مسرح المضطهدين‏

تنفيذا لأهدافها وضمن أنشطتها وعلى مدى يومين نظمت مؤسسة فريد ريش إيبرت الألمانية، العرض الأول لمسرح المنتدى مسرح المضطهدين، وتحت عنوان (مـاذا بعد!) وبحضور جماهيري كثيف أدهش المنظمين عـُرضت المسرحية بأداء رااائع.

الجميل في الأمر ان جميع الصبايا والشباب الذين قدموا العرض المسرحي ليسوا ممثلين محترفين ولم يسبق لهم الوقوف على خشبة المسرح وأمام الجمهور لأداء دور ما سوى خضوعهم لتدريب وإشراف الخبير الدولي في المسرح التفاعلي الألماني يلمر خورخيه جيفري، سيناريو العرض أيضا كان من إعداد الممثلين ومن تجاربهم الشخصية فهناك (سارة) الفتاة يتيمة الأم والمضطهدة من الجميع نتيجة لأفكارها المنفتحة وتصميمها على المشاركة الفاعلة والملموسة في الحياة الاجتماعية والسياسية، وهذا ما يتعارض معه جميع من حولها ابتداء برجل الدين المتشدد وزملائها وزميلاتها في الجامعة، وأخوها الذي لا عمل له سوى الجلوس أمام شاشتي التلفزيون والهاتف طوال اليوم. قضية هامة أخرى ناقشها المشاركون وهي تمسك كل شخص بعاداته وتقاليده والسخرية من زميله وعدم تقبل أو احترام عاداته وأفكاره، كذلك بالنسبة للعائلة وحسب المسرحية فالأب لم يستطع التوفيق بين أفراد الأسرة بعد أن تمسك كلا برائه والنتيجة تفكك الأسرة، كل ذلك القمع وعدم التقبل آثر سلبيا على الفتاة القوية الجريئة في بداية المشهد مما دفعها إلى الانتحار عندها ينتهي العرض المسرحي ويبداء الجزء المهم من تنظيم الفعالية والفكرة الرئيسية التي يقوم عليها مسرح المضطهدين والتي أسسها  في منتصف الستينات من القرن العشرين المخرج البرازيلي ، أوجستو بوال ، المبتكر لتقنياته ومنهجياته ، مدفوعاً بتداعيات الوضع السياسي في أميركا الجنوبية، وامتلاك الدكتاتورية العسكرية زمامَ الأمور.

وجوهر المسرح التفاعلي هو  التغيير والمشاركة، حيث يتحول المتفرج فيه من متلقٍ إلى محاور ومشارك في السيناريو وأداء الأدوار، حيث تتاح للمشاهد أن يصعد الى خشبة المسرح ويؤدي الدور الذي شاهده من قبل لكن بطريقته وفكرته أي بتقمص الممثل لكن بأفكاره التي يراها مناسبة، كذلك يفعل مشاهد آخر وهذا ما طبقه الحضور على شخصية (سارة) المضطهدة وبأفكار وسيناريو مختلف .

تنظيم مثل هذه الفعاليات تعد مهمة جدا في التنمية الثقافية للمجتمع وخاصة اليمني حيث أننا نفتقر إلى ثقافة الحوار وتقبل الآخر  بمختلف شرائح المجتمع حتى المتعلمة منها .

يذكر إن مؤسسة فريدريش منظمة خاصة وغير ربحية,ملتزمة بقيم الديمقراطية الاجتماعية.وتعمل المؤسسة من اجل تأكيد هذه القيم عبر توفير التعليم السياسي,وترويج وتعميق الديمقراطية والدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان,وتيسير التنمية والعدالة الاجتماعية, وهي تعمل باليمن منذ العام 1999م .

 

 

ابراهيم الخطيب

http://www.al-tagheer.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *