المخرج والفنان الأردني نبيل نجم لـ”البلاد” :”فشلنا في تأسيس مسرح عربي موحد لأن الحكومات لا تهتم به”

 

– الدراما التركية والهندية والكورية غزو يسرق وجدان أجيالنا الصاعدة

يشغل وضع المسرح والدراما العربية في الوطن العربي فكر الفنان والمخرج الأردني نبيل نجم، حيث يقف في هذا الحوار لـ”البلاد”، عند نوع آخر من الغزو تتعرض له المنطقة العربية، وغياب دور الحكومات في النهوض بالثقافة كنوع من المواجهة والتصدي، فيما يبدي ارتياحا من المشهد الثقافي في الأردن.. وإن كان مجرد اجتهادات ومحاولات فردية، إلا أنها إبداع لا ينتظر التفات الدولة حتى تكتب له الاستمرارية.

– تتحدثون دوما عن اجتهادات فنية فردية في الأردن بسبب انصراف الدولة عن دعم هذا القطاع.. هل تغير شيئ في المشهد الثقافي والفني في بلدكم؟

يجب التسليم بأمر وهو أن المسرح والدراما في الأردن متطوران ولهما دورهما الأساسي الرائد، سواء عربيا أو محليا.. الأردن كانت سباقة في احتضان الكثير من الفنانين العرب في فترات مختلفة، لكن في الوقت الحالي وبسبب الظروف السائدة، قل العطاء والابداع، ولا زال الفنان الأردني يعمل جاهدا لضمان استمرارية الإبداع الدرامي والمسرحي لما له من دور رائد في بنية المجتمع وفي عملية المواجهة. أما الدراما التلفزيونية؛ فهناك نشاط مستمر ومحاولات ودعم، لكنه ليس بمستوى طموح الفنان، فيما لا يزال  الفنانون المسرحيون معطائين ولا يمكن إنكار أن الأردن من الدول الرائدة في إقامة المهرجانات العربية.. لدينا “مهرجان المحترفين المسرحي” وأنا من مؤسسيه، وهناك مهرجان للأطفال يحظى باهتمام إلى حد ما، إلى جانب بعض المهرجانات الخاصة بالفرق المحلية، ولكن هناك طرف آخر مسؤول عن تعتيم المشهد الفني والثقافي.

– من تقصد هنا؟

الإعلام هو السبب، إلى جانب غياب الدعم الحكومي.. لك أن تلقي نظرة تأملية على مختلف المهرجانات المقامة مثلا في الخليج، وكيف أن الإعلام يكون أداة دعم.. أعتقد أن البعد الإعلامي والدعاية الكافية مهمان جدا، وغيابهما في الأردن هو ما يحصر مهرجاناتنا ويبقيها محلية، حتى أننا فشلنا في تأسيس مسرح عربي  موحد.

– برأيك لماذا فشل هذا المشروع؟

منذ عشرات السنوات نسعى إلى وجود مسرح عربي موحد يلتقي فيه كل المبدعين من أجل الارتقاء بهذا الفن العظيم وتأكيد دوره على المستوى الاجتماعي، لكن الظروف العامة الاجتماعية والتأثيرات الخارجية الضاغطة جعلت المؤسسات الرسمية والدول لا تضع الثقافة والمسرح في أولوياتها، ودفع الفنان إلى بذل جهد مضاعف مما يقلل من العطاء.. ودعيني أجزم بأننا أمام غزو غربي ليس عسكريا ولكنه ثقافي.. نحن نتعرض لهجمة كبيرة من خلال محاولة اختراق عواطفنا ووجداننا لفرض عادات وتقاليد أخرى، والمطلوب من الفنان هو ترسيخ المبادئ والقيم الفنية والثقافية لأجيال قادمة.. لكن كيف له يواجه هذا الغزو بمفرده.

– تتحدث عن غزو من نوع آخر.. وماهي طبيعته أو مصدره؟

وهل تعتقدين أن الغزو يكون عسكريا فقط؟.. العرب فضلا عن تعرضهم لغزو استعماري؛ يواجهون اليوم غزوا ثقافيا وهجمة شرسة سببه فرض الدراما الخارجية التركية والهندية والكورية و”الدوبلاج” أيضا وكلها تسرق وجدان أجيالنا الصاعدة.. إن أكبر الدول وأعظمها تعرف من خلال ثقافتها ومعالمها التي تمثل قبلة  ووجهة سياحية بامتياز.

– هناك الكثير من الفنانين الأردنيين منهم عبير عيسى ومنذر الرياحنة؛ هاجروا إلى الخليج ومصر.. هل الأمر من أجل البحث عن الشهرة التي صعب تحقيقها في بلدهم؟

الفنان الأردني في أي مشاركة يفرض نفسه وله دور كبير بصرف النظر عن الدعم الذي يختلف من دولة إلى أخرى، لكنه يعمل على تأسيس دور المسرح والدراما ويهتم بالكيف لا بالكم، وأعتقد أن الإبداع لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا يمكن نسيان أن الأردن احتضن الكثير من الفنانين العرب، فليس عيبا أن تحتضن دول أخرى فنانيه.. نحن مع مبادرة الإخاء ونحن جزء من أمة واحدة تواجه نفس المخطط العدواني الذي يستهدف الأرض والإنسان.

 

http://www.elbilad.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *