المشرفون على المخرجين المسرحيين الشباب في قفص الاتهام

في المجلة الأسبوعية الصادرة عن مهرجان دبي لمسرح الشباب، في دورته السابعة، والمعنية بمناقشة يوميات الحدث السنوي، عبر لقاءات حوارية وتقارير ميدانية،

أوضح المخرج الشاب مروان عبدالله في أحد اللقاءات المنشورة، أنه في منافسة مع المشرفين على عروض المخرجين الشباب، مثيراً قضية حدود تدخل المشرف في الإنتاج المسرحي للعروض في المهرجانات، وتجاوز البعض لمهمته التعليمية إلى تأسيس كامل للعرض وإخراجه بدلاً عن المخرج الأساسي..

 

 

 

جاء ذلك عقب عرض مسرحية «أصابع الياسمين» للمخرج مرتضى جمعة والمؤلف أحمد الماجد، التابعة لفرقة مسرح الشباب للفنون، أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي التي جسدت إكليلاً من الحب تناثر بين ثلاث شخصيات جمعها مزيج من الصراع الداخلي من جراء تداعيات خارجية، ارتبطت بفعل الحروب وفكرة الإرهاب، مسبباً بذلك احتراقاً وتشوهات في العلاقات الوجدانية بين الأفراد في المجتمع.

مشرفون أم مخرجون؟

إشكالية الإشراف ومعاييره في الحركة المسرحية المحلية لا تعد طرحاً جديداً في أبعاد صناعة الفن في الإمارات، وقد يتضمن البحث في جدليته محوراً سلبياً من خلال الاعتماد الكلي على المشرفين في تأسيس العرض وتوجيهه، بينما يرى القائمون على الفعاليات المسرحية أنه آلية لرفع سوية الإنتاج في مسرح الشباب في ظل غياب الأكاديمية العلمية المتخصصة في المجال محلياً.

ومن جهة أخرى، يرى المشرفون المعتدون بتجربتهم الأكاديمية وخبرتهم الميدانية في العمل المسرحي أن عملهم لا يتعدى مرحلة التوجيه وكشف نقاط الضعف ومكامن الخلل، والمساهمة في تقديم عدة خيارات للمخرجين الشباب، من باب التعليم والمسؤولية المعرفية، ما يقودنا إلى السؤال الأبرز وهو: «هل هناك محكم فعلي لمعيار التفاعل بين المشرفين والمخرجين الشباب؟»، وتبعاً لمخرجات الحالة عملياً، فإن العلاقة يحكمها الضمير الذاتي للجانبين، وعلمياً، فإنه لا يوجد إشراف رقابي أو قانوني مباشر، يضع الحالة أمام التقصي والمحاسبة، لذلك فإنها تبقى ملفاً مفتوحاً للنقاش، أمام المتابع للحركة المسرحية ومقيمها والقائم بشؤونها.

عطر الياسمين

شاع صيت مفردة «الياسمين» أخيراً، في العديد من الأحداث السياسية والثقافية، وأصبح لهذه الزهرة رواج لمعاني الحرب والسلام، الحب والكره، وغيرها من التضاد المجتمعي الفلسفي، وما عمد إليه المؤلف أحمد الماجد في سيناريو «أصابع الياسمين» كان قريباً من مفاهيم «الحب في زمن الحرب»، المليئة بإسقاطات المعتقد المجتمعي والإرث الثقافي وحقوق المرأة، والمنسوجة بلغة أدبية شعرية، توسدت المشهد على الخشبة، بالرغم من محاولات المخرج المضي بها نحو حلول ينتج عنها فعل مسرحي.

حيث رسمت مشاهد المسرحية عدة لقاءات بين زوجين في ليلة الدخلة، وهما يتبادلان الاتهامات، بسبب إخفاء الزوج إصابته بتشوهات في وجهه نتيجة قنبلة إرهابية، تابع فيها الجمهور حركة بطيئة وتلاقى الممثلون مع جزئيات من السينوغرافيا، وفي المقابل لم تخدم الموسيقى تصاعد الأحداث في العرض، مسببةً إشكالية في الفهم المباشر للغة الممثلين على المسرح.

 

إعادة النظر

تنوعت آراء النقاد والمسرحيين في الندوة التطبيقية حول مسرحية «أصابع الياسمين»، واتجه أغلبها إلى ضرورة إعادة النظر في المعالجات الإخراجية للنص، وبيان أهمية توضيح رسالة العرض، عبر تصحيح ماهية الاستهلال في العمل، وآليات الصمت، والتنوع في التناقل بين الشخصيات.

 

http://www.albayan.ae

المصدر:

  • دبي ــ نوف الموسى

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *