الحركة المسرحية القطرية تنعى الفنان حسن حسين جابر

انتقل إلى رحمة الله فجر أمس الناقد المسرحي والموجه الكشفي حسن حسين محمد جابر الذي تفقد الحركة المسرحية القطرية برحيله ركنا من أركانها؛ حيث خلف رحيله موجة من الأسى والحزن لدى محبيه وتلامذته من الفنانين المسرحيين الذين صدموا بتلقيهم هذا الخبر. ونوه عدد من أصدقاء الفقيد بأخلاقه الرفيعة وحلو معشره اللذين مكناه أن يتبوأ مكانة كبيرة في قلب كل من عرفه عن قرب أو عمل معه خاصة أن الفقيد يعد من المساهمين في الدفع بالحركة المسرحية إلى الأمام؛

حيث ترأس لسنوات فرقة الأضواء للمسرح كما شغل منصب رئيس توجيه التربية المسرحية على مدى 17 عاما إلى جانب رئاسته إدارة المجلس الشبابي للفنون المسرحية لسنوات، فضلا عن إسهاماته في مجال الكتابة المسرحية وأيضا كتابة الأغاني التي ألف عددا منها، علما أن الراحل أسهم بشكل كبير خلال شهر مارس الماضي في نجاح مهرجان الدوحة المسرحي الأول من خلال مداخلاته النقدية التي كانت مثار استحسان جمهور المهرجان.

البلم: رحيله خسارة 
فادحة للمسرح 
وبهذه المناسبة، وفي اتصال هاتفي لـ «العرب» مع محمد البلم، رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية قال إن الراحل حسن حسين صديق عزيز في المجال المسرحي وفقد بوفاته أحد أركان المسرح القطري، خاصة أن علاقته بالراحل ترجع إلى ما يزيد على ربع قرن عندما كانا معا زميلين في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت وكذا داخل فرقة الأضواء التي رأسها الراحل لعدة سنوات وصولا إلى شغله منصب رئيس توجيه التربية المسرحية لمدة طويلة؛ حيث كان الراحل مستعدا دائما للدفع بالحركة المسرحية القطرية إلى الأمام وهو ما تشهد عليه إسهاماته في هذا المجال وكذا كتاباته النقدية. وأشار البلم إلى أنه برحيل الفنان حسن حسين يفقد المسرح رائدا من رواده في فن الدراما وأيضا الغناء بحكم أن الراحل عمل في بداية حياته على كتابة عدد من الأغاني، كما أن المركز الشبابي للفنون المسرحية فقد أحد أركانه الفاعلة معتبرا هذا الرحيل خسارة فادحة للمسرح القطري ولزملائه من الفنانين والنقاد.

الأنصاري: إنسان مليء بالعطاء والحب 
بدوره، قال الفنان والمخرج جاسم الأنصاري إن الراحل حسن حسين حمل على عاتقه دائما الدفاع عن المسرح حتى آخر رمق من حياته؛ حيث كان حريصا على المشاركة في كل الفعاليات المسرحية، كما أسهم في تخريج أفواج وأجيال من الفنانين المسرحيين كما كان حريصا على أن يعطي من وقته وجهده من خلال المسرح المدرسي وأيضا المسرح الشبابي. وقال الأنصاري إن ما ميز الراحل هو روحه الطيبة والجمالية وحلو معشره حيث كان حسن حسين إنسانا بكل ما في الكلمة من معنى؛ حيث إن مجرد وجوده كان يمنح أي شخص يتعامل معه طاقة إيجابية لأنه إنسان مليء بالعطاء والحب، مضيفا أنه كان محظوظا جدا عندما قدر له في أثناء عودته للمجال الفني قبل سنتين أن يكون الراحل هو الذي قام بتقديم قراءة نقدية لمسرحيته «قلة أدب» التي قدمها مع الفنانة سحر حسين عام 2011، حيث سعد بالقراءة النقدية التي قدمها الراحل وأسلوبه في تلقي العمل.

فايز: كان له دور كبير 
في تكويني
أما القاص والناقد جمال فايز رئيس قسم الأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث فاعتبر في اتصال أجرته معه «العرب» أن الحركة المسرحية والثقافية القطرية تفقد برحيل الفنان حسن حسين رجلا من خيرة الرجال، مشيراً إلى أن المرحوم يعني بالنسبة إليه الكثير حيث كان مدرسا له في التربية الفنية خلال المرحلة الابتدائية قبل أن تكون بينهما علاقة زمالة من خلال فرقة الأضواء التي رأسها الراحل لعدة دورات، كما استمرت العلاقة مع الراحل من خلال مجال الشباب والرياضة؛ حيث كان رئيسا للمركز الشبابي للفنون المسرحية وبالتالي كانت العلاقة، يقول جمال فايز، مديدة حيث لم تنقطع بينهما منذ أن كان في التاسعة من العمر. وأضاف فايز أنه عندما بدأ يكتب القصة، تم تناول نصوصه بالنقد من طرف الراحل لأن العلاقة بينهما لم تكن عابرة، معتبرا هذه الوفاة لها أثر سلبي عليه شخصيا بحكم الدور الكبير الذي كان للمرحوم في عملية تكوينه كما كان له الفضل في تخريج الأجيال وتحديدا في المجال المسرحي الذي كان له فيه دور كبير من خلال مساهمته كناقد أو كفنان كان يحمل قنديل الثقافة، وبالتالي فإن وفاته تعني أن الثقافة خسرت منارة من مناراتها ورجلا مثقفا خدم بكل نكران للذات الحركة الثقافية في البلاد على مدى سنين عديدة، وبالتالي فمهما قيل في حق الراحل فلن يوفى حقه لأنه كان رجل عطاء بلا حدود.

الشرشني: الراحل رجل 
أخلاق وتواصل
الفنان والمخرج المسرحي علي الشرشني المتواجد حاليا بصلالة العمانية رفقة وفد قطر المشارك في الدورة الثانية عشرة لمهرجان الخليج المسرحي للفرق الأهلية، أكد أن خبر وفاة الفنان حسن حسين جابر أرخى بظلال من الكآبة والحزن على كل أعضاء الوفد الذي يضم عددا من تلامذة الراحل والمشاركين في مسرحية «البوشية»، مشيراً إلى أن الراحل عرف بأخلاقه الحسنة التي كانت تسهل عملية التواصل معه، خاصة أنه عمل معه في عدد من الأعمال المسرحية كان آخرها مسرحية الأطفال «قطار المرح» كما عرفه عن قرب عندما سافر رفقته من خلال وفد المركز الشبابي للفنون المسرحية إلى مهرجان المسرح بمدينة أصيلة المغربية؛ حيث اكتشف جوانب خفية من الراحل، علما أنها لم تكن الرحلة الوحيدة معه بل شارك إلى جانبه في عدد من المهرجانات وقدما معا عدة أعمال مثل مسرحية «القرنقعوه» ليؤكد في النهاية أنه مهما قال في حقه فلن يوفيه حقه.
يشار إلى أنه تم أمس الأربعاء بعد صلاة العصر تشييع جثمان الراحل حسن حسين جابر بمقبرة مسيمير؛ حيث رافقت جثمانه إلى مثواه الأخير جموع غفيرة من الفنانين المسرحيين والمثقفين حيث علت الصدمة وجوه الحاضرين فيما لم يتمالك بعضهم نفسه ليجهش بالبكاء حزنا على فقدان الراحل الذي أجمع الكل على أن رحيله خسارة يصعب أن تعوض.

 

http://www.alarab.qa

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *