تنوع الفعاليات يرسخ للتراكم الثقافي في الإمارات

غالباً ما تبدأ الفعاليات الثقافية في الإمارات في وقت محدد من أكتوبر/ تشرين الأول حتى مايو/ أيار من كل عام، وقد جرت العادة أن تتضمن هذه الشهور الثمانية تنوعاً في

الأنشطة الثقافية والفنية، مثل معارض الكتب والمهرجانات المسرحية والمعارض التشكيلية . . إلخ، وهذه الفترة بحسب كثير من المثقفين الإماراتيين والعرب تمثل قيمة ثقافية بحد ذاتها لأنها تضم باقة متنوعة من وسائل التعبير الثقافي، التي تنعكس إيجاباً في رصيد التراكم الثقافي المنشود للمبدع الإماراتي والعربي .


بعض المثقفين يرون في الفعاليات الثقافية والفنية الراسخة مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب وأيام الشارقة المسرحية وما شابههما وبالنظر إلى العمر الزمني الذي راكمته ظاهرة ثقافية يمكن الرهان عليها، حيث تجاوزت كونها نمطاً أو بروتوكولاً موسمياً بسبب ما أنجزته في رصيد وذاكرة المثقف الإماراتي سواء كان شاعراً أم روائياً أم تشكيلياً أم مسرحياً .


بعضهم الآخر يرى أن هناك بعض الفعاليات تحتاج إلى تخطيط مسبق يتبعه نوع من التشاور مع المنظمين لكيلا يكون بعض هذه الفعاليات زائداً على الحاجة أو مستندة إلى الصيت والتكرار، وذلك لتعميم الفائدة وتحقيق الفائدة والتراكم الثقافي .


التشكيلي خليل عبدالواحد مسؤول قسم التشكيل في هيئة دبي للثقافة والفنون يرى أن السنوات الأخيرة في الإمارات شهدت نوعاً من التنظيم في الفعاليات الثقافية والفنية وهو ما يؤسس من وجهة نظره لتراكم ثقافي يمكن المراهنة عليه، بل إن نتائجه باتت تتحقق بسبب تواصل المثقفين والفنانين مع هذه الفعاليات التي ارتبطت معهم بعلاقة وجدانية وثقافية لا يمكن التقليل من شأنها، والجميل تعدد الفعاليات الثقافية طوال العام، لا سيما الراسخة منها أنها ارتبطت بمجموعة من الأنشطة والبرامج وربما المشاريع التي باتت تتحقق على أرض الواقع في صورة منجزات وعلاقات، كما هو حاصل مع معرضي الشارقة وأبوظبي للكتاب، وفي كثير من مشاريع هيئة دبي الثقافية كمشروع سكة والبستكية وغيرهما .


لكنّ عبدالواحد يشير إلى بعض الفعاليات التي تحتاج إلى نوع من المشورة والتخطيط وربما التنسيق، وهو ما يعتبر شأناً إدارياً بات في حسبان كثير من المخططين لكيلا يحدث نوع من التداخل والترهل، ولكي تحافظ الثقافة على مسيرتها الناصعة والجميلة .


الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام مسؤول الإعلام والنشر في الهيئة العربية للمسرح يعتقد أن هناك جانباً إيجابياً وملموساً لمثل هذه الفعاليات التي تنعقد في فترة محددة من كل عام، ويعتقد أن بعض الفعاليات المتخصصة مثل معارض الكتب والمواسم المسرحية ومعارض التشكيل قد استطاعت أن تلبي رغبات واحتياجات كثير من الشرائح الثقافية في الإمارات، ويلفت غنام غنام إلى أن الشهور الباقية في العام والتي تقدر بنحو أربعة شهور تمتلئ بفعاليات ترفيهية وثقافية، ويحذر غنام من مغبة الوقوع في التشابه أو المحاكاة بمعنى أن تكون هناك فعاليات أخرى إلى جانب الفعاليات الرئيسية، وهذه يمكن تأجيلها أو انتهاز فرص مناسبة لتنظيمها لتحقيق الفائدة المرجوة .


القاص محسن سليمان يؤكد أهمية المنتج الثقافي في الإمارات، ويتحدث عن بعض البرامج الملحقة بالفعاليات الكبرى مثل معرض الشارقة للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي، وتتناول الطبخ وبعض ما له علاقة بالطفل، ويسأل عن الفائدة المرجوة من مثل هذه البرامج، وما يمكن أن تضيفه إلى المعرض . وفي السياق ذاته يؤشر سليمان إلى بعض برامج الطفل الذي يرى أنها محشوة حشواً ولا لزوم لوجودها في فعاليات كبرى .


وتتفق مع سليمان القاصة عائشة عبدالله التي ترى في الأنشطة المكملة للمعارض الرئيسية كمعرض الكتاب ما يتوجب الوقوف عندها ومراجعتها، مثل فعاليات المسرح المخصصة للطفل في معرض الشارقة للكتاب، وتقترح ترحيل مثل هذه الفعاليات وإلحاقها بمسرح الطفل سواء على هامش أيام الشارقة المسرحية أم من خلال اقتراح مناسبة متخصصة .


الدكتور رياض معتوق أستاذ فن الخزف في معهد الشارقة للفنون يعتقد أن الموسم الثقافي في الإمارات استطاع أن يمتلئ مجمل نشاطات تهم المثقف الإماراتي على اختلاف تخصصه الإبداعي سواء كان كاتباً أم فناناً تشكيلياً أم مسرحياً، وفي الوقت نفسه يذكّر د . رياض معتوق ببعض الفعاليات التي تحتاج إلى تخطيط، وخصوصاً في ما يتعلق بأوقات هذه الفعاليات، فالتنسيق مع الجهات الثقافية كافة كفيل بترجمة مضمون الفعل الثقافي والفكري إلى حالة إيجابية في محتواها ومضمونها تضمن تفاعل المبدع الإماراتي والعربي معها .

 

 

الشارقة – عثمان حسن:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *