بهجة القارئ في اكتشاف نص جديد

«الاحتمالات» نص مسرحي من عشرة مشاهد، انفردت «دار مسعى للنشر والتوزيع» في تقديمه للقارئ العربي لتتيح له الفرصة للاطلاع على أحد أهم النصوص المصنفة

 

 

 

بنصوص ما بعد الحداثة.
وهذا النص للكاتب المعاصر هوارد باركو والذي لم يترجم سابقاً إلى العربية «رغم قيمته الدرامية الكبيرة عالمياً» وقد ترجمه وقدم له الدكتور علي العنزي حيثُ بدأ باستعراض سريع لحياة باركر، وأبرز محطاته على الصعيد الشخصي والمسرحي. ولتأسيسه لمسرح الكارثة.
وجاءت عناوين المشاهد العشر كالتالي: «بهجة الحوكة في اكتشاف لون جديد، قبل يدي، ضرورة البغاء في المجتمعات المتقدمة، أسباب سقوط الأباطرة، البعض فقط قادر على تحمل الضغط، وجد المرأة الصماء، تبصر الحجة ولكن، العواقب غير المدركة سلفاً لعمل وطني، الضابط الفيلسوف والقرويات الثلاث» وأخيراً المشهد العاشر «ليس هو».
وبالعودة للمقدمة التي اعتنى المترجم على صياغتها فقد قسمت على ثلاثة عناوين وهي «باركر كارثة تحيي تراجيديا» و»باركر: مسرح الكارثة» والعنوان الأخير «الاحتمالات: تعدد الاحتمالات» يشرح تحته العمل المترجم الذي يقول فيه مؤلفه باركر «إن مشاهد الاحتمالات العشر زئبقية وشديدة الاعتياص. وهذا لا يعني أنها غير مفهومة، بل يعني انها عبارة عن حكايات تمزق روابطها بالهيكل الأخلاقي المتفق عليه».
«تعددت واهب هوارد باركر، وتراوحت ما بين نظم الشعر والفن التشكيلي والتأليف المسرحي، حتى أصبح علامة فارقة بارزة ومميزة في الساحة البريطانية» وقد انتج باركر «5 دواوين لم يتقيد فيها بوزن أو قافية» ودشن تدشين معرض تشكيلي بشكلٍ سنوي، بالإضافة لتدوينه 83 مسرحية «7 منها للراديو و13 للتلفزيون».
يؤكد العنيزي أن باركر كاتب خارق انتقلت كتاباته بسرعة من مرحلة التجريب في الواقعية الاجتماعية، إلى عقيدة فنية خاصة مؤمنة بقدرة أحد أهم الجنسين في الفن الدرامي، وهي «مسرحية المأساة المعاصرة» بإثارة أسئلة ذات طابع مشكلي استكناهي عميق، تتعلق بـ «الطبيعة الأخلاقية التي جبلت عليها النفس البشرية».
وقد نحت باركر مصطلح «مسرح الكارثة» سعياً منه للدلالة على وشائج القربى العميقة التي تربط مسرحه بالتراجيديا، «مشيراً عبر هذا الاصطلاح» الذي يطلق عليه الدكتور العنزي «الإغريقوباركري» إلى أعماله التي بدأ ينسجها منذُ ثمانينات القرن الماضي، مروراً بالاحتمالات وانتهاءً بآخر أعماله الصادرة في العام 2009، بعنوان مديمة جريحة.
يؤكد العنزي في مقدمته أن باركر منح لتراجيديا في أعماله دلالات أوسع، «حيث يتخطى حدود مسرح الكارثة حدود (الامتاع، التعليم، التطهير) وذلك عبر إثارة مشاعر يمكن وصفها بـ «القشعريرة» أو «النفض» أو: المصافحة بهدوء ثم الرج بعنف» حيثُ يحاول باركر بأعماله زعزعة كيان المتلقي، من خلال الكوارث التي تحيط بأبطال المسرحية في خاتمتها.
ويزعم الدكتور العنيزي بأنه بترجمته مسرحية «الاحتمالات» لبراكر فقد وقف على «حلية هامة من حلى هوارد باكر على مستوى البناء» وقد دون باركر هذه المسرحية على «نسق أفكاره السابقة بشأن مسرح الكارثة؛ والتي كان فيها أشد المعارضين لتعالق الكوميديا بالأدب، معتبراً التراجيديا؛ جنساً أدبياً رفيعاً، تتسم تجاربه الجمالية بالرفعة والخلود، وما الاحتمالات، إلا مخزن يروم إعادة قراءت مختلف أشكال السياقات التاريخية والثقافية للتراث والحياة» ويضيف المترجم «وما رؤى كاتبها المختلفة للتقاليد الثقافية والتاريخية والمسرحية، إلا حبة رمل تؤرق صدفة في فضاء اجتراح المعنى».
تجدون «الاحتمالات» بجناح «دار مسعى للنشر والتوزيع» بمعرض الكتاب.

 

http://www.alayam.com


 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *