كتّاب مسرحيات الدورات الأربع: «سوق عكاظ» أسس للمسرح التاريخي المُمنهج

اكد عدد من الكتاب المسرحيين أن لـ «سوق عكاظ» قصب السبق في إعادة الحراك المسرحي الثقافي والهادف في المملكة العربية السعودية بل إنه بات

علامة فارقة في تاريخ الحركة المسرحية المحلية، مشيدين بخطة السوق في تنوع مصادر الكتابة في كل عام، ما أسهم في تنويع الرؤى الكتابية والفنية على حد سواء، لافتين إلى أن مسرحية حفل الافتتاح أسست للمسرح التاريخي بصورة ممنهجة لا تركن إلى الاجتهاد.

 

من جهته، قال الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم الذي كتب أول مسرحية في تاريخ سوق عكاظ في عام 2000 وهي «امرؤ القيس» ان مسرح سوق عكاظ يشكل بالفعل نقلة حقيقية في مسيرة المسرح السعودي في شتى المجالات، مستشهدا بالعرض الذي قدمه قبل نحو ثلاثة أعوام، واصفا العرض المسرحي المصاحب لأنشطة سوق عكاظ بأنه قرار صائب وفكرة رائدة لإعادة إنعاش المسرح السعودي من خلال تظاهرة تمثل تاريخ العرب ولغتهم وأدبهم، لاسيما أن المسرح يأتي في أعلى قائمة الثقافة البصرية التي تجذب الجمهور وتقدم القيم بأسلوب ممتع ويناسب كل المستويات الاجتماعية.

ولفت العثيم إلى أن مسرح سوق عكاظ يتميز بأنه يقدم وجبة مسرحية توازي مكانة الضيوف الحاضرين كون المسرحية المصاحبة للافتتاح يحضرها المتلقي العربي وضيوف المناسبة، مشيرا إلى أن سوق عكاظ أصبح ظاهرة ثقافية عربية وهذا يستوجب أن تتوافر الاحترافية في العمل المقدم على مستوى النص والإخراج، مقترحا أن يستثمر مسرح سوق عكاظ في استضافة مسرحيات من مختلف مناطق المملكة تقدم عروضا خلال فترة السوق الممتدة لخمسة عشر يوما وأن يكون ضمن أنشطة السوق مهرجان مسرحي لعرض الأعمال النوعية بمشاركة أفرع جمعيات الثقافة والفنون.

وعن سر رهانه على نجاح العمل المسرحي «امرؤ القيس» الذي كتب نصه قال العثيم «مازلت أراهن على أن مسرحية «امرؤ القيس» حققت نجاحا باهرا وذلك بفضل القدرة الاحترافية التي نفذت العمل كذلك وجود مهندس مسرح متخصص تولى مهمة إخراج العمل ما نتج عنه عمل أكاديمي واحترافي مقنن»، مضيفا «أتمنى أن يكون لمسرح سوق عكاظ بصمة واضحة في المسرح السعودي خصوصا أن المسرح يشكل عامل جذب ومحرك رئيس لوسائل لإعلام إذ انه يعمل على إحداث تظاهرة ثقافية من شأنها تحريك المياه الراكدة إعلاميا وتعيد الأضواء للنقد المسرحي».

من ناحيته، اشار مدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض المخرج المسرحي رجاء العتيبي إلى أن السوق فتح الأفق لمشاركة كوادر التمثيل متنوعة، ومنح أيضا فرصة للتنوع في كتابة النص المسرحي، مؤكدا أنه إضافة مسرحية مهمة وتحديدا في مجال المسرح التاريخي وهي حلقة تكاد تكون مفقودة في الحراك المسرحي السعودي وبحضوره من خلال مسرح سوق عكاظ يكون السوق أسس للمسرح التاريخي بصورة منهجية بعيدة عن الاجتهادات الفردية.

وعن تجربته في سوق عكاظ، قال العتيبي «مهمة كتابة نص مسرحية طرفة بن العبد وإخراج مسرحية زهير بن ابي سلمى اللتين أوكلتا إلي في دورتين سابقتين تمثلان تجربة رائدة وحالة مسرحية لا تنسى خصوصا في ظل التعاون مع طاقم فني مميز وممثلين مبدعين والتي منحت التجربة صفة التميز وجعلتها راسخة في الذاكرة».

من جهته، أكد الكاتب المسرحي د.سامي الجمعان الذي أسندت إليه كتابة مسرحية العام الحالي عن «الأعشى الكبير» أن مسرح سوق عكاظ يحمل رؤية بعيدة المدى تتجاوز الكثير من الرؤى المحدودة وتتجلى في اهتمامه وعنايته بشتى الآداب والفنون، مشيرا إلى أن المسرح أبو الفنون والجميع يلحظ الاهتمام الكبير الذي يوليه سوق عكاظ بالمسرح، من خلال ما يقدمه من عروض تواكب حفل الافتتاح إلى جانب العروض المسرحية الجادة عبر مسرح الشارع.

وأضاف د.الجمعان: تبقى النقطة الأهم في التوجه الذي يتخذه سوق عكاظ في الشأن المسرحي بوصفه توجها مدروسا إذ يتكئ على أهداف واضحة وعميقة يتسنمها تجسيد الماضي في أطر درامية حديثه، قادرة على مواكبة الحركة المسرحية بمعطياتها الجديدة.

وأشار إلى أن من الأمور والخطوات التي تحسب لسوق عكاظ قدرته على صنع جاذبية وتأثير وهذا ما يشير إلى أن التجربة المسرحية في السوق ستتشكل في ذاكرة المسرح السعودي بقوة لا تبارى لاسيما أنه دأب على مسرحة التاريخ الأدبي والإرث الثقافي وفق شروط المسرحة المقنعة القادرة على التأثير، إضافة إلى أنه استطاع تسخير المسرح وفنونه كأداة لترجمة الكنز التاريخي والثقافي الذي تزخر به المملكة »، مستشهدا بما ذكره وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة عن مسرح سوق عكاظ عقب عرض الافتتاح في الدورة السابقة إذ وصفه بأنه خطوة مبشرة بالخير ونواة لمستقبل المسرح السعودي تدعو للتفاؤل.

واشار إلى أن مسرح سوق عكاظ استطاع أن يصبح نقطة تحول في الحراك المسرحي السعودي ورافدا أساسيا لصناعة مسرح وطني يجمع بين التاريخ والمعاصر، واصفا إياه بأنه تجربة تحظى بالرعاية والدعم الكبيرين من لدن المسؤولين في المملكة، الأمر الذي يجعلها تجربة ثرية ومتميزة وقادرة على الديمومة.

وعن التنوع في مصادر كتابة النصوص والمبدأ الذي عملت وفقه اللجنة المعنية بالعمل المسرحي خلال الأعوام السابقة، قال الجمعان «إن تنويع مصادر الكتابة المسرحية يتبناه القائمون على سوق عكاظ بشكل واضح وجلي كذلك منح الكتاب السعوديين فرصة المشاركة يجير للسوق ويعود بالنفع على الكاتب نفسه كونه يمثل تجربة ثرية له ويحقق لصالح مسرح عكاظ أولوية طرح تجارب كتابية مختلفة ما يجعل منه محطة تجمع كل المدارس الكتابية المسرحية المتنوعة».

وتابع الجمعان القول «إن ما يمسرح من التاريخ على خشبة سوق عكاظ كذلك تنوع الطرح الدرامي عبر التنويع السنوي في الطرح المسرحي وتكليف كاتب جديد كل عام إضافة إلى ما شهدته الأعوام الماضية من مزج كبير بين معطيات التاريخ وما توصل إليه المسرح الحديث، مسألة إيجابية للغاية كون تنويع الرؤى والمدارس الكتابية يثري المسرح وأيضا محك حقيقي لتبادل الخبرات وخلق فرص للمنافسة بين القائمين على عناصر العمل المسرحي في المملكة».

 

http://www.alanba.com.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *