أسامة السلطان.. يجمع بين ذبّاح متطرف وامرأة علمانية

من الأعمال التجريبية الجديدة في منتدى المسرح يقوم المخرج أسامة السلطان  بعمل بروفاته على مسرحيته  الجديدة ( لقاء رومانسي ). ومن يسمع بهذا اللقاء  يتوقعه

 

بين حبيبين حالمين تجمعهما الرومانسية والحب بطريقة مثالية.. لكن الذي يحصل هو لقاء بين ذباح وقاتل متطرف مع امرأة علمانية لا تؤمن بالتطرف والإرهاب بل تدينه وتقف بوجهه حتى ان كان من قبل حبيبها !. المسرحية فانتازيا تجريدية  تقدم من قبل شخصيتين هما الفنانة أميرة جواد التي قدمت لنا قبل ذلك دورا مهما في مسرحية حب في زمن الطاعون استحقت عليه جائزة وتقدير مهرجان  القاهرة للمسرح التجريبي في مصر لأنها قدمت دورا لن ينسى في الأداء بالجسد  والإيماء والحركة قبل ان يكون بالحوار والكلام .. كذلك الفنان طه المشهداني الذي قدم دورا مشهودا له كممثل كبير على خشبة المسرح . ويقف خلف هذا الثنائي مخرج متمكن استطاع ان يقود السفينة الى بر الأمان بكل نجاح وهو المخرج أسامة السلطان الحاصل على العديد من الجوائز الفنية .
الفنان  أسامة  السلطان حدثنا عن مسرحيته الجديدة فقال :ـ
– بعد فوز مسرحيتي حب في زمن الطاعون بجوائز عدة منها درع الإبداع والجائزة  الأولى في مهرجان القاهرة للمسرح  التجريبي, نتهيأ لعمل اخر. علما ان مسرحية  حب في زمن الطاعون هي من تأليف عبد الخالق كريم  وإخراجي وبطولة الفنانة أميرة جواد والفنان طه المشهداني. وهما يمثلان معي في المسرحية الجديدة بعد ان بنينا  أواصرعلاقة عائلية متينة بين أفراد فريق العمل المسرحي . وقد وقع نظرنا على نص  جديد للكاتب علي عبد النبي الزيدي واتفقنا على كتابة مسرحية  جديدة  بعنوان ( لقاء رومانسي ) .

* ولماذا استبعدتم المؤلف عبد الخالق كريم عن فريق العمل ؟
– لم نستبعده بل كان مشغولا بكتابة مسلسلات للتليفزيون مما تعذر عليه مشاركتنا  في التجربة الجديدة .

* ماذا عن لقاء رومانسي ؟
– هو قصة حب ما بين  ذباح وقاتل مع امرأة علمانية لا تؤمن بالتطرف فيحدث جدلا  بينهما لان الذباح في قمة التطرف وهي في قمة الجهة الأخرى الرافضة لذلك .
يبدأ العمل في نقطة مهمة هي ان الذباح  يكون قد قتل تسعة أشخاص ويبحث عن العاشر  حتى  يتوج أميرا ! لكن  تأتي المصادفة بان يكون العاشر هو حبيبته العلمانية  ؟ !  فيصبح أمام مفترق طرق اما ان يقتلها ويصبح أميرا واما ان  يتركها ويضيع المنصب منه !  ونترك  البقية  للمشاهد حين يرى المسرحية  في منتدى المسرح .
* كيف سيقدم  العمل ؟
– سأعتمد في تقديمه على طريقة الواقعية السحرية وفيه نوع من السريالية  وباطار تجريدي . وتدور أحداثه داخل خرابة ( قطعة ارض غير مشيدة ومتروكة ) . وسيقدم  على قاعة  منتدى المسرح لانها  تساعد على تقديم  مثل هذا العرض  الذي بالتالي يتناول ما يدور في الساحة العراقية اليوم .
* ما الغاية من العمل ؟
– أريد ان أوضح غاية مهمة هي ان التطرف لا يجدي نفعاً وبالتالي  يتسبب في الإمعان بالقتل المستمر  . وتصبح لديه غريزة قتل لا يفرق فيها بين امه واخيه  وصديقه  او اي إنسان  اخر .وبالتالي هي خراب اجتماعي للجميع .. ولابد ان  يقع المتطرف بيد السلطة لينال عقابه مهما  تمادى في غيه .. لان الخير لابد ان ينتصر  على الشر مهما كانت التضحيات .

* كيف تعاملت مع النص ؟
– المؤلف عموما  يكتب على الورق  في حين انا اقدمه كشخصيات ناطقة تتحرك على المسرح . لهذا فلا بد ان  يتدخل المخرج ليحول الورق الى انسان فيضطر  حينها الى الحذف والاضافة والتعديل كي يكون النص جاهزا للعرض . لان المخرج هو مؤلف ثان للعمل . وانا تدخلت حتى في تغيير عنوان المسرحية .

* وماهو موقف المؤلف الزيدي من ذلك ؟
– المؤلف من الكتاب الجيدين في العراق  ويحترم المخرج كثيرا ويتعاون الى حد بعيد  ويتوافق بسرعة  مع اراء  المخرج كما حدث معي اذ تعاون معي بشكل رائع . ولولا انه واثق من قدراتي في تقديم نصه بطريقة  جيدة  لما تعاون معي .

* لماذا تركت المسرح  وانشغلت في التليفزيون وبرامجه  لفترة طويلة ؟
– انا صاحب عائلة  ولدي ثلاثة  ابناء  ونحتاج الى  توفير مايساعدنا على المعيشة  لذلك اتجهت في فترة الى اخراج البرامج في الفضائيات . لان المسرح بصراحة لايجدي ولا يوفر فرصة  معيشة  للعاملين بل هو مجال  للابداع وليس  فيه مردود مادي بل فيه مردود معنوي اكبر من مردود التليفزيون المادي . والمفروض  بوزارة الثقافة او المسؤولين عن الفن دعم الفنان المسرحي  ماديا  حتى لايعمل في جهات اخرى بل  يتفرغ لفنه ويبدع فيه .

 

قحطان جاسم جواد

http://www.almadapaper.net/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *