خليفة العريفي و سعيد بوميان رائـــــــــــــدان من زمن العـطاء والإبداع

 

مسرح رأس الخيمة الوطني، أحد أهم مسارح الدولة وأنشطها بل وأقدمها أيضاً، فقد تأسس عام 1969، ولكنه مر بمراحل متعددة تغير اسم المسرح تبعاً لتلك المرحلة، فقد اشتهر باسم مسرح رأس الخيمة الأهلي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في 22/5/1976، ثم تبدل اسم المسرح بعد أن توفي صقر الرشود إثر تدهور سيارته، لذا عرف رسمياً باسم مسرح صقر الرشود برأس الخيمة عام 1979

 

 

المسرح بعد عشر سنوات تحديداً غير اسمه إلى مسرح رأس الخيمة الوطني، وذلك ابتداء من 29/3/1989، ونشط مسرح رأس الخيمة الوطني حتى قبل إشهاره رسمياً فمن هم رجال المسرح الذين وقفوا بتصميم ومثابرة وجدية وشفافية حتى يظل هذا المسرح في طليعة مسارح الدولة، ومنذ أكثر من أربعة عقود من التواصل الإبداعي؟

السؤال يطرح نفسه مرة أخرى؟ من هم الذين أوقفوا حياتهم لإنجاح هذا المسرح؟

الإجابة بسيطة، هم ستة من محبي المسرح أسسوا هذا الصرح المسرحي نذكرهم كالآتي:

الشيخ عبد العزيز بن حميد القاسمي, سعيد بوميان, جابر نغموش, حمد سلطان خلفان, عبد الله الأستاذ, أحمد سعيد غنيوات.

 

جيل الرواد

هؤلاء هم جزء من نسيج البيت المسرحي، هم الرواد، وهم القاعدة الأساسية، ولعلنا لا نبذل جهداً في تتبع نشاط العديد منهم أمثال جابر نغموش، عبد الله الأستاذ، أو نجد البعض الآخر مواكباً للعروض والمهرجانات المسرحية، إلا أننا ومنذ سنوات عديدة افتقدنا المسرحي الرائد والمؤسس، سعيد بوميان، بل حتى زملائه من أعضاء المسرح افتقدوه، لقد توارى عن الأنظار، أو انحسر عن دائرة الضوء، وترك المسرح، أو أن المسرح تركه على الرغم أن تاريخ الرجل يؤكد إبداعاته المسجلة رسمياً في تاريخ المسرح في الإمارات منذ الستينات من القرن الماضي.

وبوميان يكتب النص حينما يحتاج المسرح إلى نص ويبادر في الإخراج والتمثيل، فقد كان لولباً يمتلك حضوراً ومنطقاً وديناميكية عمل قل أن تجدها في غيره وإذا ما كان الشباب يمتلكون الحق في احتلال المواقع، ويمارسون نشاطهم المسرحي فإن المسرح بالذات لا يمتلك الخروج عن قواعده التأسيسية وتراكمته.

فالتجربة المسرحية بتراكماتها المختلفة تحقق النجاحات اللاحقة، ولنا في سعيد بوميان المثال والقدوة، فقد أعطى في زمن لا يمنح صاحبه ثمناً لعطائه وبادر في عصر كان من الصعب أن نجد نموجاً مثل بوميان بنضجه وحيويته وصلابته وطيبته ترى ونحن نستذكر مسرح رأس الخيمة هل نستطيع أن نتجاوز العصر التأسيسي منذ عام 1969، ونشاط بوميان في الإخراج والتمثيل والكتابة هل يمكن أن ننسى إسهاماته التي أصبحت تاريخاً لمسرح الإمارات؟

وغير هذه المسرحيات التي رصدتها على عجالة، إلا أن دوره لم يكن مقتصراً على التمثيـــل والأخراج والكتابـــة، فهـــو إداري ناجح، تحمّل أعباء إدارية ومهـــام واسعة، حمل المســرح في حلة وترحاله، وكان لا يملك هدفاً ولا منهــــجاً ولا حياة بدون مسرح رأس الخيمة.

 

المصدر:

    عبدالإله عبدالقادر

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *