طلال محمود: أبحث عن الفكرة العميقة في الموضوع الإنساني

طلال محمود هو كاتب شاب يعشق التأليف المسرحي إلى الدرجة التي يود  معها ممارسة هذه المهنة حتى آخر العمر، فهو يرغب دائما في التعبير عن شغفه هذ،ا لكي

 

يكون الفن متاحاً ومقروءاً أمام شريحة واسعة من الجمهور وليس فقط النخبة، كما أنه من دعاة مسرح جماهيري يتعود فيه المواطن الإماراتي على شراء تذكرته، و ارتياد المسرح بشكل مستمر، وليس في المواسم والمهرجانات فقط، ويأمل أن تترسخ في الإمارات عادة حب المسرح دائماً وأبداً .

حصل طلال محمود عبر مسيرته الفنية على جوائز كثيرة عن نصوص فازت بجائزة أفضل تأليف مسرحي في مهرجان دبي لمسرح الشباب وأيام الشارقة المسرحية ومهرجان الطفل وغيرها، حتى إنه لقب بحاصد الجوائز على نصوصه التي نالت من المديح مثل ما نالت من النقد، وهو الذي دفع طلال محمود للاستمرار في الكتابة، لا سيما أنه ينال في كثير من الأحيان ثقة كتاب ومخرجين مسرحيين مخضرمين مثل: إسماعيل عبد الله، وعبد الله صالح، ومرعي الحليان، وإبراهيم سالم وغيرهم .

يعكف محمود في هذه الأيام على تأليف عمل مسرحي تحت عنوان “الدومينو” من إخراج رفيقه مروان عبدالله الذي لازمه في أكثر من تجربة، وهو من إنتاج مسرح دبي الأهلي ومن المتوقع أن تشارك في مهرجان دبي لمسرح الشباب في أكتوبر/ تشرين الأول القادم، وفكرة العمل إنسانية الطابع ضمن حكاية تجعل حجارة الدومينو تتكلم، فيما البطل الرئيس هو حجر ليس مرقماً، ويبحث عن الرقم المفقود في جسده، في قالب فني يحاكي فكرة الحياة، والبحث عن الذات الضائعة والمحاصرة بالهموم والمنغصات .

يبدي طلال محمود تأثره بجملة سمعها ذات مرة من أصدقائه حين تساءل أحدهم: لو أن المسرح الإماراتي توقف تماما عن العروض، فماذا ستكون ردة فعل الجمهور في الشارع الإماراتي؟ وكان جواب معظم الحاضرين: لا شيء . . وهنا يقول: “نعم، كم هو بائس ومؤلم أن نتخيل الإمارات بلا مسرح، ولا يحرك هذا ساكناً عند الجمهور، ويضيف: قد يموت الفنان أو يعتزل، ويبدو الأمر عاديا، هذا شيء مؤسف، وأمنيتي أن يؤثر المسرح في الناس، وأن يكون له دور فعال، فيبعث فيهم الفرح ويحرضهم على الجمال والحلم بالمستقبل” .

يبدي طلال محمود تفاؤله في أن تؤرخ السنة المقبلة لفكرة المسرح الجماهيري، وأن تنطلق مجموعة من الأفكار والمبادرات لتفعيل حالة فنية ترغّب الشرائح المختلفة من الشعب في ارتياد صالات العرض، وهذا سيكسر من وجهة نظره قاعدة أن المسرح موجه فقط للنخبة، ويقدم في المهرجانات والمواسم لا غير، عن نفسه يؤكد طلال محمود أنه لن يثنيه شيء عن الاستمرار في الكتابة واختيار موضوعات حيوية ذات أفكار لا تخطر في البال، موضوعات تتميز ببساطتها وعمق مضمونها وتناولها لكثير من التفاصيل الغائبة عن المسرح الإماراتي .

في أعماله يحرص محمود على أن يكون على تناغم مع مروان عبدالله مخرج معظم أعماله ففي “ألف ليلة وديك” من تأليفه وإخراج مروان عبد الله عقّب أحد المتداخلين في أعقاب عرض المسرحية في أيام الشارقة على التناغم بين عناصر العرض المسرحي، من جهة وبين التأليف والإخراج من جهة أخرى، كما لاحظ بعض النقاد أن العمل قدم رؤية أدخلت المتفرج في أجواء ألف ليلة وليلة، بل إن العرض قدم قراءة جديدة في هذا العمل التراثي، كما استطاع المخرج أن يقدم تنوعاً سينوغرافياً خدم العرض كثيراً .

 

الشارقة – عثمان حسن:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *