7 مخرجين أمريكان لمسرحية “كوميديا الأحزان”

بعد ترجمتها لعدة لغات أجنبية، منها الإنجليزية والبولندية والإسبانية واليابانية، وصدور ترجمتها الإنجليزية في كتاب عن دار نشر جامعة شيكاغو بولاية شيكاغو افتتح في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي العرض المسرحي «كوميديا الأحزان» باللغة الإنجليزية للكاتب

والناقد المسرحي المصري إبراهيم الحسيني، علي مسرح هيبارد ووركس، وهو أحد أهم المسارح الكبيرة في نيويورك، وبرؤية إخراجية احترافية جديدة للمخرجة الأمريكية تريسي كاميرون فرانسيس، وتقوم ببطولة العرض الكاتبة والمخرجة الفلسطينية الأمريكية نجلاء إدوارد سعيد ابنة المفكر الكبير إدوارد سعيد، بالإضافة إلي فناني مسرح هيبارد بنيويورك، حيث يعتبر هذا التقديم هو السابع للمسرحية في أمريكا خلال العامين الأخيرين وبرؤي إخراجية مختلفة لسبعة من مخرجي الولايات المتحدة، حيث كان أول تقديم لها من إنتاج جامعة هارفارد بولاية بوسطن ومن إخراج ريبيكا ماكر، وقد قدمت المسرحية أولي لياليها في افتتاح مؤتمر «النساء تصنع الديمقراطية» الذي أقامته هارفارد في مارس 2012، ثم زار العرض عدة ولايات أخري هي: نيويورك وناشفيل وميدل تنسي.

وكان التقديم الثاني للمسرحية من إنتاج مشروع أصوات الدولي «ivp» الذي يهتم بتقديم المسرحيات المؤثرة حول العالم، وذلك بالاشتراك مع القنصلية الثقافية المصرية في ولاية شيكاغو ومن إخراج جيمس ماكديرموت، ثم أخرجها للمرة الثالثة فرانك برادلي وطاف بها عدة ولايات في شمال أمريكا وكانت من إنتاج جامعة رودس بولاية بورتلاند.
هذا بالإضافة إلي عدد من القراءات المسرحية في عدة جامعات أمريكية، منها: جامعة فاندربيلت، وجامعة مدينة نيويورك، حيث قدمها وعلق عليها الناقد الأمريكي العالمي مارفن كارلسون، بالإضافة إلي جامعة كانساس وذلك من إخراج جيني كوراتولا.
وتعتبر مسرحية «كوميديا الأحزان» هي المسرحية المصرية والعربية الوحيدة التي حققت هذا الانتشار الدولي، وقدمت بهذا العدد الكبير من الرؤي الإخراجية المختلفة لعدد من مخرجي الولايات المتحدة من اتجاهات مسرحية متباينة، فقد قدمت المسرحية حتي الآن علي مسارح أكثر من خمس عشرة ولاية أمريكية، وقامت كلية الفنون بجامعة جيرسي بتدريسها لطلاب المسرح، كما قدمت عنها أيضاً دراسات نقدية في بعض العواصم العربية كالشارقة، وبيروت وطنجة والقاهرة.
تناقش مسرحية «كوميديا الأحزان» لإبراهيم الحسيني المنطقة الرمادية التي يتقاسم فيها المسرح والواقع مكانيهما، وهي المنطقة التي يتأكد ظهورها في ظل مناخ الأنظمة السياسية الفردية والاستبدادية، حيث تظهر لنا سبع شخصيات درامية لكل واحدة منها همومها الخاصة والعامة، وهي شخصيات لا تعبر عن نفسها فقط وإنما تعبر بالضرورة عن شخصيات اعتبارية أخري لا يمكن تجسيدها مباشرة مثل: الوطن، والتاريخ، والسلطة، والسياسة القمعية، والشعب، والغناء، والموت.
والحكاية التقليدية للعرض تدور حول رغبة معظم شخوص المسرحية في الوصول إلي حقيق أحلام الحرية، والعدلة، والديمقراطية.. لكن ثمة شيئاً يعوق رغباتهم جميعاً، يتمثل هذا الشيء في السلطة السياسية الحاكمة، لكن تحدث المفارقة عندما تتعرض هذه السلطة نفسها لجلد ذاتها والدخول في صراع داخلي لا نهاية له، لحظتها تتبدل موازين القوي ويصبح علي هذه السلطة مراجعة نفسها أو الخروج نهائياً من اللعبة.
كما تشير المسرحية إلي أن الثورة برغم موجاتها المتتابعة لم تنته بعد، وأنه مازال أمام الشعب المصري المزيد من الوقت والجهد حتي يستطيع استكمالها، وذلك من خلال تجسيد حي لرحلة اثنين من المهمشين اجتماعياً للبحث عن «ضحي» التي ترمز لصورة مصر، وخلال الرحلة تتعرف علي الواقع الثوري المصري بتقلباته الإنسانية والاجتماعية والسياسية وانعكاس ذلك علي الناس داخل المجتمع.
قدمت مسرحية «كوميديا الأحزان» في القاهرة من إنتاج الفرقة القومية للعروض المسرحية «مسرح الغد» من إخراج سامح مجاهد، وبطولة: عبدالرحيم حسن، ووفاء الحكيم، ووائل أبوالسعود، ومعتز السويفي، وراندا إبراهيم، ومحمود الزيات، وحسن عبدالله، وألحان وغناء د. أحمد حجازي، وعرضت في القاهرة والإسكندرية.
يذكر أن هذه المسرحية هي التاسعة عشرة في مسيرة «الحسيني» الإبداعية، فقد صدر له قبلها عشرة كتب عن دور نشر مصرية وعربية وأجنبية مختلفة، منها: «الغواية – متحف الأعضاء البشرية – وشم العصافير – أيام إخناتون – جنة الحشاشين – دفاتر الخوف والعشق – أخبار أهرام جمهورية – مراكب الشمس – حديقة الغرباء – comedy of sorrows» عن دار نشر جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة.

كتبت- أنس الوجود رضوان:

http://www.alwafd.org

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *