المسرحيون يحمون مسارحهم من الإرهاب

تمر مصر بأصعب فترات حياتها، حيث يتم استئصال خطر الاخوان المسلمين الذي ظل ينتشر في كل انحاء البلاد لأكثر من 80 عاماً لأن الجميع يقف في صفوف المدافعين عن وطننا بأرواحنا مسلمين ومسيحيين، مثقفين وفنانين، جاهلا أو متعلما، فالجميع توحد لإشفاء مصر من هذا المرض الخبيث.

ومع تلك الظروف يعاني المسرحيون معاناة الآلام التي تصاحب المرض، حيث توقف النشاط المسرحي في كل مسارح الدولة مما أثر على دخل هؤلاء الفنانين الذين انتظروا الميزانية الجديدة كشعاع أمل لتعوضهم عن توقف استمر لأكثر من 3 أشهر.. حاولنا تقصي الآراء حول ما يحدث في مصر وتأثيره على فناني المسرح.

أكد الفنان حلمي فودة، مدير فرقة مسرح الشباب، أن ما يحدث في الشارع المصري من طرد للاخوان أكبر من أي ابداع فني والأحداث الحالية مغرية لأي فنان أن يكتب ملحمة فنية، ونحن جيل فخور بمواكبة تلك اللحظات، والحملة التي دعا اليها وزير الثقافة صابر عرب لحماية المسرحيين لمسارحهم قمت بابلاغها الي أعضاء فرقتي، ولكن الأجواء الموجودة الآن وحظر التجوال والتزام الفنانين بيوتهم يجعلنا لا نستطيع ارغامهم على تلبية هذه الدعوة.

وأضاف حلمي: عدم عمل المسرحيين ليس مشكلة لأنهم يعلمون أنه أمر غير مقصود، أو متعمد وطالما يوجد أمل للإصلاح، ففنان المسرح مثل أي مواطن مصري عادي يستطيع التحمل والصبر.

وأضاف حلمي: ما يحدث الآن في مصر يعد ارهابا بكل المقاييس الدولية، والاخوان المسلمون ليسوا جماعة اسلامية بل أثبتوا انهم جماعات ارهابية مأجورة، يريدون حرق مصر لمصالحهم الشخصية لذلك يجب التعامل معهم بمنتهى الشدة والقسوة، وأرى أن الجيش المصري والشرطة يتعاملون بمنتهى المثالية أمام ذلك العدوان الغاشم، ولا يليق بهم التعامل الا بالمثل حيث يوجد معهم أسلحة ويقتلون المدنيين الأبرياء الذين ليس لهم أي ذنب، فلا توجد لديهم مبادئ أو يعرفون ذرة من تعاليم الدين الاسلامي الذي يدعو للرحمة ونبذ العنف والسلم.

ولن ينال هؤلاء الخونة أي شىء مما يهدفون إليه، وسوف يرد الله كيدهم الى نحورهم، وغير مسموح بأي تدخل أجنبي من الخارج، تأييد الشعب للسلطة يفسد على كل الدول الأجنبية أي محاولة تآمرية، مما سيجعل موقف امريكا نفسه يتغير ويدعم الثورة المصرية بعد كل هذه التهديدات والمواقف العدوانية التي أخذتها مع بداية الثورة.

وأضاف حلمي قائلا: أيام عبد الناصر أعلن الشعب المصري رفضه للمعونة الأجنبية والتف حول رئيسه، وأيام مبارك حدث ورفضناها، فالشعب المصري طول تاريخه وهو يرفض أن يتحكم فيه أحد، والآن نقولها بأعلى صوت لانحتاج الى المعونة اذا كانت سوف تجعلنا مكبلين داخل بلدنا، فتوجد دول اخرى أعلنت تضامنها معنا، وما يحدث الآن في مصر إذا حدث جزء بسيط منه في أي دولة من المعارضين لموقفنا الآن لكانوا اتخذوا أشد الاجراءات دون رحمة ولكنهم يكيلون بمكيالين لأغراض شخصية في المنطقة العربية، وكانوا يستخدمون الاخوان للاستيلاء على الأراضي العربية.

الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، قال: تم وقف العروض الحالية لفترة نظراً للظروف التي تمر بها البلد، خاصة أنه يتم عرضها ليلاً مما يخالف حظر التجوال الذي يستمر لساعات طويلة من الليل، ولكن تلك الحالة لن تستمر لفترة طويلة لأن ذلك ما تريده تلك الجماعة الارهابية، وسوف يتم الاتفاق مع مديري المسارح ببدء بروفات العروض الجديدة على الفور في فترة النهار، وقبل تلك الأحداث قام البيت الفني باعادة مجموعة من العروض قليلة الميزانية، بحيث لا تؤثر على انتاج العام الجديد.

وواصل فتوح حديثه قائلا: لن يتوقف الفن والمسرح ونحن من سيحمي منشآتنا ولقد وجهت دعوة للمسرحيين أن يسهروا مع رجال الدفاع المدني في المسرح لحمايته، حتى لا نثقل على القوات المسلحة التي تحمي المنشآت، ولم نطلب الحماية أو التأمين من أعمال التخريب التي يقوم بها أنصار المخلوع مرسي الذين يؤكدون أنهم تنظيم ارهابي عالمي ليس له علاقة بمصر.

وأضاف فتوح: كلمة ارهابية أقل ما يقال عليها خاصة بعد أعمال العنف والفوضى التي نشرتها في جميع أنحاء البلاد، من قتل المصريين وحرق الكنائس، واقتحام المساجد، وتخريب المنشآت العامة والخاصة وسرقة المتاحف وبعد انتشار أعلام تنظيم القاعدة والجهاد في شوارع مصر.

وأشار فتوح خلال حديثه قائلا: الاخوان قد كتبوا شهادة وفاة الجماعة بأعمالهم هذه وباعلانهم الحرب الداخلية على الوطن، واستنجادهم بالقوى الغربية ومنها اسرائيل للتدخل العسكري بمصر لانقاذ جماعتهم الارهابية.

كما قال الفنان سامح مجاهد، مدير فرقة الغد المسرحية: لقد عاني الفنانون فترة طويلة من البطالة المسرحية بسبب نقص ميزانية العام الماضي، وبمجرد حصولنا على الموافقات الخاصة بخطة الانتاج الجديدة وقعت تلك الاحداث ولا نعلم متى ستنتهي.

لكن الفنانين قبل أن يكونوا مسرحيين هم مصريون يفكرون في مصلحة الوطن في المقام الأول ثم العمل، نتمنى اضاءة مسرحنا مرة اخرى واخراج عروض فنية جديدة ولكن يغلب علينا حب الوطن اكثر والتخلص من تلك الجماعة الارهابية، والأمور أصبحت غير واضحة المعالم، وكلما يدخل الينا شعاع أمل، يحدث أمر يعيدنا الى الظلام مرة أخرى، فادعو الله أن يخرجنا من تلك الغمة.

وأضاف مجاهد: لقد تواجدنا مع الأمن في المسرح لحمايته الأيام الماضية من هجوم الاخوان، ولكن ليس تلبية لدعوة رئيس البيت الفني للمسرح لأني معترض على تلك الدعوة، لأننا لا يجب أن نقدم للإخوان ضحايا خاصة أن المتواجدين في المسارح لا يحملون أي سلاح ولا حتى الأمن منهم.

بل يجب امداد رجال الأمن بأسلحة حية بدلاً من أجهزة اللاسلكي التي يجلسون بها فقط، فجلسنا معهم لنطمئنهم، لأننا نمر بفترة حرجة، فلقد شاهدنا أياماً صعبة عندما تم اطلاق النيران على المسرح في الأحداث الماضية واصابة طلقات الخرطوش عدة اغراض بالمسرح.

ومعظم الفنانين لا يوجد عندهم آلية دفاع فكيف سيواجهون، ففي الدول المتقدمة يحافظون على الفنانين ونحن هنا نزج بهم في النيران، والدعوة التي وجهت الينا كان يجب أن تدرك بدلاً من أن تنفذ فالمبنى لن يستطيع رجال الأمن الدفاع عنه خاصة أن كل منشأة من منشآت المسرح بها فردا أمن فقط.

تحقيق – علاء عادل:

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *