مهرجان المسرحيات القصيرة

كلنا يدرك مدى أهمية المسرح ودوره الحضاري والاجتماعي والفني الذي يساهم مساهمة كبيرة في إضاءة الجوانب الإيجابية، وعلاج القضايا الاجتماعية، وتثقيف الجمهور.


ولقد نجح مسرح الإمارات عبر مهرجان المسرح الذي يأتي كل عام في موعده تماماً، نظراً للرعاية والاهتمام الكبير اللذين يوليهما لهذا العمل المهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كل ذلك أثمر عن إنتاج مسرحي جيد في الإمارات، وحافظ على استمرار المشاركات الجادة من قبل المسارح كافة في الدولة، وذلك بسبب التنافس المهم بين الجميع، وأيضاً الثبات على المواقيت والأزمنة التي يأتي موعدها كل عام، وبنفس التنظيم والمثابرة، والعمل على نجاح ذلك المهرجان، نظراً لأن الأرضية والعناية بالمسرح مستمرة ومتصاعدة عاماً بعد عام.

والدليل على نجاح هذا المهرجان هو الاستمرار والحضور الجماهيري الكبير لأيام المسرح من البداية وحتى النهاية.

لذلك فإن البشائر مشجعة لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، والذي يعقد الآن في مدينة كلباء، وأعتقد أن مثل هذا المهرجان بحاجة أيضاً إلى تواصل جمهور الإمارات في المناطق الأخرى، ولذلك ربما يتطلب الأمر برامج مشجعة للتواصل مع مثل هذا العمل، خاصة أن المسافة بعيدة عن جميع مدن الدولة، وربما وجود عروض مناسبة للإقامة من بعض الفنادق هناك أو الاستضافات المدعومة من قبل المهرجان قد تزيد من حضور الجمهور المحب للأعمال المسرحية والفنية، بالإضافة إلى تغطية إعلامية جيدة.

إن الفنان والمسرحي لا يقدمان العمل للزملاء أو الفنانين من المحيط نفسه وإنما يقدمان عملهما للجمهور المتعطش للأعمال الفنية أو المسرحية، وقد أكد الجمهور حبه للمسرح عبر الحضور المستمر والكثيف في أيام الشارقة المسرحية.

بالتأكيد جمهور المناطق الشرقية محب، وحريص على تتبع الفعل المسرحي، ومتابعة المسرح حتى في المدن الأخرى، ولكنّ هناك جمهوراً كبيراً أيضاً في مدن كثيرة يرغب في حضور مثل هذه المهرجانات المسرحية، حيث عبرها يأتي الجديد دائماً، وهي مؤشر على صعود المسرح أو تراجعه.

صحيح أن التجربة ما زالت جديدة وحديثة العهد، ولكنْ أي عمل ينال الدعم والمساندة لابد أن ينجح، لعل أهم شيء لنجاح مثل هذا المهرجان هو الاستمرار والثبات، ثم قراءة ما أنتج عرضه، ومناقشته من قبل أصحاب الاختصاص من مسرحيين وفنانين.

إننا سعداء بوجود مثل هذه الأفكار التي تخدم المسرح والفنان، وتقدم تجارب جديدة، يمكن أن تضيء العمل المسرحي في الإمارات، واختيار المكان في المنطقة الشرقية شيء جميل وفكرة موفقة بحيث تمتد الأرضية الفنية للمسرح لتشمل قطاعاً كبيراً من جمهور الإمارات، بالإضافة إلى أن المنطقة الشرقية في هذا الوقت جميلة ورائعة المناظر بطبيعتها التي تجمع بين البحر والجبل.

نطالب باستمرار هذا المهرجان وثباته حتى نتحصل في نهاية المطاف على الإنتاج المسرحي الذي يخدم الفنان والمسرح والجمهور، كما أنه فرصة لرجال المسرح للتنشيط والاستعداد للعمل المسرحي الكبير في أيام الشارقة المسرحية، بالإضافة إلى أنه مدرسة مهمة للشباب والجدد من الفنانين المسرحيين للمعاينة والمشاركة في أعمال المسرح المختلفة، سواء كان ذلك بالمشاركة الفعلية أو الاستفادة من زملاء لهم أصحاب تجارب مسرحية سابقة.

بالإضافة إلى الاحتكاك بالأساتذة المشرفين والمنفذين لتلك الأعمال المسرحية التي سوف تعرض في هذا المهرجان.

Ibrahim_Mubarak@hotmail.com

 

ابراهيم مبارك

http://www.alittihad.ae

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *