ورشة لتدريب المكفوفين على التمثيل

الخيال هو موطنهم الأول، والشعور هو أقوى ما يمتلكون، وبالرغم من ذلك لم ينتبه إليهم صانعو السينما والمسرح، واستخدموا آخرين لأداء أدوارهم. صحيح

أنهم مكفوفون، لكن المخرج المسرحى ميشيل منير اكتشف أن الوسط الفنى الذى لم ينتبه لموهبتهم حتى الآن «أعمى»، ولذا قرر أن يفتتح نشاط ساقية الصاوى للمكفوفين، بورش عمل «بصيص» للتمثيل وكتابة السيناريو.

 

الحكاية بدأت عندما شعر ميشيل بالإحراج من رفض انضمام فتاة كفيفة اسمها «دنيانا وصفى» لورشة عمل إعداد الممثل التى كان يقيمها فى أحد قصور الثقافة. «ميشيل» وافق على انضمام «دنيانا» للورشة فقط حتى لا تشعر بالظلم، ليكتشف بعد ذلك أنه كان «أعمى» وأبصر على يد دنيانا، يقول ميشيل: «كيف كنا لا نرى هؤلاء الفنانين؟! بعد أن تعاملت معهم فى الورشة، قلت لنفسى كنا عمى لما بعدنا الناس دى عن المسرح» رغم أنه اعتاد أن يكون مشرفا على ورش عمل، بفضل تعرفه على دنيانا وزملائها، بدأ ميشيل وغيره من المخرجين فى أخذ دورات لتعلم كيفية التعامل مع الممثل الكفيف.

«الإحساس قوى والذكاء حاد والحفظ جيد جدا، المشكلتان الوحيدتان كانتا قراءة السيناريو والتحرك على المسرح»، هذا هو تقييم ميشيل للممثلين المكفوفين بعد مقابلة المتقدمين لورشة العمل فى اختبارات القبول فى ساقية الصاوى.

مميزات الممثل الكفيف، مقارنة بسلبياته، جعلت القائمين على ورشة العمل يفكرون فى طريقة لعلاج عوائق وقوفهم على المسرح، يوضح ميشيل: «بطبيعة الحال سوف يكتب السيناريو على كمبيوتر، ليقوم بعد ذلك أحد أعضاء الورشة بكتابة النص بطريقة (برايل) حتى يستطيع الممثلون مذاكرة أدوارهم قبل الوقوف على المسرح».

أما مشكلة الاتجاهات على المسرح، فكان حلها فى تحويل خشبة المسرح إلى أرض «سيجا»: سنقسم أرضية المسرح لتسعة مربعات يحفظها الممثل حتى يتحرك بسهولة على المسرح.

كما كانت «دنيانا» هى أول من عرف ميشيل على موهبة الكفيف كانت هى من ساعد المكفوفين على دخول عالم التمثيل. دنيانا هى منسق ورشة العمل وكانت هى الوسيط بين القائمين على الورشة وعالم «المكفوفين»، بما أنها موظفة بساقية الصاوى.

ربما لم يتح لهم القدر فرصة مشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكنه أتاح لهم فرصة أكبر كما ترى دنيانا: «قد يخدع الناس ماكياج الممثل أو ديكور العمل الفنى، لكننا نستطيع أن نعرف مدى صدق الفنان من صوته وإحساسه، فالصورة قد تكون مزيفة لكن الإحساس لا يزيف». الورشة ستضم 16 ممثلاً وستنتهى بعرض مسرحى يقام على خشبة مسرح الساقية، ليكون العرض التالى هو مسرحية تجمعهم مع ممثلين مبصرين.

 

ياسمين القاضي

http://www.almasryalyoum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *