نجاحات المسرح الإماراتي تجدد طرح أزمة التمويل

على خشبة المسرح وُلِد أغلب الفنانين الإماراتيين، وعايشوا حالات مختلفة تفاعلوا فيها مع الجمهور، والتقوا معه وجهاً لوجه، لينطلقوا بعد ذلك إلى الدراما، التي

 

 

 

أغرتهم بأضوائها، وفتحت لهم آفاقاً أوسع، وحققت لهم انتشاراً أكبر، ورغم ذلك بقي المسرح صامداً، يتنقل من مهرجان إلى آخر، ويحقق النجاحات واحدة تلو الأخرى، رغم معاناته أيضاً من أزمة التمويل، وارتباطه بالمهرجانات التي يعتبرها الكثيرون أساس نجاحه واستمراريته.

ومع إصرار ارتباط المسرح الإماراتي بالمهرجانات، تزداد المطالبات بالمسرح الجماهيري، فما هي متطلباته، وإلى أي مدى يتفاعل الجمهور اليوم مع المسرح، وهل استمراريته مرهونة بأمور أخرى؟

ارتباط موسمي

أكد أحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، أن جمهور المسرح موجود، وقال: المشكلة تكمن في أننا عودنا الجمهور على شكل معين في تقديم العروض، فارتباطنا بالجمهور أصبح موسمياً ومن خلال المهرجانات، وأنا لا أشكك في قيمتها ودورها لأنها هي من صنع المسرح والإبداع المسرحي بكل جوانبه.

وأشاد الجسمي بالدور الكبير لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الارتقاء بالمسرح الإماراتي، ودعمه اللامحدود له ما جعله يحصد أفضل الجوائز في المهرجانات المسرحية العربية الداخلية والخارجية، وقال: مادام المسرح الإماراتي يلقى هذا الدعم من هذه الشخصية المتميزة، فهو بألف خير، كما أوجه تحية لجمعية المسرحيين التي تمسك بزمام الأمور فيما يتعلق بالتنسيق ما بين الفِرق المسرحية والمسرحيين بشكل عام.

تعطش جماهيري

وأشار الجسمي إلى أن الجمهور متعطش للمسرح الجماهيري، ولكنه يبحث عن عرض محترف، ووجه رسالة للقائمين على المسرح قال فيها: حان الوقت لنفكر بجدية في المسرح الجماهيري، ولا علاقة لذلك بالابتذال، إذ يجب التفكير في موضوع وشكل العمل، بحيث يتسم ببساطة الطرح، والدقة في مواعيد العروض، والعمل على الدعاية والإعلان، وهذا يتطلب ميزانية حقيقية مقاربة للإنتاج، لأن الإنتاج الفقير سيؤدي إلى فقدان المصداقية.

إغراء التلفزيون

“أضواء التلفزيون مغرية وتمنح الفنان ما يبحث عنه من انتشار وتقدير مادي”، هذا ما أكده مرعي الحليان، مدير فرقة المسرح الحديث بالشارقة، مشيراً إلى أن انتقال الفنانين إلى الدراما لا يعني هجرهم للمسرح، وقال: موسم الدراما ينشط قبل رمضان بثلاثة أشهر تقريبا، وهذا قد يؤثر على المسرح، إلا أنه لا يأتِ على حسابه، فالإمارات من أكثر دول الخليج اهتماماً بالمهرجانات المسرحية، والمسرحيون يعملون طوال العام.

تمويل المهرجانات

وعما إذا كان للمسرح جمهور قال الحليان: للأسف، الفِرَق المسرحية تركز على مسرح المهرجانات وتكتفي به، وتُحجِم عن مسرح الجمهور، والسبب يعود إلى أن المهرجانات تُمَوِّل العروض المسرحية، بينما لا يكفي الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة لإنتاج أعمال جماهيرية، ونرجو أن يعيد المسؤولون فيها النظر فيما يتعلق بالميزانية المخصصة للمسرح، كما أن العمل المسرحي الجماهيري مكلف والدعاية له تحتاج إلى ميزانية كبيرة.

وأنهى الحليان حديثه بالقول: لو توقفت المهرجانات عن تمويل الفِرق المسرحية، سيتوقف المسرح في دولة الإمارات.

أكاديمية حقيقية

“المسرح موجود شئنا أم أبينا، واستمراريته غير مرهونة بخيار الممثلين”، بهذه العبارة أجاب المخرج المسرحي إبراهيم سالم على ما إذا كان المسرح مظلوماً بسبب توجه الفنانين للدراما، مشيراً إلى أن الأمر لا علاقة له بالتنكر للمسرح، وأن أضواء الدراما مغرية بما تقدمه من شهرة ومادة.

وذكر إبراهيم أن للمسرح جمهورا كبيرا، ولكن تبقى الحاجة ماسة لوجود أكاديمية حقيقية مهمتها صقل أداء الممثل المسرحي، وإيصاله لأفضل حالة تفاعلية انفعالية على خشبة المسرح، لتعزز مصداقية المشهد.

وأكد إبراهيم أنه لا يوجد دعم حقيقي للفنان المسرحي، وحمَّل المؤسسات الثقافية والإعلامية المسؤولية في ذلك. وأشار إبراهيم إلى أن المسرح الإماراتي يسير بخطى ثابتة، وهو الواجهة الحقيقية للمسرح على مستوى الوطن العربي، وأشاد بجهود ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي ارتقى بالمسرح الإماراتي وأوصله إلى مكانة مرموقة ومتميزة. موازنة

 

كونه منتجا دراميا، أوضح أحمد الجسمي أنه لا يستطيع رفض مشاركة الممثلين في المسلسلات لإجبارهم على البقاء في المسرح، فليس في صالح الدراما الإماراتية أن تتأخر في علاقتها مع جمهورها، كما أن من حق كل فنان أن ينتشر ويحقق النجومية ويحصل على تقدير أكبر.

وأشار إلى أنه لا يجب توجيه اللوم للفنانين بسبب توجههم للدراما، ولكنه يدعوهم للموازنة وتنظيم جداولهم ما بين الدراما والمسرح، وخصوصاً أن لكل منهما موسم معين.

 

المصدر:

  • دبي- دارين شبير

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *