتمع ويواجه افرادها صعوبات كبيرة في الاندماج مع المجتمع.
وقال مخرج المسرحية أحمد رزاق لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا اليوم تعقيبا على ما نشرته الصحافة المحلية امس واليوم اثر انطلاق عرض المسرحية بالمسرح الوطني الجزائري امس الاول ان هؤلاء المستضعفين الذين تناولت المسرحية قضاياهم هم من الطبقة “الهشة” في المجتمع الجزائري وعينة مصغرة لالاف الافراد الذين يعيشون “على الهامش” في البلاد.
وأضاف رزاق أن البيوت الفوضوية التي تعرف بالعشوائيات لا توجد فيها قاعدة للحياة حيث تقدم مثالا حيا في (سيدي سالم) يشهد شجارات وعراكات يومية بين الشباب “المهزوم” على حد تعبيره.
وأكد أن المسرحية صورة حقيقية للسكان الذين يعيشون في “فوضى عارمة” باعتبار تلك العشوائيات “مساكن غير قانونية كما تصفها الجهات الرسمية”.
واوضح ان المسرحية تقدم صورا مختلفة منها “شجارات الأزواج” بسبب سوء المعيشة في مثل هذه العشوائيات أو “الغيتوهات”.
ويشير المخرج رزاق الى ان احداث العرض المسرحي تقدم أحد السكان السابقين للعشوائيات بعد ان غادر مسكنه الى المدينة وأصبح ثريا ثم يعود في مناسبة سياسية انتخابية “لشراء أصوات السكان في حيه وأصدقاء الطفولة ومن يعرفهم لمساندته طمعا في استمالة عواطفهم وضمان العشرات من الأصوات اليه”.
وأفاد بأن حبكة المسرحية تتناول “الانتخابات وخصوصا البلدية والبرلمانية عبر مواقف واقعية بين أبناء الحي وأبناء العشيرة والأصدقاء وفيها نوع من الوعود الكاذبة لشراء أصوات الناخبين”.
وذكر أن المرشحين يسعون بأي ثمن لكي يحصلوا على الأصوات من خلال اقناع المقربين منهم ببرامجهم السياسية ووضع أمامهم مجموعة من الاغراءات والعروض التي ستخرجهم من “الغرق” حسب تعبيره.
واشار الى انه من بين كل المشكلات التي تبرزها المسرحية تظهر قصة حب بين الشاب هلال وجارته نجمة وهما يرمزان للراية الوطنية الجزائرية (النجمة والهلال).
واكد انه “بالرغم من كل المعاناة فان الحب ينجح في جمع الحبيبين ويتزوجان في تحد للظروف الصعبة التي يعيشانها في ذلك الحي حيث تصور المسرحية صورة في غاية الجمال لانتصار الحب بين الركام وبيوت القصدير”.
واعتبر النقاد هنا ان المخرج تمكن من معالجة القضية بديكور يشمل “بيوتا مبنية بالطوب والزنك والكرتون والبلاستيك” حيث قدم من خلالها مشاهد كثيرا ما نلاحظها في العشوائيات التي أصبحت تتنامى على أطراف بعض المدن ما يؤرق الحكومات.
وتعتبر العشوائيات القنبلة الموقوتة ولا تقتصر على الجزائر وحدها.
وقال الفنان حمودي فضيل الذي أدى دور بطل المسرحية (رجم) في تصريح مماثل ل( كونا) ان “العشوائيات قنبلة موقوتة وأصبحت الأحياء السكنية الفقيرة والفوضوية ترنح تحت الفوضى والشجارات بين الشباب”.
واعتبر فضيل ان هذه القضية لا تؤرق الجزائر وحدها بل هي مسألة تصيب كثيرا من المجتمعات الفقيرة مشيرا الى ان المسرحية تبرز خطورة هذه العشوائيات التي قد تكون سببا في تعاطي المخدرات والآفات الاجتماعية الاخرى.
ورأى أن تلك الافات أصبحت تنخر المجتمع الجزائري مؤكدا ان المصادر الرسمية في بلاده “تحصي أكثر من 20 ألف بيت قصديري وفوضوي في مختلف الولايات وما حي (سيدي سالم) سوى عينة منها”.(النهاية) ف ت / ط أ ب كونا041129 جمت فبر 14

 

http://www.kuna.net.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *