‘بلدي التاني’ تغوص في اوجاع الفنان التونسي

قدم الفنان التونسي محمد الجبالي مسرحية “بلدي التاني” وهي من كتابته وتمثيله وإخراج جلال الدين السعدي.وتدافع المسرحية عن الفنان التونسي الذي يعاني من

التهميش والاهمال من قبل سلطة الاشراف ووسائل الاعلام المحلية حيث يشعر بالغبن والحسرة من تفضيل الفنان الاجنبي عليه رغم افتقاره لأدنى مقومات الابداع والتميز.

وكان فنانو تونس قرروا مقاطعة مهرجاني قرطاج والحمامات في 2012، احتجاجا على ما وصفوه بتهميش المبدع التونسي، مطالبين وزارة الثقافة بمراجعة اختياراتها.

ويشكو الفنان التونسي من تعمد ابعاده عن المهرجانات الفنية التونسية الكبرى وفتح الابواب على مصراعيها امام الفنانين الاجانب المدللين في تونس والذين يدخلون البلاد بالتصفيق والتهليل لهم في وسائل الاعلام ويغادرونها بكاشيات خيالية لا تتناسب مع تواضع امكانياتهم الفنية.

واثار قرار إقالة مراد الصقلي من إدارة الدورة الـ46 لمهرجان قرطاج الدولي الكثير من الجدل.

وتعرض الصقلي إلى هجوم قوي من قبل مجموعة من الفنانين التونسيين الذين صرحوا أنه “تجاهلهم واستبعدهم ولم يسعَ إلى الاطلاع على ملفاتهم التي تقدموا بها إلى إدارة المهرجان”.

وتطالب نقابة المهن الموسيقية بحضور تونسي لا يقل عن 50 بالمئة من اجمالي حفلات المهرجنات الكبرى ردا لاعتبار الفنان التونسي الذي قالوا انه يتعين ان يحظى بمكانة ارفع في بلده.

وبررت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في بيان لها قرار الاقالة بـ”عدم تخصيص الصقلي ضمن برنامج الدورة المساحة اللازمة للفنانين التونسيين واستبعاده لعدد هام من الوجوه البارزة في الساحة الموسيقية”.

ويطالب المختصون في المجال الفني في تونس بمزيد تنظيم وتقنين المهنة ودعم الفنان التونسي ماديا ومعنويا من قبل سلطة الاشراف في ظل الغياب الشبه كلي لشركات الانتاج واضطراره الى الدخول في فترة بطالة اضطرارية في فترات طويلة من العام.

والصقلي الذي عُيّن على رأس إدارة أعرق مهرجان في تونس، وأعلن أن من بين أهم أولويات خطته الجديدة إعادة هيكلة المهرجان، كان قد صرح في أكثر من مناسبة للصحافة التونسية بأنه سيسعى إلى “مصالحة مهرجان قرطاج الدولي مع تاريخه”.

واكد انه لا ينوي تحويل المهرجان إلى مهرجان نخبوي وإنما بضمان “مستوى راق يليق بعراقته”.

وعبرت الفنانة التونسية لطيفة العرفاوي عن مساندتها المطلقة لفناني تونس ومثقفيها ومبدعيها و”وقوفها إلى جانبهم سداً منيعاً في وجه ما يتعرض له المبدع التونسي من حملات تهميش منظمة وحملات تعبئة مشبوهة وممنهجة تهدف إلى الإساءة إليه والنيل منه والتقليل من شأن قدراته الإبداعية الراسخة على مر القرون”.

وركّز الجبالي في مسرحيته البكر على استبعاد الاعلام المحلي للفنان التونسي، مقابل التركيز على أغاني الفنانين وأشباه الفنانين المشارقة وخاصة من مصر ولبنان، والتعلّة في كل مرّة حسب تعبيره في “بلدي التاني” هو أن “الجمهور لم يطلب أغنية الفنان التونسي”.

ويتحول الممثل التونسي إلى تصوير أسلوب التعامل مع المرأة في المجال الفني التي تستعمل جسدها وتضاريسه المتنوعة للوصول الى الشهرة.

وانتقد الجبالي شركات الانتاج والتوزيع من خلال الشخصية الطريفة لصاحب شركة انتاج همّه الوحيد في ذلك البحث عن جسد أنثى جميل ينتج له ألبوما وفيديو كليب لأجل اشباع غريزته وضمان الربح السريع والوفير.

وينتقل الفنان والممثل التونسي محمد الجبالي إلى القيام بمقارنة بين فنان مصري يعبر عن حبه لتونس إلى درجة النفاق الواضح والفاضح الى المغنية اللبنانية إليسا التي أصبح أسمها في العرض “بليسا” اين غنّت على طريقة البلاي باك محاولا ابراز المستوى الفني الحقيقي لمن يجدون حظوة في تونس رغم تواضع امكانياتهم الصوتية وضعف اغانيهم وسطحيتها.

وطرح محمد الجبالي موضوع غناء نجوم الاغنية التونسية في الحفلات النوفمبرية التي مجدت الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وحفلاته الخاصة رفقة عائلته قبل ان تطيح به ثورة شعبية جارفة.

وانتقد الجبالي الظاهرة بنبرة كوميدية ساخرة حيث اعتبر انه لا يمكن قول “لا” للرئيس، وذهب أبعد من ذلك ليفيد ان شريحة كبيرة من التونسيين تورطوا بدورهم في تمجيد وتعظيم صورة الرئيس من خلال التصفيق له ووسائل الاعلام من خلال مدحه وتبيّض وجهه يوميا.

اعداد: لمياء ورغي

http://www.middle-east-online.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *