عمايرة يستعرض في كتاب رؤاه حول “الفرجة المسرحية”

يتناول كتاب “تحولات في الفرجة المسرحية” للكاتب الأردني منصور عمايرة، الكثير من الرؤى والدراسات التي أعدها خلال اطلاعه على المسرح، وتتبّعه للحالة التي يشتغل عليها.

تعتبر الفرجة المسرحية أحد الأنواع التي اشتغل عليها المسرحيون، والتي ترتبط بالبعد الزمني. فالقناع يمثل حالة فرجوية مسرحية، والأراكوز وخيال الظل قناعان مسرحيان. وتشكل الفرجة المسرحية جزئية رئيسة في العرض المسرحي.
ويبين عمايرة أن السينوغرافيا التي اشتغلت على أساس التحول في العرض المسرحي، واشتغال الفنيات والتقنيات المسرحية، وتعدد الرؤى بعيدا عن النمطية، هي التي تشكل الفرجة المسرحية. 
وصارت العلاقة بين الممثل والمؤثرات علاقة تحاورية وتشاركية. ويأتي تجاوب الممثل مع ما تصوره هذه التقنيات المسرحية. وقد صارت هذه الحوارية بين الممثل والتقنيات السينوغرافية المتعددة هي التي تمثل حالة التحول في الفرجة، فلم تعد الفرجة تقدّم على طبق من ذهب أو فضة، بل صارت حالة استعارة تستدعي حالة تأويلية لحدث قادم، أو حالة تصور ذهني يؤطر العرض المسرحي، وهذه الحالة التأويلية تستدعي متابعة ذهنية رشيقة من قبل المتلقي، ومن قبل المتلقي المتخصص.
ويعتبر عمايرة أن الوسائط عبر الزمن مثلت بعدًا تحوليا في مسرح الفرجة، ما جعل الفرجة المسرحية أكثر تفاعلية وتشاركية بين كل جزئياتها التي ابتنى العرض المسرحي عليها عبر اختلاف الزمن، وقد أمست الوسائط جزئية تساهم في صناعة الفرجة المسرحية. مبينا أن الفرجة المسرحية متعددة، ولكنها تكشف عن قدرات إخراجية تمكننا من أن نميز بين عرض مسرحي وآخر، وتحديد العرض الأفضل، القائم على فنيات وتقنيات الفرجة. 
يقول عمايرة “هذه الدراسة تقرأ أو تحاول قراءة التحولات في الفرجة المسرحية، وهي تتعرض لتصورات الفرجة المسرحية، وفي جزئية مهمة منها للعرض المسرحي الحي، وهي اشتغال الوسائط بكيفية تحوّل الفرجة المسرحية. لقد انشغلت الدراسة بالوسائط المسرحية، وهي التي انشغل بها الباحث منذ زمن بعيد، وهي تمثل رؤية حول المسرح”.
ويضيف أن مفهوم الوسيط المسرحي أمسى متشعبا الآن، وبشكل يدعو إلى التفكير كثيرا، والبحث عن رؤى جديدة في بنيات العرض المسرحي، التي أصبحت منفلتة، من كل ما هو ساذج وطبيعي، إذ دخلت وسائط لم يكن بمقدور المسرح تصورها، وذلك من خلال تطور وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، بدءا من الصورة، وانتهاء بالإضاءة، مرورا بالموسيقى والديكور والأزياء.
ولم يعد الأمر يتوقف عند هذا الحد، وفق عمايرة الذي يؤكد في دراسته أن وسائل الاتصال واصلت تقدمها من حيث التقنية والتطور، وصولا إلى ما يعرف بعالم “التحويل الرقمي”، وكلها أمست من ضروريات الحياة، ولكن هل هي من ضروريات المسرح؟ 
يقول عمايرة في كتابه المبني على دراسة “لا شك أن للكمبيوتر دورا كبيرا في العرض المسرحي الآن، فهو الذي يبين لنا خطاطة المخرج، وهي ترسيمة لم تعد مخطوطة على الورق بقدر ما هي “ميزانسين” رقمي، وهذه الرقمية هي التي تصيغ جلّ العرض المسرحي”.
ويرى عمايرة أن الوسائط المسرحية، أي وسائل التكنولوجيا، أمست متشعبة الآن، وصارت مطلبا ضروريا. والمسألة تتعلق بالتقنية المرئية، وهي تقنية التلفزة والفيديو والسينما، وهنا لا بد من أن نتوقف كثيرا قبل ولوج هذه التقنية لعالم المسرح الحي، إذ يبدو أن الانفصام هو ما يسطّر الحالة المشهدية، ومن هنا يبدأ الاختلاف بين المسرح الحي والمسرح المصور، أو غير الحي، من خلال ولوج الشاشة السينمائية بشكل خاص إلى قلب العرض المسرحي.
مؤكدا أن دراسته في الكتاب تستدعي إثارة الحوار، للوقوف على تجليات ورؤى المسرح عبر مراحله المتعددة. وهي تثير جملة من التساؤلات حول كيفية اشتغال الوسيط المسرحي في العرض المسرحي، وهذا ما نعنى به “تحول الفرجة المسرحية”، وهو عكس الجمود ونمطية العرض المسرحي، ومن ثم مدى تأثير الوسائط في المتلقي الذي يتوجه إليه العرض المسرحي.

sawsan.moukhall@algha.jo

 

سوسن مكحل

http://www.alghad.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *