مسرحية «الطنبورة» رسالة للابتعاد عن الخرافات

 

خصصت الندوة النقدية الخامسة مساء أمس الأول، المصاحبة لمهرجان المسرح الشبابي الرابع لمناقشة مسرحية «الطنبورة» لنادي السد الرياضي، من تأليف وإخراج إبراهيم عبدالرحيم، وبطولة نخبة من الفنانين الشباب بلغ عددهم 13 شابا وفتاة.
في بداية الندوة التي أدارها سلمان المري، بالمبنى رقم 16 بكتارا، قال الناقد الدكتور حسن رشيد، إن المخرج اختار فكرة المسرحية بسبب ارتباطه فيما يبدو بهذا النوع من الخيال وعالم الجن والشياطين، ملمحا بتأثره بالأعمال التي تمس هذا النوع مثل «مخدة الكحل» و»منطق الطير» وغيرها، وهناك من تأثر في الخليج بمثل هذه الأعمال والأفكار وقدموها في أعمال درامية.
وقال إن المخرج استحضر أهازيجنا وتراثنا وفنوننا القديمة التي ينبغي أن نعمل على إحيائها مثل «الأفيتيري» و «المنجور»، متسائلا هل هناك الآن في قطر من يؤدي هذه الفنون بعد وفاة عدد كبير ممن اشتهروا بأدائها؟
وأثنى رشيد على «الطنبورة» باعتبارها عملا فرجويا على حد وصفه لأنه قدم لوحات جمالية تبارى الممثلون في إظهارها، بقدرة وحماس من المخرج والذي استطاع أيضا تحريك المجاميع بشكل مناسب، كما جاء الديكور بسيطا ومعبرا عن الحالة والفكرة.
وقدم الناقد التحية لفريق العمل كله لبطل العرض حسن صقر وعبدالحميد الشرشني ومحمود زين العابدين وهبة لطفي وسوار الزيتوني، والفنان محمد الصايغ قائلا إن مفاجأة العمل هو يوسف الحداد، موجها الثناء على من قام بأداء دور النهام علي الحداد الذي قدم ترابطا في النغمة مع المسرحية فأضاف لها خلفية رائعة.
وأبرز الدكتور رشيد، أن نجاح المسرح يرجع إلى تكاملية عناصر العرض المسرحي وأن الخشبة هي لعبة الممثل التي ينبغي أن يتعامل معها بحرفية حتى لا يفقد التواصل مع المتلقي، مؤكداً أننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الأعمال التي تعيد إلينا تراثنا، منوها أن وجود هنات هنا أو هناك في العمل المسرحي شيء طبيعي، ولكن علينا جميعا أن نحتضن هذا الجيل من المسرحيين الشباب ليكونوا زادا للحركة المسرحية في قطر.
وتفاعل الحضور مع الندوة وقدموا عدة الملاحظات، من بينهم المخرج فهد الباكر الذي قدم بعض الملاحظات على العمل مثل حركة الممثلين على الجزء الأيمن فقط من خشبة المسرح خلال ما يقرب من ثلث ساعة، وأن الممثلين في هذه الفترة لم يقدموا إبداعاتهم حيث كانت المسرحية تعتمد على السرد أكثر، كما أن هناك بعض الخيوط في الديكور أعطت مستويين للعمل أحدها تراثي والآخر مغرّب، فضلا عن وجود ألوان صارخة أحيانا تعمل على تشتيت ذهن المشاهد.
أما المخرج إبراهيم عبدالرحيم فقال في تعقيبه على الرؤى النقدية: «أحترم كافة الملاحظات وأسعد بها»، واعدا بتجنبها في عروضه القادمة، ومتمنيا أن يكون قدم عملا يحظى بإعجاب الجمهور.
وعن الدورة الرابعة للمهرجان والأعمال التى يقدمها وحجم المشاركة فيه قال إبراهيم عبدالرحيم، إن المهرجان يعد فرصة جيدة للفنانين الشباب ليقدموا تجاربهم الإبداعية وليعبروا عن أنفسهم من خلال عمل تدعمه الدولة من خلال وزارة الثقافة والفنون والتراث.
وابتعدت إبراهيم عن المسرح الشبابي خمس سنوات، وعاد من خلال الطنبورة فى المهرجان الرابع الذى يشهد تطورا واهتماما من إدارة الفعاليات والأنشطة الشبابية بوزارة الثقافة والفنون والتراث، ويشهد تطورا ملحوظا. 
يشار إلى أن مسرحية الطنبورة من الأعمال التراثية، بالنظر لموضوعها المستوحى من التراث الخليجي، من خلال حكاية خليجية تحكي عن آلة الطنبورة، التي تسكنها جنية تمارس سحرها وسيطرتها على البشر من خلالها، حيث يدور العرض في إطار شبه فنتازي حول الشخصية الرئيسية، وهي شخصية سالم، وهو المصاب بمس العشق مع الجنية، وتبدأ محاولات أهل البلدة في البحث عن طريقة لعلاجه من المس، وخلال عملية البحث عن العلاج يلجؤون للخرافات والخزعبلات الموجودة في التراث، لكن المحاولات جميعها تفشل في علاج سالم من مس العشق مع الجنية، وفي نهاية العرض يتضح أن العلاج لن يكون من خلال الخرافات والخزعبلات والموروثات الخاطئة، وذلك بعد عودة مطوعة البلدة التي كانت في سفر وبعد عودتها واكتشافها للموضوع الذي يؤرق أهل البلدة تتكفل المطوعة بعلاج سالم من مس الجنية، وذلك من خلال القرآن الكريم والرقية الشرعية.
وتعد الطنبورة بمثابة رسالة للابتعاد عن الخرافات السائدة التي توارثها البعض من الناس بشكل خاطئ، وتدور رؤيتها الإخراجية في الإطار التراثي.

 

http://www.alarab.qa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *