المسرحي مصطفى الصمودي: نقل الإشراف ورعاية المسرح إلى جهات غير مختصة جعل المسرح السوري يشهد تراجعا كبيرا

أوضح المسرحي السوري مصطفى الصمودي أن النص المسرحي يخرج للناس بولادتين أولهما على يد الكاتب والأخرى على يد المخرج الذي يصل معه العمل إلى كماله

 

المنشود فالكاتب لا يملك سوى اللغة المكتوبة أما المخرج فيملك اللغة السمعية البصرية إلى جانب مستلزمات الفضاء المسرحي والتقانة العصرية في أساليب العرض المسرحي وهذا لا يمنع من خلق نص متكامل يرتكز على أساس يبدعه الكاتب حتى يتمكن المخرج من بناء عمله المسرحي بشكل لائق بالتعامل مع المتلقي وهذا ما يخلق عندي ككاتب مسرحي بعض المعاناة لذلك كثيراً ما كنت أشارك في البنية الكاملة لعملي المسرحي بعد الكتابة.

وأضاف الصمودي في حديث لـ سانا أنه بعد انفصال الكاتب المسرحي عن المخرج ضمن العملية المسرحية المتكاملة في القرن التاسع عشر صار للمخرج سطوة أكبر على العمل المسرحي من حيث الشغل على اللغة البصرية على حساب النص ما شكل تجارب عديدة من خلال التشكيلات البصرية حتى وإن لم تملك موضوعاً متكاملاً أو من خلال الاعتماد على النصوص العالمية وتحويرها خاصة في المسرح العربي الذي ابتعد بشكل كبير عن النصوص العربية لصالح النص العالمي.

وأوضح المسرحي السوري انه لا يمكن فصل المسرح عن غيره من الأجناس الأدبية فهو إضافة إلى أنه ابن بيئته فهو ابن ظرفه ومحيطه وقد يشبه المسرح القصة من حيث موضوعها ومقدمتها وعقدتها لكنه يختلف عنها في أمور كثيرة.

وأشار الصمودي إلى أن وزارة الثقافة اهتمت في أوائل السبعينيات بمسرح الهواة ما انعكس إيجاباً على المسرح بشكل عام وساهم في تنمية الحس الكتابي عند المسرحيين الشباب وظهر كثير من كتاب المسرح السوري بمختلف أنواعه في تلك الحقبة كما إنعكس هذا الأمر على نقل هذه الكتابات إلى خشبة المسرح وظهور مواهب مسرحية متنوعة.

ولفت المسرحي السوري إلى أن نقل الإشراف والعمل على رعاية المسرح إلى جهات غير مختصة جعل المسرح السوري يشهد تراجعا كبيرا وملحوظا في المشهد المسرحي السوري مازلنا نعيشه حتى الآن.

وقال: إن التمثيل المسرحي بالنسبة لي كان هاجساً ولاسيما في السبعينيات حيث حصلت على أفضل ممثل في مهرجانات وزارة الثقافة لمرات عديدة لأنني أعتبر التمثيل موهبة فنية لا تقل أبداً عن الكتابة بل لا يمكن أن ينفصلا فكل منهما يكمل الثاني وهذا ما جعلني أفوز بالجوائز آنذاك.

وبين الصمودي أن المواضيع الاجتماعية كانت صاحبة الأولويات في كل الأجناس والهوايات التي يشتغل عليها لأن الحركة الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها الفنان و الأديب ستنعكس على كثير من شخصيته سواء أكان في التمثيل أم في الكتابة مضيفاً أن الحالة الاجتماعية في البيئة لا يمكن أن تنفصل عن الوعي السياسي والثقافي والإنساني وهي أشياء يراها المتلقي عند الكاتب والفنان.

وعن سبب كتابته للمسرح قال: إن موهبتي كممثل جعلتني أميل إلى كتابة المسرح أكثر من الأجناس الأدبية الأخرى وهذا يظهر واضحاً أيضا على كتاباتي الشعرية إذ يغلب عليها القص الشعري والتدفق العاطفي والإنساني لذلك بإمكان المتلقي أن يرى الشخصية المتكونة ثابتة في كل النتاجات والأعمال.

وأوضح الصمودي أن ميله للأسلوب الساخر في الكتابة المسرحية والشعرية يعود الى أثر البيئة الاجتماعية في بداية كتاباته التي كانت تتأثر بالأدب الساخر والذي يترك أثرا كبيراً في ذاكرة البيئة والمجتمع إضافة إلى ما يمتلكه الأسلوب الساخر من قوة تكمن في الألفاظ السهلة ودلالاتها المستخدمة.

وأشار الصمودي الذي قدم بحوثا عدة في الأدب والفلسفة إلى أن ظهور بعض البحوث والدراسات الأدبية واللغوية والفلسفية يعود أيضاً الى رغبة نفسية عفوية في تناول مثل هذه الدراسات والتي تنعكس مضامينها ومعانيها إيجابا على النصوص المكتوبة في الشعر والمسرح إضافة إلى ما تؤديه من خدمة تاريخية وأدبية في استقراء كثير من المعاني المخفية وراء كتابات الفلاسفة والشعراء والمفكرين وهي أشياء متكاملة تنعكس مؤثراتها بشكل تبادلي.

ومصطفى الصمودي كاتب وشاعر وممثل ومخرج له الكثير من المؤلفات في المسرح والبحوث المسرحية والفلسفية والشعر منها مسرحيات أغنية البحر وألوان وضبا ومارا والمتوازيان والشريط والشمطب يعود من جديد والأغبش وفي الشعرشمع الذكريات والانشطار والقناع وصاحبة الثوب الأخضر والشام أنت ومن عليها السلام وله دراسات مسرحية.

 

http://www.moc.gov.sy

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *