مهرجان عشيات طقوس الأردني :بين الصوفي والسيكودراما


انطلقت فعاليات مهرجان «عشيات طقوس المسرحية» في دورته السادسة بالعاصمة الأردنية عمان في 22 سبتمبر الماضي وانتهت فعالياته يوم أمس، وأقيمت على

هامش المهرجان ورشة عمل في «المسرح الصوفي» للهواة والمحترفين بهدف استقطاب كوادر مسرحية وموسيقية مؤهلة فنيا للمشاركة في العرض المسرحي «الحلاج» الذي تنوي فرقة «طقوس المسرحية» العمل عليه قريبا. يشار إلى أن النص من تأليف صلاح عبد الصبور وإخراج الدكتور فراس الريموني.


ومن ضمن فعاليات المهرجان أيضا ورشة عمل أخرى في «السيكودراما والمسرح» بالتعاون والشراكة مع الرابطة الألمانية مدة الورشة أربعة أيام تسعى من الناحية الفنية، إلى تحليل وتفكيك الوظائف الدرامية والفنية لعناصر العرض المسرحي، بدأً من الفكرة «النص» إلى الإخراج، مرورا بالتمثيل وتقنيات الممثل، ثم السينوغرافيا والماكياج والأزياء والإكسسوارات، انتهاء بتدريب الجمهور، وتسعى من الناحية التربوية والعلاجية إلى تقديم منهج تربوي وتدريبي جديد ينحو باتجاه التفريغ والبوح والتلقائية، وتطوير خاصية العبور إلى الذات للالتقاء مع الآخر، تنتهي فترة التدريب بتقديم عرض ارتجالي يعتمد على تقنيات السيكودراما الحديثة.

عروض عالمية

«العرب» التقت بالمخرج المسرحي ومدير فرقة «طقوس» فراس الريموني خلال أيام التحضير للحديث عن المهرجان والدول المشاركة، فأفاد بأن مهرجان «عشيات طقوس» مهرجان مسرحي دولي يستقطب ومنذ ستة أعوام عروضا مسرحية من أكثر من دولة عربية ودول أوروبية، بهدف التفاعل والاطلاع على التجارب المسرحية في العالم والإفادة من تطور الحركة المسرحية في بعض الدول العربية وغير العربية.

وفيما يتعلق بالجهات الداعمة ماديا ومعنويا لمهرجان مسرحي خاص كـ«عشيات طقوس» شكر الريموني وزارة الثقافة الأردنية ونقابة الفنانين والمركز الثقافي الملكي، أما عن أمانة عمان التي أوقفت دعمها للمهرجان في وقت سابق فقد أبدى الريموني تفاؤلا بالأمين الجديد قائلا: «أنا متفائل بالأمين الجديد لأمانة عمان الأستاذ عقل بلتاجي كونه مثقفا ويحب الفنون، وأعتقد أنه سوف يستعيد روح عمان بدعم الثقافة والمثقفين التي قتلها بعض العملاء». وحول الشباب في المسرح أفادنا الريموني أن الفرقة استقطبت مجموعة من الهواة الشباب في عرضين سابقين أحدهما سيشارك في المهرجان بغية تعريف الوسط المسرحي بمواهب جديدة وضخ دماء شابة في الوسط الثقافي المسرحي الأردني، كما أن الفرقة على وشك إقامة نشاط جديد يتلخص بتدريب هواة للمسرح في مجال الإخراج والتمثيل.

وبرنامج الدورة الحالية تضمن عروضا من خمسة دول عربية إضافة إلى ثلاثة عروض من الأردن ويشارك في عرض الافتتاح الأردني «تضاد القمامة» بالمسابقة الرسمية إلى جانب العروض العربية، ويذكر أن لجنة تحكيم العروض المسرحية تضم أسماء من الأردن (حكيم حرب، صلاح الحوراني وفراس المصري) و عبد الرضا جاسم من العراق، محمد الجراح من قطر و عبدالله ملك من البحرين.

مسرحية بخور عصري الجزائرية

فاكهة الحقيقة

في ثاني أيام المهرجان تم تقديم كل من العرض المسرحي «البيت» المأخوذ عن «بيت برناردا ألبا» للشاعر الاسباني لوركا وبتوقيع المخرج سعيد سليمان من مصر و«بخور عصري» من الجزائر الذي أخرجه هارون الكيلاني، وكان لـ«العرب» لقاء معه حول تاريخ العرض ومشاركته في الأردن فقال: «بخور عصري هو عرض طقسي يتحدث عن مجموعة من البشر يقشرون فاكهة الحقيقة، ويجمعون النوى تحت طقس مجنون ويقدمونها قرابين وذخيرة ضد القادم المجهول».

وذكر أن هذه المشاركة الدولية الأولى للعرض بعد أن قُدم ليوم واحد في الجزائر، وكان الجمهور الأردني بالنسبة للمخرج الكيلاني بمثابة مؤشر، وبحسب تعبيره فإن الجمهور الأردني جمهور متابع وخطير وبالتالي تقبله للعرض يُعتبر تأشيرة تسمح بتقديم العرض في أي مكان آخر.

وأخذت القضية الفلسطينية كامل المساحة في ثالث أيام المهرجان، حيث عُرضت مونودراما من لبنان للمخرج والممثل قاسم اسطنبولي مأخوذة عن رواية «الذاكرة» لسليمان الناطور، ويتحدث العرض عن معاناة الشعب الفلسطيني الممزق في الشتات منذ حرب 48 وحتى يومنا هذا،

وتم تقديم العرض الذي ينتمي لمسرح الشارع أو مسرح «الشنطة» أول مرة في وقت العدوان على غزة 2008. وتونس أيضا قدمت مونودراما من تمثيل وإخراج ارتسام صوف بعنوان (البحث عن عائدة) مأخوذة عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة التونسية جليلة بكار، 

يطرح العرض ضمن مشهد بصري نقي، قضية البحث عن الهوية العربية والذات الضائعة، وسؤالا قديما جديدا: من هو العدو الأساسي الآن، وما هو طريق الخلاص؟

وكان اليوم الرابع بنكهة قطرية مع مسرحية (أبو سلامة) تأليف عماد الشنفري وإخراج سالم المنصوري، وكانت خشبة المسرح مساحة للممثلين سمير مصطفى، سارة حسن، محمد حسن وسامح الهجاري. وسجل الأردن حضوره بنفس اليوم في العمل المسرحي «مواطن رقمه 2000» تأليف وبطولة معتصم البيك وإخراج باسم السلامات.

مليون توقيع

يذكر أنه وإلى جانب الندوات الفكرية اليومية التي تناقش العروض، كانت هناك ندوتان فكريتان أساسيتان أقيمتا بالتزامن مع فعاليات المهرجان الأولى بعنوان (أسرة المسرح الأردني.. أسباب التأسيس والتوقف) وندوة (الآثار الأردنية وحلم العودة)، ولمهرجان طقوس علاقة وثيقة بالآثار الأردنية،

حيث أعلن مدير مهرجان «عشيات طقوس» في دورته الثالثة فراس الريموني عن وثيقة شعبية تهدف إلى جمع مليون توقيع من أجل إعادة «حجر ميشع»، وهو عبارة عن مسلة حجرية كتب عليها الملك المؤابي ميشع بن كموشيت الذيباني، انتصاراته على الغزاة العبرانيين، 

قبل 850 قبل الميلاد، وقد سرقت من الأردن في بداية القرن العشرين، على يد المستشرقين الغربيين، وأودعت في متحف اللوفر في باريس لتعرض مرة واحدة في العام.

http://elbashayeronline.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *