لم يعد هناك مخرجون عظام في المسرح البريطاني!..البعض يميل لإخراج ما هو مألوف بطريقة كسولة

يحظى المخرجان البريطانيان جوان لتِلوود و بيتر بروك بالتقدير لكونهما مبتكرين مسرحيين تركا علامة ثورية على المسرح. لكن التاريخ لن يستذكر جيل اليوم من المخرجين، الذين فشلوا في أن يباروا أسلافهم في تأثيرهم العالمي، كما قال الكاتب المسرحي سير ديفيد هير، وفقاً لآدم شيرون في مقاله هذا.

ذلك أن كل نجاحاتهم، أمثال التي حققها سير كينيث براناغ و سام مينديز، لم تكتسب الحق في تصنيفها إلى جنب ما أنجزته لتِلوود، التي أدخلت الارتجال ولغة الطبقة العاملة في المسرح السائد، و بروك، الذي استحسن تفسيره الراديكالي لشكسبير. و قد صرح هير، في حديث في المسرح الوطني خلال مناقشة الكتابة، قائلاً : ” إنني لا أقصد ازدراء أي مخرج يعمل الآن في المسرح لكن ليس هناك أي شخص في المسرح البريطاني من العاملين اليوم قد أحدث تغييراً في المسرح بالطريقة التي فعلت بها جوان لتلوود و بيتر بروك. “و قال سير ديفيد، الذي كتب ” وفرة Plenty “، المكيَّفة إلى فيلم من تمثيل ميريل ستريب ، والقطعة الهجائية الإعلامية ” برافدا ” : ” ليس هناك مخرجون عالميون عظام اليوم في بريطانيا يعملون بالمستوى الذي يغيّرون به المسرح نفسه. ” و أضاف قائلاً : ” هناك بعض المخرجين المميزين جداً يعملون عالمياً، لكن ليس هناك من أحد سينزل اسمه في تاريخ المسرح بالطريقة التي نزل بها اسما جوان لتلوود و بيتر بروك. “

لقد أسست لتلوود، التي توفيت عام 2002، ( ورشة المسرح )، و قاعدتها في ستراتفورد، و قامت بتطوير المسرحية الموسيقية الساخرة المثيرة عن الحرب العالمية الأولى ” أوه! يا لها من حرب محبوبة! ” التي أصبحت واحدة من أعمال برودوَي المثيرة. و قد قامت لتلوود، بتكييفها فِكَراً من مهنيي المسرح الأوروبي و بريخت، بإدخال تقنيات الارتجال في التمارين و التدريبات و طافت في المملكة المتحدة، عازمةً على جلب المسرح إلى المشاهدين من الطبقة العاملة.
أما بروك، الذي يواصل العمل، فقد ثوَّر المسرح البريطاني الحديث، بمسرحته الراديكالية لـ ” العاصفة Tempest ” في عام 1957 و بإنتاجه ” حلم ليلة أواسط صيف ” في عام 1970 ( وهما من مسرحيات شكسبير ). و قد استكشف عملاً تجريبياً إضافياً في باريس، آتياً بمشاهدين جدد إلى الإنتاجات المسرحية بطاقم ممثلين عالميين متعددي الثقافات.    
و حين سُئل سير ديفيد عما إذا كان يرغب في توضيح تعليقاته أجاب بأنه ليس لديه ما يضيفه سوى ” أن بروك و لتِلوود قد غيّرا طبيعة المسرح. و ليس هناك مخرج معاصر سيدعي أنه قد فعل أمراً كهذا. ” و أضاف خلال جلسة النقاش أن أماكن التلاقي المكرسة للكتابة الجديدة ” خصبة “، بينما تلك التي تُدار لمصالح المخرجين تتّسم بالعقم. و قال : ” إذا كنتَ تدير مسرحاً كُرِّس للكتابة الجديدة فإن أحد الأشياء المثمرة على نحوٍ مدهش التي تحدث هو أن ذلك يؤدي إلى خلق مخرجين عظام. في حين أن هناك الآن مسرحين يُداران لمصالح المخرجين و ما هو مهم هنا هو أنهما لا يُنتجان كتّاباً و أنهما نادراً ما يُنتجان ممثلين أيضاً. ” و أضاف سير ديفيد، الذي يُكمل حالياً ثلاثية من أفلام الجاسوسية البريطانية قائلاً ” إن هناك شيئاً ما عن مسرح الكاتب الذي يُعد مثمراً و هناك شيء ما عن مسرح المخرج الذي يميل لأن يكون عقيماً، لأن المخرجين لديهم الرغبة في عمل مجموعة مألوفة من قطع المخرج التي يمكنهم الاشتغال بها بصورة كسولة، بدلاً من أن يتحداهم في المكان شخص ما يقوم بإنتاج عمل جديد. “
n عن/the independent

 

ترجمة: عادل العامل

http://www.almadapaper.net


شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *