مسرح المضطهدين يجسد معاناة اللاجئين السوريين

يعد مسرح المضطهدين أحد ألوان المسرح الحديث الذي بدأ في أميركا الجنوبية في السبعينيات من القرن الماضي من قبل المسرحي البرازيلي أوغستوبال، الذي أراد التعبير عن حالات الاضطهاد التي كانت سائدة بين أطياف المجتمع آنذاك، ومن هناك انتشر إلى بقية أنحاء العالم.

وقد تبنى مركز عشتار في فلسطين هذا النوع من المسرح، وحاول تطبيقه في بعض البلدان العربية مثل فلسطين ومصر، ويعمل على إيصاله إلى بقية الدول العربية.

وقام هذا المركز بالتعاون مع منظمة “هاريكار” غير الحكومية بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق بتقديم سلسلة عروض لهذا النوع من المسرح في مدينة دهوك وضواحيها تناولت موضوع اللاجئين السوريين كمضامين لمسرحياتهم.

مشاهد واقعية
إدوارد المعلم مدير مسرح عشتار الفلسطيني -الذي جلب هذا النوع من المسرح إلى العراق- قال في حديث للجزيرة نت إن مسرح المضطهدين يمتاز بكونه يعتمد على تشخيص المشاكل التي يعاني فيها المواطنون الاضطهاد الاجتماعي والجنسي والقومي والسياسي والاقتصادي، حيث يقوم بعرض مشاهد واقعية لهذه المشاكل ثم تتم في نهاية العرض مناقشة الأفكار التي طرحت في المشهد مع جمهور الحاضرين لاقتراح الحلول التي يرونها مناسبة بشأن تلك القضايا.

ويضيف المعلم أن الجمهور يعد الجانب المكمل لهذا النوع من المسرح، وقد يشارك في أداء بعض المشاهد أو يصعد على خشبة المسرح ليقوم بتقمص دور إحدى الشخصيات المضطهدة ويغيّر من حواره وفق رؤيته للموقف والحدث فيشارك فعليا في إيجاد حل للمشكلة.

وتابع مدير مسرح عشتار بالقول “نحن نعلم بأن المضطهدين يتواجدون في جميع أنحاء العالم، وبما أن العراق قد خرج حديثا من أتون الحروب وعانى أهله ويلات كثيرة جراءها رأينا أن تنفيذ هذا النوع من المسرح سيكون له تأثيره الواقعي والاجتماعي في المحافظات العراقية”.

وعن سبب اختيارهم محافظة دهوك للبدء بتقديم عروضهم المسرحية، يقول المعلم إن المحافظة تمتاز بوجود الكثير من اللاجئين السوريين فيها. ويعد اللاجئون في أي مكان من الفئات المضطهدة، سواء من قبل النظام الحاكم الذي أجبرهم على الخروج من ديارهم أو من جانب المجتمع الذي قصدوه، والذي يتعامل معهم كطبقة أدنى منهم مجتمعيا، خاصة أن اللاجئين في إقليم كردستان قد دمجوا بالمجتمع ولم يُحصروا في المخيمات.

حوار الأطياف
الكاتبة رقية عبوش -التي كتبت مواضيع هذه المسرحيات- قالت للجزيرة نت إنها زارت مخيم دوميز والتقت باللاجئين السوريين المتواجدين داخل المخيم وكذلك الذين يعيشون في خارج المخيم لكي تتعرف عن كثب على نوع الاضطهاد الذي يتعرضون له في حياتهم اليومية وحولتها إلى مواضيع لهذه المسرحيات.

وعن أهمية مسرح المضطهدين، تقول عبوش إن الشيء الجيد الذي يضطلع به هذا المسرح أنه يقِيم حوارا بين الأطياف المختلفة أبطاله الممثلون والمشاهدون الذين يصبحون في نهاية العرض جزءا من المسرح يناقشون الأفكار التي طرحت في فصول المسرحية.

وتخامر عبوش قناعة بأنها استطاعت أن تبني جسرا كلاميا بين اللاجئين والمواطنين الأصليين المتواجدين في مدينة دهوك.

مصطفى عبد الرحمن شاب سوري تابع أحد هذه العروض المسرحية، وقال إنه وجدها خطوة جيدة للتعريف بما يحسون به وما يعانونه من آلام وصعوبات من أجل التكيف مع الواقع الذي يعيشونه، واصفا التجربة بأنها جميلة، وسيكون لها تأثير على المجتمع بشكل جيد.

 

 

ناظم الكاكئي-دهوك

http://www.aljazeera.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *