إشادة بأداء الممثلين وجمالية الإخراج في مسرحية «الصامولة»

 

تصدّى السيد سالم ماجد مساء أمس الأول بالمبنى 16 بكتارا، بالنقد والتحليل لمسرحية الصامولة من إخراج فيصل رشيد, والتي ينافس بها النادي العربي، على جوائز مهرجان المسرح الشبابي في دورته الرابعة.

وقام سالم ماجد، خلال الندوة التي أدارها سلمان المري بتواجد المخرج فيصل رشيد، بإعطاء لمحة إضافية عن مؤلف النص، الكاتب المسرحي والمؤلف القصصي الروسي الشهير، أنطوان بافلوفيتش تشيخوف المولود عام 1860، والذي يعد من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ, ومن كبار الأدباء الروس، فضلا على أن مسرحياته كان لها تأثير كبير على دراما القرن الماضي.
وذكر سالم أن أعمال المؤلف تشيخوف، تتميز بمزاجية المسرح والحياة المغمورة في النص، وقام بابتكارات رسمية أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة، تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان، وأن هذا الأديب الروسي صرح بـ «لا» للاعتذارات عن الصعوبات التي يتعرض لها القارئ، مصرّا على أن دور الفنان هو بث الأسئلة وإثارتها وليس الرد عليها.
وتساءل الناقد سالم ماجد، هل استطاع مخرج «الصامولة»، أن يتعلم كيفية استخدام (المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة وتجمد الأحداث الخارجية في القصة) لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات؟
وبعد ذلك، عقد مقارنة بين النصين (القصة الأصلية للكاتب تشيخوف وبين النص المشاهَد للمخرج فيصل رشيد)، إذ بدأت القصة الأصلية للكاتب الروسي بمحقق وهو يسأل الفلاح الصغير النحيف للغاية, والذي يرتدي السروال المرقع حافي القدمين والقميص المخطط، وأن المخرج قام بنقل هذا الوصف إلى النص كما شوهد على خشبة المسرح، فضلا على أنه في النص الأصلي، (حارس السكة الحديدية إيفان سيميونوف أكينفوف) كان يقوم كالعادة بالتفتيش صباحا على الخطوط. فوجدك عند الكيلو 141 وشاهدك متلبسا بفك صامولة من الصواميل التي تثبت بها القضبان على الفلنكات، منوها بأن تشيخوف من الكتاب الواقعيين الذين يعكسون الواقع في أعمالهم. موجها السؤال للمخرج عن السر في تغريب عمله عن الجمهور والابتعاد عن الواقعية, والتغريب في استخدام أسماء روسية، مع العلم أن البحر بالقرب منا بإمكان المخرج أن يأخذ منه الهامور والشعري، متمنيا لو تم استخدام الأسماء المحلية حتى يكون العمل أقرب للجمهور ويتعاطف معه أكثر, ليتساءل: لماذا التغريب؟ هل هو هروب من الواقع أو خوف من مقص الرقيب مع الإشارة إلى أنه لا وجود للرقيب عندنا, سواء في مسرح الشباب أو مهرجان الدوحة المسرحي.
وأثناء حديث سالم عن الممثلين، ذكر أن في نص تشيخوف محققا واحدا ومتهما، وأن النص المسرحي حول الواحد إلى ثلاثة محققين منهم امرأة، مستفسرا عن السر في إقحام المرأة ضمن المحققين، ليزيد من تساؤلاته: «وهل هناك في تاريخ التحقيق محقق «أهبل» متخلف».
إلى ذلك، أشار المتحدث، أن الإعداد يختلف عن الاقتباس، وأن الاقتباس يختلف جذريا عن التأليف, سواء كان للقصة أو الرواية أو المسرح.
وفي السياق ذاته، أشاد الناقد بأداء الممثلين فردا فردا، واصفا العمل بالناجح, والباهر دون الالتفات لأصل القصة, والتي هي بعنوان مع سبق الإصرار (الصامولة) كعمل فني رائع بعيدا عن تشيخوف، وأن المخرج فيصل استخدم بعض العناصر الجمالية في عرضه, وقال عن أبطال العمل المسرحي: إن محمد عادل (المتهم)، كان رائعا في تمثيل دوره وإتقانه, وعبدالله العسم (الأهبل) نجم كوميدي صاعد, والممثلة أسرار (محققة) مكسب للحركة المسرحية ونجمة، وأن أحمد الباكر (المحقق العصبي) تمثيله متوازن ومقنع, في حين أن عبدالله البلوشي (الحارس) أجاد دوره، ليؤكد على أن الشاب فيصل رشيد يعد مشروع مخرج ناجح, وذا رؤية فنية جديرة بالاهتمام.
وكشف سالم، أنه قبل العرض الرسمي، حاول مشاهدة البروفة من الثانية عشرة ليلا (ليلة قبل العرض) إلى السابعة والنصف صباحا، وأن فريق العمل في كل هذا الوقت لم يستطيعوا أن يركبوا الإضاءة، لتطلع الشمس، وتجد الممثلين منهكين لا يقدرون على شيء، موجها نداءه للجهات المسؤولة عن المسرح بمزيد من الاعتناء بالمسرح وأدواته، وتجاوز العراقيل التقنية من أجل الانطلاق، عاقدا المقارنة بين ما سبق أن قدمه قبل 24 سنة (1989)، على خشبة مسرح قطر الوطني، (مسرحية القرد) لوليد إخلاصي، وأنه بعد مرور هذه السنوات كلها، فإن نفس المعاناة ونفس الظروف القاسية منذ 24 عاما في ليلة عرض الفنان فيصل رشيد، ليختتم حديثه من حيث ابتدأ به أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
وتقدم فهد الباكر بملاحظات على عمل زميله فيصل، مشيراً إلى دلالات اللون وعلاقته بالعرض المسرحي وتأثيره على الحدث، مبرزا أن البداية كانت طويلة والنهاية كانت جميلة، مشددا في الآن ذاته على أن العمل المسرحي يحتاج إلى إعادة أكثر من مرة ليختتم قوله: «فيصل فنان المستقبل وأنا أراهن عليه».
ووافق علي الشرشني على ما ذهب إليه فهد، بأن فيصل لم يستخدم الصامولة إلا لمرات قليلة، وأنه في جزء من المسرحية التي تم استخدام الطاولة فيها بدل الصامولة، بدا بصريا وكأن هذا الجزء منفصل عن المسرحية، ليشيد في النهاية بفريق العمل المسرحي.
وتقبل المخرج فيصل رشيد، بصدر رحب ما جاء من انتقادات وملاحظات، واعدا بأخذ كل ذلك بعين الاعتبار من أجل تحسين الأداء وتجويده، متقدما بشكره لكل من سانده ليرى العمل النور.

 

 

http://www.alarab.qa


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *