صالح العلياني ل«الرياض»: المسرح الجامعي لابد أن يخرج من عباءة «الواعظ»

الممثلون والمخرج يجتمعون في تلك الكواليس، لديهم طموح، ربما أحبوا ذلك الظلام الذي يأتي بعده نور من الأعلى لحظة رفع الستارة ليسمعوا بعدها سيلا من التصفيق، بلاشك هذا يهيئهم نفسيا ليقوم كل بدوره على تلك الخشبة “المسنة” والتي وقف

عليها قبلهم جيل مسرحي متكامل، هناك يطرح على تلك الخشبة الباردة قضايا عدة ومواضيع يجب أن يتفاعل معها الجمهور بانبهار وانتظار. هو ما يراها الممثل والمخرج صالح العلياني والذي تميز بعطائه عبر مسرح الجامعة وحقق العديد من الانجازات. نستضيفه في هذا الحوار ليطرح ما في جعبته من أفكار ورؤى حول المسرح.

* إلى أي مدى ترى صواب أو خطأ إغلاق شعبة المسرح أمام الدارسين في كلية الآداب؟

– بالنسبة لإغلاق الشعبة إلى حد الآن لا يوجد لها اي مبرر سوى مطامع شخصية لأفراد كان بيدهم القرار آن ذاك أغلقوا الشعبة التي أنشئت بناء على توصية من مجلس التعاون الخليجي.! وكانت نواة جيدة ونجحت في استقطاب الشباب السعودي لكن كما أسلفت مطامع شخصية وكان التبرير قلة الطلاب على الرغم أن عدد طلاب شعبة المسرح دائما يكون أضعاف عدد طلاب شعبة الصحافة التي أحيانا لا يكون فيها سوى طالب واحد.

*كيف ترى حاليا واقع المسرح الجامعي وهل فعلا تخلفنا كثيراً عن مستوى المسرح الجامعي في دول الخليج؟

– المسرح الجامعي لدينا يمر في عصور الظلام ومن المجحف مقارنته بمسارح دول الخليج. اعتقد ان هذا ظلم للمهتمين في دول الخليج، على الرغم أن أيامنا وبقيادة الزميل نايف خلف ومشاركة الزملاء مشعل المطيري وفيصل الجبر وآخرين حققنا أفضل عرض مسرحي في مهرجان جامعات دول مجلس التعاون الرابع في مسقط والزميل مشعل المطيري حصل على جائزة أفضل ممثل ولكن الآن المنافسة غير موجودة وإن وجدت المشاركة.

*المسرح هو مكان للتعبير عن المجتمع والوطن. هل واقع الجامعات السعودية يسمح بطرح أي قضية تشغل فكر المواطن، كما هو في الدول الأخرى؟

– على حسب علمي ومن خلال مشاركاتي كممثل وكمخرج كان السقف مكشوفا لعدم وجود متخصصين يعون النصوص التي تقدم في المسرح الجامعي.

*هل تعتقد أن إقصاء المرأة عن المسرح أمر صائب؟

– بالطبع غير صائب إقصاء المرأة عن المسرح وجعلها ضميرا غائبا مغيبا فهي نصف المجتمع وعدد المتعلمات فيه يضاهي عدد المتعلمين وإقصاؤها وفصلها عن الرجل في الأعمال المسرحية يعتبر تعسفا وندرة المخرجات السعوديات انعكاس لواقع المسرح السعودي الذي لا توجد له أكاديمية ولا معهد ولم نبتعث أحداً لتعلم هذه الفنون على حد علمي.

*طالما قدم المسرح الجامعي العديد من الممثلين الذين اثروا الشاشة الدرامية، وحالياً أصبح دخول تلك العناصر المؤثرة من الممثلين قليلا جدا على ماذا يدل هذا؟

– مثلما أسلفت إلى تراجع مستوى المسرح الجامعي ورغم هذا يوجد شباب مميزون خصوصاً في جامعة الملك سعود ومن يمتلكون الموهبة، واعتقد انهم قادمون إلى الشاشة.

*تكريمك مؤخرا من قبل جمعية الثقافة والفنون كأحد الطاقات المسرحية الجامعية ماذا يعني لك؟

– أولاً أشكر الجمعية الحالية ليس على التكريم وحسب بل على جمعها أجيالا من المسرحيين في وقت واحد، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل أن الدماء الجديدة بدأت تعيد الجمعية إلى دورها الطبيعي وبالتالي شكر الجمعية على هذا التكريم وهذا الاهتمام والاحتفاء لا يكفي.

*أصبحت مسابقة مسرح الشباب التي تقدمها الجمعية مصدر جذب للمخرجين، باعتقادك كيف ستؤثر هذه المسابقة لرقي مستوى ما يقدم عبر خشبة المسرح؟

– أولا هذه المسابقة ورشة كبيرة تبدأ بدورة ثم ورش الكتابة ثم مسابقة العروض، وهذا ما نحتاج إليه النظري والعملي معا وإن شاء الله تكون مثل هذه المسابقة نواة لإنشاء معهد للفنون الدرامية تشرف عليه الجمعية ووزارة الثقافة، وبالتأكيد هذا يساعد في صقل أجيال جديدة من الكتّاب والمخرجين والممثلين والذين أبهروني حقا في الدورة الثانية للمسابقة والتي كنت فيها عضوا في لجنة التحكيم.

*حدثني عن آمالك وتطلعاتك للمسرح الجامعي.. وماذا يحتاج حاليا؟

– أن يخرج من عباءة المسرح المدرسي “الوعظي” الذي جر إليها بالقوة فالمسرح هو مرآة لتطلعات الشعوب والجامعات ومن أفضل المنابر التنويرية ويجب أن يكون المسرح الجامعي منارة تنوير.

*ماهي اسباب ضعف المشاركات من الجامعات السعودية وبمهرجانات المسرح الجامعي الخليجي والعربي؟

– المشاركات موجودة ولكن الإشكالية أن المسئولين عن المسارح الجامعية موظفو “نشاط” ليس لهم دراية بالمسرح وهمهم الوحيد تسجيل نشاط بدلا من التنافس للأفضل وتقديمه.

 

مشعل العنزي

http://www.alriyadh.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *