حميد فارس: الإضحاك لا يتعارض والالتزام برسالة الفن

يعكف الفنان المسرحي حميد فارس على الإعداد لعرض مسرحي، يمثل تجربته الأولى في الإخراج، فبعد مسيرة جيدة في مجال التمثيل توجت بجائزة أحسن ممثل

 

في مهرجان المسرح الخليجي، وبعدما حصل على جوائز في الكتابة المسرحية، يسعى فارس لتجريب حظه مع الإخراج، ليحقق مفهوم الفنان المسرحي المتعدد المواهب، والمسرحية التي يعد لها الآن هي بعنوان “فريج خبصة” من تأليف الكاتب الشاب طلال محمود الذي برز اسمه خلال مهرجان دبي لمسرح الشباب، وشاركت بعض مسرحياته في مهرجان أيام الشارقة، والمسرحية من إنتاج مسرح خورفكان، وستقدم على خشبة المركز الثقافي في خورفكان خلال أيام عيد الفطر .

 

يقول حميد فارس: “المسرحية واقعية كتبها طلال محمود منذ فترة، وتتناول قضايا مطروحة في المجتمع الإماراتي، كمشكلة غلاء المهور ومشاكل الزواج، وعلاقة الآباء بالأبناء في واقع تطور كثيراً وأصبح فيه البون شاسعاً بين الجيل القديم والجيل الجديد، ونشأت عن ذلك خلافات وصراعات ونوع من عدم التفاهم الناشئ عن الانغلاق التام من الجيل القديم، والانفتاح الكلي من الجيل الجديد، وكل منهما يتشبث برأيه، ما جعلهما لا يجدان أرضية مشتركة للتفاهم، وأدى بهما إلى خلافات عميقة، وفي المسرحية نحاول أن نطرح تلك المشاكل من خلال التعرض لحياة أسرة، ترمز لحياة المجتمع بكامله”

 

ويضيف فارس: “كانت الفكرة لدى فرقة مسرح خورفكان أن يقدموا عرضاً كوميدياً خفيفاً للجمهور خلال العيد لكنني، عندما قرأت النص وبدأت التخطيط للعمل وجدت أنه يمكن تحميل العمل أبعد من مجرد كوميديا للضحك، وانطلقت من رؤية تحافظ على الخفة والكوميديا التي تناسب العيد، لكنها تقدم شيئا للجمهور أيضاً، لأنها تطرح قضايا من صلب اهتمامه اليومي” .

 

وعن السبب وراء الربط بين العيد والكوميديا يرى فارس أن ذلك راجع إلى أن العيد هو مناسبة فرحة، والناس يبحثون فيه عمّا يروّح عن أنفسهم، ولا يريدون أن يعكروا صفوها بطرح المشكلات والقضايا الشائكة التي يعيشونها في حياتهم، ولذلك جرت العادة أن تقدم لهم مسرحيات خفيفة . ولكنه يستدرك أن الفنان المحترف يمكن أن يطرح تلك المشكلات بخفة تشيع البهجة، لأن المسرح رسالة اجتماعية وثقافية ينبغي أن تقدم للمشاهد شيئا أكثر من مجرد الإضحاك . يقول فارس: “يلجأ المسرحيون إلى ما يسمى الكوميديا السوداء التي تقوم على طرح قضية عميقة بطريقة ساخرة، تكشف عمق المشكلة، ومأساويتها في غلاف يثير الضحك، لكنه يميط اللثام عمّا هو أبعد، من الضحك” .

 

وعن توقعاته لإقبال الجمهور على العرض يقول فارس: “إن مدينة خورفكان، والمنطقة الشرقية عموما تتمتع بجمهور كبير من محبي المسرح ولذلك فالنشاط المسرحي فيها لا يتوقف، ونحن نحرص على أن نقدم عروضاً في هذه المنطقة في المناسبات المهمة كالأعياد وغيرها” .

 

الشارقة – محمد ولد محمد سالم:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *