«عتيج الصوف».. صرخة فنان

عانى المسرح الجامعي في السنوات الماضية من الظلم سواء إن كان على مستوى الاهتمام الرسمي أو على مستوى الأعمال التي يقدمها، لكن الفنان نصار النصار بذل جهودا كبيرة من أجل إعادة بوصلة النجاح إلى هذا المسرح، وبعد عدة أعمال نجح أخيرا في وضع بصمة مهمة لهذا المسرح من خلال عرضه الأخير «عتيج الصوف» معتمدا على عناصر شابة لا يملك معظمها تجربة في الوقوف على خشبة المسرح.

رحلة بحث

العرض المسرحي قدمه النصار مساء أمس الأول على مسرح الدسمة ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر، وهو من تأليفه وإخراجه أيضا، ويحمل العرض عدة مضامين ورسائل، ويغوص في عمق ما يعانيه الفن وعلى وجه التحديد المسرح في مختلف أرجاء الوطن العربي من معاناة وتجاهل وحروب تصل إلى حد التهديد بهدم المسارح التي تقام عليها العروض المسرحية.

تبدأ المسرحية بمحاولة شاب البحث عن نص مفقود كتبه والده قبل وفاته، ولم يتمكن فريقه المسرحي من تقديمه على الخشبة، وخلال رحلة هذا الشاب البحث في أرجاء خشبة المسرح وداخل البناء المتهالك يكتشف الكثير من الخفايا حول النص المفقود منذ ثلاثين عاما.

معاناة الفنان

خلال حلة بحثه يدخل الشاب في صراع مع الممثلين الذين كانوا يريدون تقديم العرض المسرحي، ويصبح جزءا من اللعبة المسرحية من خلال اسناد أحد الأدوار إليه.

ثقة الممثلين

نصار النصار مؤلف ومخرج العرض المسرحي اعتمد في قراءته الإخراجية على لعبة المسرح داخل المسرح ووفق فيها إلى حد بعيد معتمدا على عناصر شابة يدفعها الحماس إلى العطاء، وحقق ما يصبو إليه في أكثر من موقع.

العناصر الشابة نجحت في أداء الأدوار المسندة إليها بشكل يدعو إلى العجب، ويبدو أن المخرج فعل فعلته أثناء التدريبات وركز على منحهم الثقة المطلوبة، فجاء أداؤهم الجماعي منسجما وكان كل ممثل يكمل ما يقدمه الآخر دون خوف أو وجل وكأنهم محترفون.

ونجح الممثلون في إضفاء حالة من التوازن والانسجام على خشبة المسرح من خلال التحرك في كل مكان، وكان شعارهم الأهم هو الحماس في الأداء وإتقان ما طلب إليهم أثناء التدريبات، فنالوا الإشادة والثناء من الجمهور الذي صفق لهم كثيرا.

قراءة إخراجية

اعتمد المخرج النصار على الجمالية والإمتاع في الصوة البصرية على خشبة المسرح ولعبت اختياراته الموسيقية والغنائية دورا في إنجاح مشروعه الإخراجي، وكانت الألحان الجميلة التي اختارها من أعمال خليجية وعربية قديمة موفقة إلى حد بعيد خاصة في أغان «واقف على بابكم»، «كوكو»، «حالي حال» إلى جانب قصيدة «الرئيس المؤتمن» للشاعر أحمد مطر.

ونجح المخرج أيضا في التشكيلات التعبيرية التي قدمها على خشبة المسرح ساعده في ذلك الديكور البسيط.

وكانت الإضاءة التي صممها عبدالله النصار والأزياء في حالة انسجام مع السينوغرافيا على خشبة المسرح.

 

 

عبدالمحسن الشمري

http://www.alqabas.com.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *