المسرح نشاط جماعي يركز فيه الأشخاص ويتأملون معاً

تناول المسرحي العالمي «بيتر بروك» قضايا المسرح، معرجاً على الربيع العربي واصفاً ثورات شعوبه بالثورات

 

العظيمة التي تقام على «مسرح الحياة». وقد ركز بروك الذي يعد أيقونة المسرح الحية، وأحد أكبر وأهم المخرجين المعاصرين، على فكرة «المسرح الفوري» الذي قال بأنهُ مرتبط بالعلاقة بين المسرح والحياة.
وأوضح أن الحاجة تبرز إلى جهاز يشرح لنا كم نهدر حياتنا عبثاً، ويعلمنا كيف نعطي اللحظة قيمتها، فنحنُ بحاجة إلى ما يعلمنا حقيقة التأمل في اللحظة الحية. فالـ «الصلاة تركيز تأملي لحظي، لكن الصلاة عمل فردي. والمسرح عبارة عن نشاط جماعي» يركز فيه الأشخاص ويتأملون معاً. ويلزم أن يكون هؤلاء من الشرائح الاجتماعية كافة، وأن يستلهم مسرحهم مواضيعه من الثقافات كلها.
وتابع في تبيان جوهر كلمة «فوري» بأن المسرح عندما يكون بالنقاء والإخلاص والكثافة والعمق الفني الكافي، وعندما يفقد المشاهد فيه حدوده الشخصية ليذوب في الآخر، يتحول إلى «مسرح فوري» يصير الوجه الآخر للحياة. وعندها يترك أثراً حياً على الإنسان.
وقال بيتر بأننا نتملك عبر المسرح -ولساعات قليلة- مجتمعاً صغيراً مثالياً يسمح بتجاوز تراجيدياته، وشبه المسرح بالجزيرة الطوباوية الصغيرة الحية التي تفكر وتحيا في شكل جماعي فوري، إلا أن هدف المسرح ليس التصور المستقبلي الأفلاطوني، بل التأمل الجماعي المباشر. 
وعرج بروك على «مسرح ميدان التحرير» واصفاً ثورات الشعوب العربية بالعظيمة في «مسرح الحياة» وأضاف أن الرفض للطغاة لا يكفي أن يكون على «مسرح الفن» فقط. واختتم بروك لقاءه الذي اجراه معه «حبيب سروري» بالحديث عن مشروعه المسرحي المقبل المتمثل في سلسلة مسرحيات حول الدماغ البشري.

 

http://www.alayam.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *