نكبة المسرح!

 

خرج معظم المتابعين للعروض المسرحية التي تم تقديمها خلال الدورة الحالية من مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة، بخيبة أمل كبيرة، تتّسع مساحتها لتملأ جميع الفراغات حتى الدورة المقبلة!

 

 

فائض الخيبة هذا، جاء مختلطا بجملة من الاتهامات لعدد من المسرحيين الذين يمارسون هواية التمثيل والإخراج وغيرها من فنون الخشبة، ظلما وزورا وبهتانا، كما أن المهرجان تحول برمته إلى مناسبة لالتقاء الفرقاء والغرباء والأحباء، لا أكثر ولا أقل!

المسرح الحقيقي قد يكون ذلك الذي تصنعه الجموع في الساحة المقابلة لمسرح بشطارزي، حيث تتزايد الأعداد مع مرور وقت المسرحية في الداخل، ليتضح بعد قليل، أن هؤلاء الذين خرجوا للساحة، بحثا عن الهواء النقي، ليسوا سوى جموع الهاربين من “القرف” الداخلي!

أما أكثر نكات المهرجان إضحاكا للتعساء في الدورة الحالية، فتتلخص في تصريح أحد المخرجين على الخشبة بعد عرضه “المشوه” قائلا أن هؤلاء الذين مثلوا “شباب صغار.. مازالوا تحت الوصاية الأبوية، وبالتالي، فالمطلوب أن يرفع عنهم الجميع القلم، ولا ينتقدهم أحد، لكن لا ضير من بعض التصفيق والتهليل والتكبير”؛ وكأن الذي تم عرضه على الخشبة،ينافس نصوص شكسبير!

وفي مناسبة أخرى، يجلس المسرحيون والمثقفون والمخرجون للحديث عن صاحب السينوغرافيا الذي اعتقد نفسه مخرجا بالصدفة والتقادم، وعن الممثل صاحب الدور الواحد سينمائيا الذي ظن نفسه نجما كبيرا، وعن المسرحي الذي تم تكريمه فنسي ماضيه “وغاشيه” وأطلق شعره تشبها ببراد بيت!

الدورة الحالية للمسرح المحترف والتي تنتهي فصولها اليوم، ستطرح العديد من التساؤلات، عن معايير الاختيار، وعن جدوى القيام بالمسابقات الجهوية، في الوقت الذي انسحب فيه العديد من ممثلي الفرق بعد ما تأكدوا أنهم لن يحصلوا على جوائز مثل وهران، وبقي آخرون تم “ترشيحهم سرا وعلنا، مثل أم البواقي”!

المسرح لن يذكر من الدورة الحالية، سوى أشياء بسيطة، على غرار نضالات عدد من الشباب بحثا عن الفرصة الوحيدة أو ربع الفرصة للبروز، لن يذكر سوى الرجل الذي كان يكنس أمام البوابة الرئيسية “أوساخ المدعوين” تكريما لروح عز الدين مجوبي، لن يذكر من الدورة الحالية سوى صرخات الأطفال والمراهقين وهم يتقاذفون الكرة في الساحةالكبيرة أثناء توقيت العروض، فقد كانوا وهم الصغار يلعبون، ومن في الداخل من الكبار،يتلاعبون؟!

 

الكاتب:
قادة بن عمارhttp://www.echoroukonline.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *