مسرحية «الأعشى» تشعل النقاش في سوق عكاظ

يشاهد زوّار سوق عكاظ في نسخته السابعة يومياً على مسرح خيمة عكاظ، مسرحيّة “الأعشى”، من تأليف سامي الجمعان، وبطولة الفنان ياسر المصري ونايف خلف، وإخراج فطيس بقنة، وبمشاركة عدد كبير من الممثلين العرب، وذلك بطرح جديد يتلاءم مع ما يطرح في المسرحيات التاريخية الجادة.

الفنان ياسر المصري الذي جسد دور البطولة في المسرحية بشخصية الشاعر الأعشى (صناجة الأعشى)، أكد أن شخصية “الأعشى” أثارت انتباهه كثيراً، باعتباره شخصية محورية في التاريخ والأدب العربي من خلال إرثه الشعري الكبير، خاصة وأنه عاصر مراحل تاريخية في الجاهلية والإسلام. فيما قال المخرج فطيس بقنة إن أحداث المسرحية تجري في منطقة نجد (وسط المملكة)، وبالتحديد في “منفوحة”، حيث عاش الشاعر الكبير،”وهو ما أكسب العمل ميزة خاصة كونه يحمل ملمحاً وطنياً لا بد من إبرازه بشكل جيّد”، مشيراً إلى مشاركة واسعة من قبل فريق فني أوربي لصناعة المادة البصرية للمزج بين المشاهد الدرامية السينمائية، وبين الحركة المسرحية “حتى ننقل بيئة الأعشى الحقيقية التي كان يعيشها في “نجد” إلى المتلقي بشكل مبسط، إضافة إلى استخدام الإضاءة والمؤثرات الفنية التي تتناسب مع المشهد بشكل مناسب”.

ورغم ما بذل في المسرحية من جهد كبير وإعداد وإخراج مسرحي جيد إلاّ أنها أشعلت حوارات ونقاشات المثقفين والمخرجين المسرحيين والمهتمين، حيث جاءت ردود أفعال المسرحيين متباينة، حول كتابة نص وإخراج المسرحية، ففي الوقت الذي يرى فيه بعضهم أن معلقة الشاعر “الأعشى” قد وظفت توظيفاً فنياً مناسباً، مبدين ارتياحهم إلى ارتقاء مستوى العمل إلى مستوى الأعمال العالمية المسرحية، وأنها قدمت في إطار درامي جميل، جمع بين الماضي والحاضر في استخدام التقنية الحديثة في الإخراج، واطلع المشاهد على أبرز ملامح شخصية الشاعر، وأن الحركة المسرحية كانت جيدة، وشخصية مسحل بن أثاثة (الجني) كانت مميزة، إذ تم استلهام شخصية الجني على نحو خدم العمل وأفاد الصورة التي أراد مخرج العمل تقديمها عن “الأعشى”.

في المقابل هناك من يرى أنها لم تعط المشاهد تفاصيل دقيقة في حياة شخصية “الأعشى”، كما أنها افتقرت للمعالجة المسرحية الجيدة، وأن العمل أشبه ما يكون بعمل درامي مدرسي، حيث إن عملاً مسرحياً يقدم على مسرح خيمة عكاظ يتطلب جهداً احترافياً نوعيّاً، مطالبين بالاستفادة من تجربة “مسرح عكاظ” وتطوير الأداء وتلافي الملاحظات في الأعوام المقبلة، لكن الجميع متفقون أن هذا العمل المسرحي سيظل يشكل قفزة حقيقية وحدثاً متميزاً في تاريخ سوق عكاظ، مطالبين بألاّ يقتصر عرض المسرحية على أربعة أيام فقط، بل ينبغي أن يستمر العرض في أماكن عدة، حتى يمكن الاستفادة منها بشكل أوسع.

 

الطائف – هلال الحارثي


http://www.alriyadh.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *