«بروباغندا».. عرض مسرحي ناقص

يحسب للكاتبة والمخرجة انتصار الحداد اقتحامها مجال الإخراج المسرحي إلى جانب التأليف وهو أمر تتهيب منه الكثيرات، وعلى الرغم من وقوع تجربتها المسرحية «بروباغندا» في العديد من الأخطاء فإنها تشكل مرحلة متقدمة في الكتابة للمسرح من جانب المرأة.

العرض المسرحي قدم ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر، وهو لفرقة سوبر ستار بمشاركة عدد من الممثلين الشباب إلى جانب أسماء كبيرة على رأسها المخضرم جاسم النبهان، ويوسف محمد وخالد المفيدي، ومن العناصر الشابة شارك في العرض عبدالله صادق الدبيس وسعود بو عبيد ومحمد رضا وعقيل الرئيسي وهنادي قربان وسعود الهندال ومحمد عبده والممثلة العائدة إلى المسرح أبرار.

قراءة مؤلف

وقعت المؤلفة انتصار الحداد في فخ القراءة الأحادية للعرض المسرحي، ولكونها جمعت بين التأليف والإخراج فقد أضاعت الكثير، وجاءت قراءتها الإخراجية أفضل نسبيا من رؤيتها الكتابية.

النص المسرحي يعتمد في الدرجة الأولى على مشاهد مستمدة من الواقع شاهدناها كثيرا، وهي جزء من واقع نعيشه في ظل المتغيرات التي أحدثتها ثورة الاتصالات ودور «البروباغندا» في الترويج لبعض الأفكار والقضايا. وقدمت المؤلفة بعض النماذج التي تكرر طرحها في العديد من الأعمال مثل الرجل الملتحي، المشاكل بين الرجل وزوجته، الإسفاف في الغناء، وقضايا أخرى مكررة.

شخصية عربي

لعل شخصية عربي التي قدمتها المؤلفة هي الشخصية المحورية والأهم في النص، لكن عاب الشخصية غياب العمق في حواراتها، وعدم وضوح دورها القيادي، ونعتقد أن إعادة قراءة هذه الشخصية وتعميقها يمكن أن يشكل نقطة تحول في الشكل الكتابي للنص المسرحي، لذا فإن من المهم أن تعيد انتصار الحداد كتابة النص من جديد وتعمل على تعميق دور عربي، لأن هذه الشخصية هي العمود الفقري للنص ونجاحها نجاح للعمل، وما شاهدناه كان بروفة نص وليس نصا متكاملا.

كما على المؤلفة الاهتمام جيدا بالحوار القوي والابتعاد عن الحوارات السطحية الهامشية المكررة التي لا تخدم الفكرة الأساسية.

السينوغرافيا نجم

يثبت الفنان محمد الرباح يوما بعد يوم، وعملا بعد آخر أنه نجم موهوب يمتلك قدرة كبيرة في توضيح خفايا النص المسرحي ومعانيه، لذا جاءت قراءته الأجمل من بين القراءات الأخرى للنص، عرف كيف يتعامل مع الفضاء المسرحي شكلا من خلال شاشات العرض الكثيرة على خشبة المسرح، وعرف كيف يفسر ما يطرحه النص بشكل ناجح جدا، وكانت السينوغرافيا هي النجم الأكثر تميزا في العرض، والأكثر سطوعا من بين العناصر الفنية الأخرى.

وفي ظل تميز السينوغرافيا فإن العناصر الفنية الأخرى لم يكن لها تأثير قوي في العرض المسرحي وتراجع دورها إلى حد ما.

أداء متفاوت

لاشك في أن وجود عناصر الخبرة على خشبة المسرح تشكل دافعا للعناصر الشابة لبذل المزيد من الجهد، ولا شك في أن عودة الفنان المخضرم جاسم النبهان إلى الوقوف من جديد على خشبة المسرح تشكل ظاهرة صحية، وتؤكد رغبته الواضحة في دعم الشباب، لكن وضح أنه كان في حالة اجهاد كبير وهو أمر أضعف من أداء هذا النجم وأضعف من حالة الأداء العام للممثلين، وشعرنا بأن النبهان لم يكن في حالة التوهج التي نعرفها عنه.

الفنان يوسف محمد يعود من جديد إلى خشبة المسرح ليؤدي دور الزوج بإتقان، قدم الدور بانسيابية وتلقايئة وكان أحد أهم العناصر تألقا على خشبة المسرح إلى جانب الفنان خالد المفيدي في أداء المعلق.

من بين العناصر الشابة برز الممثل عقيل الرئيسي بشكل لافت إلى جانب العائدة أبرار التي تحتاج إلى دور أقوى لإثبات موهبتها الفنية.

 

عبدالمحسن الشمري

http://www.alqabas.com.kw/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *