(رسول الإصلاح) أوبريت مسرحي يحتفي بالرسول الكريم

 

تواصل فرقة أحفاد المسرحية، تقديم عروضها، وفق اتجاه «المسرح الاسلامي»، فقدمت أول من أمس، على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، أوبريت «رسول الإصلاح» من تأليف نبيلة العتوم، وإخراج كاشف سميح، انتاج الفرقه ورعى افتتاحها مدير مديرية المسرح والفنون الفنان عبد الكريم الجراح.

هدف العرض إلى الاحتفاء، بالرسول الكريم محمد (ص)، إلى جهة خُلقه، ودوره المهم في تحويل تاريخ البشرية، إلى انعطافة نوعية، أدت إلى ظهور نظام دولي جديد آنذاك، قائم على العدل والتسامح، مما أدى إلى انطواء أمم وشعوب كثيرة بشكل لم يسبق له مثيل، في هذا النظام، ولا تزال، على انقاض الإمبراطوريتين الفارسية، والرومانية.
أهمية المسرحية، يكاد يكون الوحيد، في الحراك المسرحي المحلي، الذي جاء شكله جله، وفق الفضاء الإسلامي، فحضرت جماليات قرآة القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، والمدائح النبوية أساسا، في لغته المسرحية، والتي برع المنشد بسام الصالحي في أدائها، مُظهرا من خلال طبقاته الصوتية جمالية المعنى.
البناء البصري للعرض تأسس على جمالية سينغرافية أداء أجساد الممثلين، الذي توزع على الخشبة، وفق منظور متوازن، على جانبي المسرح، ومن جهة أخرى في يسر وسلاسة دخول وخروج الممثلين إلى المسرح.
وحضرت في العرض رسائل الإسلام للإصلاح بالمفهوم الوسطي، والابتعاد عن العنف في تبليغ رسائل الفكر الإسلامي، ومنها «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وطرح مفهوم الإسلام القائم على أساس تفهم الآخر؛ والذي تجلى في لوحة تسامح الرسول الكريم مع جاره اليهودي، الذي ما انفك يضع الأذى في طريقه ليل نهار، إلى أن افتقده الرسول في إحدى المرات، فعرف أنه مريض، فعاده ليطمئن عليه، لدليل على روح التسامح في الإسلام الذي ينبذ التطرف والعنف والإرهاب، ويدعو للموعظة الحسنة، بدلا من ردود الفعل الهوجاء، وبالتالي تجيء الرسالة المسرحية، في السياق السياسي للأحداث الدولية، في الرد على الهجوم العاتي على الإسلام والمسلمين.
قال سميح في تصريح للراي «الرأي» «في المسرحية رسائل عديده ، برؤية قرآنية، حول جدلية إصلاح الذات، وإصلاح الآخرين»، وأوضح: «عند قدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان هناك قوتان سياسيتان (الفارسية و الرومية)، لم يتعامل معهما بالسياسة الشرعية (الاسلام السياسي)، بل بدأ بسياسة إصلاح الذات، ومن ثم العمل على إنشاء علاقة تخص الفرد بربه عز وجل، وباقي شؤون الحياة المعيشية.
ويذكر بأن آخر عرض مسرحي قدم على مستوى الاحتراف، وفق هذا الشكل المسرحي الإسلامي ،كان للراحل هاني صنوبر في «المدينة بلا حدود» في العام في أواخر العام 1999، من تأليف ماهر أبو الحمص.

 

عمان – جمال عياد

http://www.alrai.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *