المسرحي علي السعيد يتصفح «أرشيف المسرح السعودي» بأدبي الشرقية

استضاف نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الأربعاء الماضي الباحث والمسرحي علي السعيد في أمسية تصفح خلالها كتابه «أرشيف المسرح السعودي»، الذي تناول خلاله تاريخ المسرح السعودي، ويعدّ الأول لتاريخ المسرح السعودي.

الأمسية أدارها الشاعر سعيد سفر، وقدم  في بدايتها جانبًا     من سيرة المحاضر ذاكرًا أنه من مواليد عنيزة عام 1964، وحاصل على بكالوريوس آثار من كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض، ويعمل بالتدريس منذ العام 1408هـ، ورأس النشاط الثقافي والمسرحي بإدارة التربية والتعليم في محافظة عنيزة بين عامي 1417هـ حتى 1433هـ، وهو عضو في اللجنة التحضيرية لجمعية المسرحيين السعوديين، وعضو في لجنة تطوير المسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم، ومؤسس أرشيف المسرح السعودي 1414هـ وفرقة عنيزة المسرحية، وله العديد من المشاركات كممثل ومخرج ومؤلف مسرحي، ومن أبرز المسرحيات التي شارك فيها: « قدر الشراكة، تحت الكراسي، المهابيل، البطيخ الأزرق»، مثل المملكة في عدد من المهرجانات واللقاءات، مثل مهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان بغداد للمسرح العربي. وشارك في إعداد عدد من الكتب التربوية المتخصصة في ثقافة الطفل، وقدم عددًا من الدورات المسرحية.
بعد ذلك بدأ ضيف الامسية علي السعيد محاضرته التي تناول خلالها بدايات المسرح السعودي متوقفًا لدى محطات تاريخية، منها محاولة الأديب أحمد السباعي إنشاء مسرح أهلي عام 1961 حينما أسس دار قريش للمسرح الإسلامي، واستعد لتقديم مسرحية «فتح مكة» إلا أنّ محاولته وئدت في مهدها وأقفل المسرح قبل أن يفتتح.
وقال السعيد: إن المسرح استمر بعدها ذا طابع مدرسي ساهم في نهضته وجود عدد من المعلمين من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى ازدهار النشاط المسرحي في الأندية الرياضية طوال فترة الستينات والسبعينيات الميلادية، فبرزت أندية مثل: العربي والنجمة والرائد والاتفاق والجيل والوحدة والصفا والسراة في تقديم عروض مسرحية موسمية، ساعدها على الاستمرار وجود المهرجان الثقافي والفني السنوي الذي تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب والذي توقف عام 1984.
كما تطرق السعيد إلى الدور الذي لعبته بعض اللجان الشعبية حيث قدّمت للجمهور عددًا من العروض المسرحية في عام 1969 في مدينة الرياض والأحساء والقطيف، كان من أبرزها المسرحيات التي قدمت ضمن أنشطة اللجنة الشعبية لدعم ومؤازرة القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني.
وذكر السعيد أنّ أول جمعية للفنون الشعبية أنشأها نخبة من المسرحيين في الأحساء، وعلى رأسهم عبدالرحمن الحمد وعمر العبيدي وعبدالرحمن الرقراق وحسن العبدي وغيرهم، وقدمت هذه الجمعية عددًا من المسرحيات. بينما استطاع التلفزيون السعودي « تلفزيون الرياض» أن ينتج مسرحية ويقدمها للجمهور في الرياض لأول مرة في تاريخه عام 1974، وهي مسرحية « طبيب بالمشعاب» وهي معدة عن مسرحية مووليير «طبيب رغم أنفه» أعدها وأخرجها إبراهيم الحمدان، ومثلها نخبة من رواد المسرح بالمملكة أمثال: أحمد الهذيل ومحمد العلي وحمد الهذيل ومحمد الطويان وعلي ابراهيم ومحمد الهذيل ومحمد المفرح وعبد الرحمن الخطيب. ومضى السعيد في استعراضه لتاريخ المسرح متوقفًا عند نشأة جمعية الثقافة والفنون بالرياض وتقديمها أول عروضها، وهو مسرحية «آخر المشوار»، وافتتاح فروع للجمعية في مختلف مدن ومناطق المملكة، واهتمامها بإقامة الدورات المسرحية وتمثيل المملكة في الملتقيات العربية والإقليمية. كما تطرق للمسرح الجامعي الذي بدأ مزاولة أنشطته منذ أوائل السبعينات، حيث كانت جامعة الرياض «جامعة الملك سعود حاليًا» تقدم في حفلاتها السنوية عروضًا، إلا أن العام 1975/1976 شهد نقلة نوعية، حيث تعاقدت الجامعة مع مخرج مسرحي متخصص «محمد رشدي سلام»، وأقامت المسابقة المسرحية بين كليات الجامعة، وخلال سنوات متعاقبة قدم المسرح الجامعي نخبة من نجوم المسرح السعودي، وفي عام 1990 افتتحت في كلية الآداب بجامعة الملك سعود شعبة للفنون المسرحية تابعة لقسم الإعلام، وقد تخرج في هذا القسم عدد من الدارسين إلا أنّ هذا القسم أغلق بعد تخرج دفعتين من طلابه لأسباب غير معروفة.
وفي جانب من المداخلات شدد نائب رئيس النادي الشاعر محمد الدميني على أهمية التوثيق الشخصي متمنيًا أن يخرج هذا العمل من مستوى التوثيق الشخصي إلى العمل المؤسسي عن طريق إنشاء هيئة للمسرح، معتبرًا أن ما يقوم به الباحث من جهد مهم جدًا كمرجع للدارسين، وتوجه للمحاضر بالسؤال عما إذا كان يمتلك توثيقًا بالصوت والصورة للمسرح السعودي. وأجاب السعيد بالإيجاب بأن لديه تسجيلات لغالبية المسرحيات السعودية إلا أنه لا يستطيع عرضها لما يتعلق بذلك من حقوق فكرية إلا أنه يعمل على إصدار عمل يتضمن مقاطع من الكثير من المسرحيات.
وتساءلت القاصة شمس علي عن منبع ثقافة الأرشفة لدى المحاضر، وعما إذا كان قد حضر دورات في هذا المجال، فأجاب بأنها جزء من دراسته الجامعية في تخصص الآثار، إضافة بتأثره بعمه الموهوب في التصوير، والذي يولي عناية بالغة بالتوثيق، حيث أهداه أرشيفًا كاملًا لصور العائلة في جميع مراحل حياتهم، وكان يكرر عليه أن الصورة هي التاريخ.
كما أثنى المسرحي راشد الورثان على الجهد الذي بذله السعيد في جمع مادته الأرشيفية، والتي احتاج فيها للكثير من السفرات، متسائلًا عن ملامح المشروع القادم بعد مرور عشرين سنة من التوثيق. وأجاب السعيد متحدثًا عن أساليبه في التوثيق الورقي، وإنشاء الملفات من خلال جمع كل ما ينشر في الصحف والمجلات عن المسرح، كما ذكر أنه قرأ فصلًا من كتاب يحمل معلومات خاطئة عن المسرح السعودي دفعه للمضي قدمًا في تأليف هذا الأرشيف الذي استفاد منه عدد من الباحثين أثناء إعدادهم لرسالة الماجستير أو الدكتوراة.

 

زكريا العباد – الدمام

http://www.alyaum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *