نقاد يطرحون إشكاليات «النص المسرحي المعاصر في السلطنة».. في ندوة بالنادي الثقافي

انطلقت مساء أمس بالنادي الثقافي ندوة “النص المسرحي المعاصر في السلطنة” التي ينظمها المنتدى الأدبي على مدى يومين وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور خالد بن

سالم بن سعيد السعيدي أمين عام مجلس الدولة وبمشاركة نخبة من الكتاب المسرحيين والنقاد المتخصصين في مجال أبي الفنون لمعالجة قضايا النص المسرحي في السلطنة، وإشكالاته، وآليات تطويره.

افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية قدمها راشد بن صالح الشيادي مدير المنتدى الأدبي أشار فيها إلى أن “هذه الندوة تاتي ضمن الرؤية المنهجية التي يسير عليها المنتدى في تسليط الضوء على العديد من القضايا المحورية، فقد أقام المنتدى ندوة متخصصة في المسرح في عام 2008 بعنوان “المسرح في عمان واقع وتطلعات” واليوم يفتح المنتدى نافذة البحث والسؤال في النص المسرحي العماني..
بعد ذلك قدم الدكتور عبدالكريم جواد كلمة بمناسبة إدارته الجلسة الأولى، ثم قدمت الدكتورة كاملة الهنائية ورقة بعنوان “إشكالات الكتابة لمسرح الطفل في سلطنة عمان”، تطرقت فيها إلى التحديات التي تواجه المسرح في وطننا العربي بشكل عام والسلطنة بشكل خاص، واصفة الكتابة لمسرح الطفل بأنها أحد أهم هذه التحديات حيث قالت: تأخر ظهور مسرح الأطفال كما هو الحال في أدب الأطفال بوجه عام، ولكي نفهم هذه الصعوبات والمعوقات لابد أن نعرج أولاً على الإرهاصات الكتابية المسرحية الموجهة للطفل من خلال المقدمة التاريخية التي تسلط الضوء على تاريخ الكتابة لمسرح الطفل في السلطنة، وأهم أسماء الكتاب المسرحيين الذين كتبوا لمسرح الطفل، والموضوعات التي تم طرحها في نصوصهم المسرحية المقدمة للطفل. ومن ثم نحاول البحث في واقع التجارب النصية المكتوبة لمسرح الطفل العماني، وأهم الإشكالات التي قد تواجه الكاتب المسرحي العماني عند كتابته نصا مسرحيا موجها للطفل، ومناقشة خصائص مسرح الطفل التي يجب مراعاتها عند كتابة هذه النصوص، وذلك في محاولة في الوصول إلى إجابات حول الإشكالات التي تواجه الكتابة لمسرح الطفل، وكيفية تطوير واقع الكتابة لمسرح الطفل في سلطنة عمان مستقبلا، واعتمدنا في ذلك على المقابلات الشخصية التي أجريناها مع شريحة من المسرحيين العمانيين المشتغلين بمسرح الطفل. وتفرعت مباحث دراسة د.كاملة إلى مقدمة عرفت من خلالها مسرح الطفل مصطلحا ومفهوما، ثم تاريخ الكتابة لمسرح الطفل في السلطنة، وواقع التجارب النصية المسرحية المكتوبة للطفل، وآليات تطوير واقع الكتابة لمسرح الطفل أما الخاتمة فتضمنت نتائج وتوصيات.

كتابة تبتكر لغة

أما الورقة الثانية فجاءت بعنوان “إشكاليات النص الأدبي على خشبة المسرح .. ثلاثة نماذج عمانية” للدكتورة لطيفة بلخير من المملكة المغربية. عرجت بلخير في ورقتها على مفهوم النص الدرامي انطلاقا من اعتبار المسرح فنا للقراءة والمشاهدة، وهو يندرج في فن الأدب وفنون العرض معا.. مشيرة إلى أن تحقق النص الدرامي “يظل عدما ما لم يرتبط بحقائق التجسيد في الفضاء.. وتساءلت الناقدة “هل تتطلع الكتابة المسرحية المعاصرة بالسلطنة إلى خرق الموقف الثقافي الكلاسيكي الذي يفضل النص ولا يرى في العرض سوى ترجمة للنص الأدب؟ وهل تندرج كتابة د.عبد الكريم جواد، ود. أمنة الربيع، وهلال البادي ضمن هذا الإطار ضاربة فكرة التعادل الدلالي بين المكتوب والمعروض، أم أنها كتابة تبتكر لغة وفعلا وحدثا يتيح فعل عبور النص إلى الخشبة من خلال نسج معنى أو معاني متعددة خارجة عن نظام المواد النصية؟ وكيف استطاعت أن تحقق الاختيارات الجمالية والإيديولوجية لصناعة الفرجة الجامعة بين النص والخشبة؟
سؤال كان مدخلا لقراءة تحليلية لثلاثة نصوص مسرحية للكتاب الثلاثة سالفي الذكر، وقد وصفت الناقدة المغربية هذا النوع من القراءة بـ :”التحليل الدراماتورجي” الذي يسعى إلى توضيح المرور من الكتابة الدرامية إلى الكتابة المسرحية ليصبح العمل الدراماتورجي بذلك تفكيرا نقديا يضيء فعل العبور من الشأن الأدبي إلى الشأن المسرحي”. وتساءلت د. لطيفة بلخير: إلى أي حد استطاعت تلك النصوص الاستجابة للمميزات الفنية والتقنية والأدبية التي اتفق عليها النقاد أمثال روبـير هورفيل، وبرناردور، وجيتون بيكون، وبيير لارطوما إلخ؟ وكيف تداخلت حقائق النص والخشبة داخل هذا المتخيل الأدبي؟ وأين يتموضع داخل خارطة الإبداع المسرحي في السلطنة؟

ملامح اجتماعية

في الورقة الثالثة والتي قدمها الدكتور محمد الحبسي بعنوان “الملامح الاجتماعية في النص المسرحي العماني” قراءة تاريخيةأشار فيها د. الحبسي إلى أنه: مع بداية ظهور المسرح العماني في أربعينات القرن العشرين من خلال المسرح المدرسي ومسرح الأندية كانت القضية الاجتماعية جزءا من مواضيع هذه المسرحيات المتواضعة في أسلوب كتابتها وإخراجها، ولعل مسرح الاندية كان اكثر اقترابا من قضايا الزواج وغلاء المهور وأهمية الوطن والمحافظة على سلامة المجتمع من الطامعين وعلاقة الآباء بالأبناء، وتطرق هذه النصوص الى البيئة العمانية وما يرتبط بها من ملامح اجتماعية تمثلت في الازياء العمانية التقليدية والحكايات والامثال الشعبية والبيت العماني.. هذه وغيرها كانت مصادر مهمة للنص المسرحي العماني في تلك الفترة كمسرحيات (الصياد) و(الحلاق الثرثار) إلخ. كما عرج على مسرح الأندية والمسرح الأهلي..
وتساءل د.الحبسي: لو طرحنا سؤالا تقليديا: هل نصوصنا المسرحية استطاعت ان تعكس او تواكب التغيرات الاجتماعية للمجتمع العماني وافراده؟ هل استطاعت ان تظهر التغير والتطور للمرأة العمانية ودورها المتجدد في بناء المجتمع؟ اسئلة أتوقع انها بحاجة الى ان يراجع كتاب النصوص المسرحية العمانية نصوصهم لتتفاوت الاجابات.. مضيفا: أتوقع اننا بحاجه الى أن نعود واقعنا الاجتماعي لتطويره حتى يصبح مصدرا مهما وثريا لمسرحنا ونصوصنا التي في كثير منها اصبحت غريبة عنا رغم قوتها الدرامية واهمية التنوع فيما في وقت اصبح همنا فقط الفوز بالجوائز في المهرجانات. وخلص الدكتور محمد الحبسي إلى عدد من التوصيات أهمها: الرجوع الى المجتمع العماني بقضاياه الاجتماعية وتاريخه وتراثه ليكون مصدرا للنصوص المسرحية، والتجديد في اساليب الكتابة والطرح حتى يستطيع النص المسرحي اكتساب قوته الدرامية، واهمية تنظيم دورات وحلقات عمل في كتابة النص المسرحي، وتشجيع الكاتب المسرحي العماني ومناقشته في اشكاليات النصوص المسرحية التي يقدمها وما له وما عليه بهدف الارتقاء بالنص المسرحي العماني شكلا ومضمونا.
في ختام الجلسة فتح باب النقاش للحضور حيث أدلى كل متداخل بدلوه في هذا المجال.

 

 

كتبت ـ هاجر بوغانمي:

http://main.omandaily.om

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *