مشروع استامبا..عروض مسرحية تكرّس لحوار الأفكار والرؤى

يتعرف المتلقي من خلال عروضها على الأنماط المجتمعية المختلفة الموجودة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،إذ تناقش هذه الأنماط عبر عروض مسرحية.


مشروع (استامبا) الدولي هو برنامج فني متعدد التخصصات بين مصر، فرنسا، ألمانيا والعراق حيث يجري تحليل الأنماط المجتمعية أو ما أطلق عليها (بالكليشيهات) الموجودة في أوروبا ومنطقة مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) لتناقش عبر عروض يتم تقديمها من خلال المسرح.
افتتح المشروع في بغداد في مطلع الشهر الجاري وستعرض الفعاليات في ما بعد في برلين، القاهرة، جورج تاون الأمريكية ، مرسيليا، وانطلقت فكرة المشروع من منظمة التبادل الثقافي بين أوروبا ودول مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) حيث تولت المنسقة الثقافية هيلا مويس، مع منسق المشروع في العراق (مؤسسة النور للثقافة والإعلام) والخطوات العملية للتنفيذ برعاية جهات متعددة ،منها دائرة العلاقات الثقافية العامة في العراق ومكتب اليونسكو والسفارتين الألمانية والفرنسية إضافة لدعم إدارة منتدى المسرح في بغداد.
يعتمد مشروع ستامبا على أربعة مخرجين مسرحيين، ينطلق كل واحد منهم من واقع بلده ولغته الأم، يشرح ثيمة الكليشهات بالاعتماد على ممثل وممثلة، ولكل مخرج منجزه الفني المعتد به في بلده وعلى الرغم من تنوع المخرجين في الميول والمدارس ورغم التفرد في الأسلوب الفني لكل منهم في مجال المسرح، إلا أنهم جميعاً يشتركون في قاسم مشترك هو تحليل الأنماط الاجتماعية (stamba). 
المسرحيات التي عرضها مشروع ستامبا كانت مميزة وجاذبة للجمهور ، منها مسرحية (فوبيا تكرار) من العراق إخراج يحيى إبراهيم، ويتناول العمل الخوف لدى المواطن العراقي الناتج عن مشاكل سياسية لفترات الحكم المتعاقبة على مدى السنوات الستين الماضية، وهو محاولة لإظهار الكيفية التي تكون عليها أنماط التفكير القديمة وما يؤول إليه أثر استنساخها وتكرارها ما وراء حدود الوعي وحجم ما ينتجه ذلك من ضرر ودمار لمواطنيها، المسرحية تدعو إلى إعادة الثقة بالحياة في بلد متحضر كجزء من بناء الدولة العراقية.  
أما المخرجة الفرنسية ناتالي جارو تتعرض من خلال مسرحيتها (فرصة الربيع) لكليشيهات الفقراء ممن يعانون من واقع قاس وصور عن الفنان ونضاله من اجل التعبير الفردي، وكليشيهات عما هو الأجنبي الذي يجب ان يتكيّف مع حياته الجديدة اعتمادا على خبرته الحياتية السابقة وكيف يراد استغلاله من قبل البلاد التي رحل إليها.
المسرحية الألمانية (تجربة الثورة) للمخرج جانيت ستورنويسكي، تنتقد الأيديولوجيات الجاهزة التي تفرض من الخارج ليتم التعامل معها كمسلمات بكلمات أخرى هي التصور بإمكانية خلق عالم أكثر أمانا يفرض نظريات من خارج البلدان.
وعرض المخرج المصري محمد شفيق في مسرحيته (سعادة عائلة صغيرة)، مواقف سائدة في المجتمع المصري المعاصر، صمم الفنان من خلال عرضه ورقصاته ليشير إلى أن الأنسان بكليته ما هو إلا نسخة مكررة أو كليشة مهما اختلفت بيئته.
ويؤمن القائمون على مشروع (استامبا) أن المسرح هو البوابة المشرعة لإظهار وجوه المجتمعات بدون تجميل، وهو القادر على اختراق السطور التي تحددها النصوص من خلال التفاعل مع الحدث والجمهور، وهذه النقطة كانت المؤسس الحقيقي لحوار الأفكار والرؤى التي تحتضنه استامبا بكل أبعادها بشكل فني ومدروس.

بغداد/ دعاء آزاد

http://www.almadapaper.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *