مسرحية “حارس النبوءة” حدث يدفع الانسان لتعرية رؤياه والانشغال على الحلم

ضمن سلسلة العروض التي عرضت ضمن مهرجان المسرح الاردني بدورته العشرين ليلة اول من أمس مسرحية ” حارس النبوءة” للمخرج الاردني فراس المصري على خشبة مسرح هاني صنوبر(الرئيسي) بالمركز الثقافي الملكي.

وتناولت المسرحية التي تتحدث عن نبوءة قادمة سلسلة من القضايا التي تختلط مع أحلام البشر المتقوقعين في سجونهم الذاتية وربما “الحقيقية” للخروج من الألم الى الامل.

وتخللت المسرحية التي ارتسمت بسينوغرافيا ابداعي مثقل بالضباب عبارة عن الحقيقة المضللة. جهود العرافة ومفسر الاحلام والعبد والسجينة بالخلاص من ألمهم عبر توقعم نبوءة قد تحدث.

“لا تستعجل قدرك” تقول العرافة للعبد وتظلل المسرح بعبارات التجلي التي تحمل مضمونا شبيها بأي عرافة تنقاد وراء رؤياها الكبيرة المحملة دوما ربما بالخطأ أو بسوء القدر.

العرافة ومفسر الأحلام يطمحون كالجميع بأن يكون عبد الوالي المخلص الوحيد لهذا السجن الكبير، فيصرون على تعميق أحلامهم بهذا المحرر.

فيما يكمل النحات رسم أفكاره هو ايضا؛ ليقنع العبد بأن النبوءة قد تتحقق، فيعيش العبد واقعا مرتبطا بالاحلام فأين الطريق وأين النبؤة وأين التحرر؟.

جملة من الحكايات التي تطرحها المسرحية موسومة بعبق التاريخ “النبطي” المحمول على اكتاف العبيد والمظلومين والمسجونين والمقهورين مكررا نفسه في شظايا الأجساد المنكهة التي تحلم وتتنبأ في قدر قد يحررهم من أنفسهم.

العبد الذي تتجلى به معاني الألم يريد واقعا مغايرا ربما يستطيع تحقيقه نهض من واقعه تماما كأي باحث عن حريته وسط كومة من الظلمات، هي الحل الوحيد اذا “أمل” سبقه رؤيا واضحة للحلم الذي يطمح اليه.

مسرحية النبوءة التي أخرجها المصري وتقترب من المسرح الطقسي بشكل كبير، تحمل مضامين تتصل بواقعنا الحالي في النهوض من علياء الكبت والظلم حتى الحرية؛ وهي مسرحية استطاعت ان تمس الحضور بشكل أو بآخر وتؤثر في دواخلهم عبر بحثهم عن رؤاهم وأحلامهم الغائبة.

النبوءة هي ” الامل” هي الشخص نفسه والتي يستطيع ان يكونها كلما رأى حلمه أمام عينيه، وها هو العبد يتحرر في مسرحية النبوءة قاصدا احلامه التي شاء.

هذه المسرحية تقدم اطلالة على ذواتنا حاليا وكيف يمكن الخلاص من معتقداتنا وعبوديتنا الى الآخرين والتطلع الى أنفسنا من جديد عبر احلامنا ورؤانا التي يجب ان تتحقق كي نكون أحياء واحرارا على هذه البسيطة.

ووظف المخرج المصري جميع ادوات المسرح المشغولة بإتقان حاد من كاميرات وديكورات وحتى ازياء مناسبة للادوار المطروحة بحرفية عالية تكاد تكون وحدها حدثاً مسرحياً، خاصة بإدخال فرقة موسيقية مع العرض.

أدى مسرحية “حارس النبوءة” كل من  الفنانين: أريج جبور، مرام أبو الهيجاء، طارق التميمي، محمد الجيزاوي،ومحمد شحادة، وألف الموسيقى عامر محمد.

سوسن مكحل

Sawsan.moukhall@algha.jo

 

http://www.alghad.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *