«بيروت… طريق الجديدة» مسرحية جديدة لـ يحيى جابر نصاً وإخراجاً

بيروت… طريق الجديدة.عنوان المسرحية الجديدة التي كتبها ويخرجها يحيى جابر ويلعب شخصيتها الوحيدة على الخشبة الممثل زياد عيتاني، حفيد الكاتب والفنان

 

الكبير محمد شامل (لإبنته) في أول تجربة تمثيلية له، يقف خلالها وحيداً على المسرح مع بعض الأكسسوارات التي تتلاءم والشخصيات التي يتحدث عنها العمل وهي جزء من تاريخ بيروت غير البعيد.
التناقضات، اللافتات، الوقائع، وما يدور خلف الجدران في البيوت المختلفة في عقائدها ومذاهبها وأهوائها، في عملية رصد لكل ما نعرفه عن المدينة عموماً ومنطقة الطريق الجديدة خصوصاً، كلها لخصها الجنوبي جابر، والبيروتي عيتاني. ومجرد وجود هذين النموذجين في عمل واحد وحكايات عن طرفي الحياة اليومية فيها، هو عامل جمع وشفافية وقدرة على الخروج من السائد البشع والدخول في مفاتحة أحببناها، وصفقنا لها من صميم القلب، أولاً لأننا إزاء نص متوازن، صريح، جريء مباشر، يعطي الحق لصاحبه ويقول أحلى القول في كل شيء، وثانياً لأننا أمام إكتشاف حقيقي لممثل من لحم ودم إسمه زياد عيتاني، يمتلك خامة فطرية لافتة، واضح أنها من فعل الجينات الموروثة من الجد شامل، الذي لم يوقف فيمن يتابع مسيرته، سواء نجله يوسف الذي لو تابع بوفاء مع شخصية علوش لكان له حضور طاغٍ على مساحة الكوميديا، وكذلك هي الحال مع نجله الثاني ناجي الذي قدّم عدة أعمال لمسرح الأطفال وإستطاع أن يترك بصمة طيبة لفترة ثم غاب عن المسرح بالكامل وارتضى الوظيفة والكواليس، وصولاً إلى خضر الحفيد الأشهر الذي باءت أكثر من محاولة له بالفشل، وها هو بعيد الآن عن الأضواء، من دون أن يتحمل أحد المسؤولية عما آل إليه وضعه سوى نفسه.
اليوم أمامنا زياد… شكله «كاراكتر»، مشيته كذلك، حديثه أيضاً، وقد خصّنا بعرض خاص مع المخرج جابر في مترو المدينة قبل موعد الافتتاح في الثاني عشر من تموز/ يوليو الجاري للصحافة، وفي التاسع عشر منه للجمهور، واعتبرناها فرصة ذهبية سعيدة لنا، لأننا استطعنا خلالها من الفوز بموهبة فذة، خاصة، قابلة للعيش والتطوّر والعطاء المضاعف شرط أن تقع بين يدي من يفهم مناخها، ويقدّر ما يمتلكه من ثقة بالنفس، وخصوصية في هضم الشخصية، وإرتجال مواقف على الخشية هي بنت ساعتها، بنت لحظتها، وقد كان خلالها رائعاً، موفّقاً وقادراً على التلوين والدخول في حقول ألغام فنية وحياتية أحياناً لا يقدر عليها المحترفون، لكنه كان أهلاً لها.
إنطلاقاً من قبضايات بيروت، أبو عبد، والنابلسي، ومنيمنة وغيرهم وصولاً إلى طريقة التعاطي مع الوجود السوري، إلى المدرب عدنان الشرقي، فالنجمة والأنصار والأولمبيك، ما بين أهل النبعة، وشباب بيروت، والفريق الذي كان وراءه طه قليلات، ومعها الأعلام، والشعارات، والمناكفات في الملاعب والشوارع والساحات، كل هذا وفي الخلفية أحداث أيار/ مايو وحرب التحرير عام 2000، والعدوان الإسرائيلي، وصولاً إلى إعلان أن شاباً من آل الجمل هو أول شهيد من بيروت سقط في المواجهة مع العدو الإسرائيلي.
النص يعيد التوازن بين سيل ما يعلن عن المقاومات التي عرفتها بيروت وكانت لها عمليات ميدانية، وبين المقاومة الحالية التي تعني فريقاً واحداً، ويقول كل شيء عن الطرفين، يعلن أن هناك استغراباً وعلامات إستفهام كبيرة عن سبب إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولماذا جرت أحداث إجتياح بيروت في أيار/ مايو، وكلام يتردد عن شخصيات ودول، وأحداث عرفناها في لبنان وطوينا معها حقبا مؤلمة كثيرة.
«بيروت… طريق الجديدة»… مسرحية سيكون لها أثر إيجابي فنياً وحياتياً، وهو ما يجعل مسرح مترو المدينة ضيقاً عليها، ومعها ولادة نجم مسرحي كوميدي له روح خاصة، لا تشبه أحداً ممن عرفناهم سابقاً.
محمد حجازي

http://www.aliwaa.com


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *